تابع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب قضية النازحين اللبنانيين والسوريين من الأراضي السورية إلى لبنان منذ سقوط النظام وسيطرة الجماعات المسلحة على الحكم في سورية، لا سيما الذين نزحوا منهم إلى منطقة الهرمل والبقاع الشمالي، والذين تحدثت وسائل الإعلام عن أن عددهم يربو على المئة ألف لاجئ.
وأجرى الشيخ الخطيب لهذه الغاية اتصالًا برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وتداول معه في هذا الموضوع، وأطلعه على بعض التفاصيل التي بلغته من البقاع حول هذا الموضوع، حيث يقوم أهالي المنطقة بإغاثة النازحين القادمين من سورية من دون أن تتحرك أي جهة دولية في هذا الإطار، وما يعنيه ذلك من أعباء على الأهالي الذين تحملوا بدورهم تبعات الحرب الأخيرة في ظل العدوان "الإسرائيلي".
وطلب الشيخ الخطيب إلى الرئيس ميقاتي أن تتولى الدولة معالجة هذه القضية الإنسانية، واحتضان هؤلاء النازحين وإجراء الاتّصالات اللازمة مع الجهات الدولية لإغاثتهم على غرار ما تقوم به تجاه اللاجئين السوريين منذ سنوات طويلة، ريثما يتمكّن هؤلاء من العودة إلى سورية.
وعلم أن الرئيس ميقاتي وعد الشيخ الخطيب بالتحرك فورًا لمعالجة هذا الموضوع الإنساني، والقيام بكلّ ما يلزم في هذا الصدد.
وكان الشيخ الخطيب قد تابع أيضًا خلال الأيام الماضية قضية النازحين السوريين الذين تجمعوا بالآلاف عبر منطقة المصنع، وأجرى لهذه الغاية اتصالات شملت كبار المسؤولين والوزراء المعنيين والمديرية العامة للأمن العام، ما سهّل دخولهم إلى لبنان بالطرق القانونية، في حين غادر الكثيرون منهم عبر مطار بيروت إلى الخارج.
واستغرب الشيخ الخطيب أن تتقاعس مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن التحرك لرعاية هؤلاء النازحين الجدد، بينما تتولى منذ سنوات طويلة رعاية واحتضان اللاجئين السوريين القدامى، حتّى أنها كانت ترفض عودتهم إلى بلدهم في الماضي، وسأل عن أسباب هذا التمييز الذي لا ينم عن نيات سليمة.
وقال الشيخ الخطيب: "إننا أول من يشجع اللاجئين السوريين على العودة إلى بلدهم، لكننا في الوقت نفسه لا يجوز أن نتقاعس عن إغاثتهم واحتضانهم إلى أن تتوفر الظروف المناسبة لعودتهم، لأن هذه القضية هي قضية إنسانية، وقد أمرنا الله تعالى وإسلامنا الحنيف بإغاثة الملهوف. ولذلك نرجو من الجهات المحلية والدولية القيام بواجبها تجاه هؤلاء وتوفير كلّ السبل التي تؤمن لهم لجوءاً كريماً.