أوراق اجتماعية

العودة إلى المدرسة في زمن الحرب .. ماذا عن تلامذة الجنوب؟

post-img

مع اقتراب العام الدراسي الجديد لازال العديد من أهالي القرى الجنوبية الصامدة ومن نزحوا منها قصراً يجهلون مصير أبنائهم التعليمي، في ظل وعود وزير التربية التي لم تسفر عن شيء ملموس إلى يومنا هذا. فأهالي طلاب المنطقة الحدودية بمعظمهم سيتابعون دراستهم بالطريقة نفسها (عن بعد) مع استمرار قرار إقفال المدارس في بلدات الحافة الأمامية.

ومع نزوح الكثيرين من الخطر ولإنقاذ عام أولادهم الدراسي اضطروا إلى إلحاق أبنائهم بمدارس أخرى حضورياً. ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على الجنوب فالكثير من الأهالي فقدوا منازلهم أو تضررت بحيث حتى لو توقفت الحرب اليوم فلن يستطيعوا العودة إلى قراهم وسيضطرون تكملة عامهم الدراسي في مدارس المناطق التي نزوحوا إليها.

ورغم سعي الأهل لتسجيل أبنائهم واجهتهم عقبات كثيرة، منها  اشتراط مدراء بعض المدارس دفع رسوم تسجيل الطلاب ونقل ملفاتهم من مدارسهم في الجنوب، الذي يستلزم استصدار إفادات مدرسية وإخراجات قيد. التي ستكلفهم الكثير من الجهد والنفقات المالية الكبيرة في ظل التخبط الذي تعيشه المؤسسات الحكومية وخاصةً أزمة الطوابع المالية. وتلك الشروط وإن تحققت فهي متوقّفة على احتمال إيجاد مقاعد للنازحين بعد تسجيل طلاب المنطقة التي نزحوا إليها.

وظهرت مبادرات فردية من قبل بعض المدارس الرسمية في البلدات الجنوبية كما فعلت بلديتا حولا وبليدا (قضاء مرجعيون)، التي أرسلت إلى أولياء أمور طلاب المدرسة الرسمية، طالبةً منهم التواصل مع الإدارة لتسجيل أبنائهم، إما لمتابعة الدراسة فيها عن بعد أو للالتحاق عبرها بمدرسة رسمية أخرى.

ويعاني بعض الأهالي من البطالة بسبب الحرب بعدما تضررت أعمالهم ولم يستطيعوا إيجاد عمل، وهؤلاء في حال لم تتكفل الدولة أو الجمعيات بدفع رسوم التسجيل والنقل والقرطاسية، لن يسجّلوا أولدهم في المدرسة. وينتظرون إيفاء الوزير بوعده الذي قطعه بإعفاء التلامذة الجنوبيين النازحين من رسوم التسجيل، تحت عنوان «الظروف القاهرة»، 

وفي المحصلة أهالي القرى الجنوبية الذين نزحوا يعيشون الحيرة تجاه مصير العام الدراسي لأبنائهم. ويعانون من الضياع واللا - استقرار، ولا سيما لدى أولياء الأمور الذين خسروا منازلهم جراء الغارات، الذي يتطلب استراتيجية سريعة وقرارات على مستوى المعاناة من قبل وزارة التربية وخاصةً أن المدارس والثانويات الرسمية في قرى المواجهة الجنوبية تستعد لبدء أعمال التسجيل رسمياً في 17 الجاري، فهل ستقوم وزارة التربية واجباتها؟

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد