ثار قادة الفرق الاستيطانية في شمال فلسطين المحتلة ضد محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الجبهة الشمالية. وانطلقت موجة من الردود الرافضة للهدنة، ودعوات إلى مواصلة الحرب حتى هزيمة حزب الله، فيما كانت الأصوات المعاكسة منحصرة في بلدية حيفا، ربما نتيجة التأثيرات الكبيرة للحرب على المدينة وجوارها، سكانياً واقتصادياً ودوراً.وقد انطلقت الحملة على لسان وزيرة الاستيطان والمهام القومية، أوريت ستروك، التي قالت إنه «لا تفويض أخلاقياً لوقف إطلاق النار. لا 21 يوماً ولا حتّى 21 ساعة. حزب الله جعل من لبنان برميل بارود، والقرار 1701 حوّل سكان الشمال إلى رهائن ومهجّرين في أرضهم. وبالتالي، لا ينبغي تكرار أخطاء الماضي، لن نتوقف حتّى نعالج الوضع».
من جهتهم، عقد رؤساء مستوطنات الشمال اجتماعاً طارئاً في بلدية «كريات شمونة»، حثّوا خلاله الحكومة على عدم القبول بالهدنة. وقال رئيس البلدية أفيخاي شطيرن إنه «منذ سنه ونحن تحت النار- أين كان هؤلاء المسؤولون الغربيون؟. فقط بعد يومين من النار من جانب إسرائيل ها هم يهرعون». وفي خلال الاجتماع انطلقت صافرات الإنذار، ما اضطر الحاضرين إلى دخول الملاجئ، وسط سماع دويّ انفجارات قوية في المحيط، وفق ما ذكر موقع «واللا».
وبعد انتهاء الجلسة أوضح شطيرن، فيما كانت تظهر خلفه سحابة دخان حيث سقط صاروخ، أنه «لأسفي الشديد هذا هو الواقع الذي نحيا فيه منذ سنة. هذا جوابنا لكل من يرغب بوقف إطلاق نار. نحن نرى هنا حرائق فقط، ونرفض أن نكون كبش محرقة. فوقف إطلاق نار معناه حكم بالموت على سكان الشمال الذين صمدوا طوال الحرب».
أمّا رئيس بلدية «كريات بيالك» في خليج حيفا، إيلي دوكورسكي، فقال إن «الشمال يتعرّض لهجوم منذ 11 شهراً، والبلدات مهجّرة ومهدّمة، وقُتل جنود ومواطنون والعالم المتنور لم يضغط من أجل وقف إطلاق النار. وعندما توجّه إسرائيل ضربات إلى حزب الله، نهض العالم ليضغط من أجل وقف إطلاق النار، ما يعني وقف القضاء على قدرات حزب الله وإعادة السكان إلى الشمال». وتوجّه إلى نتنياهو قائلاً: «هذا ليس الوقت الملائم للتوقف. لا تخيّب أمل سكان الشمال».
على المقلب الآخر، كان لرئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، رأيٌ مغايرٌ، إذ قال لموقع «واللا» إنه «ثمة حاجة إلى وقف إطلاق نار وآمل أن يدرك الجميع ذلك. ومثلما قلت طوال الأسابيع الأخيرة، ينبغي الدخول إلى محادثات قبل تصعيد الوضع، لأنه في جميع الأحوال ستكون محاولات وستكون تسوية. فما الفرق إذا نفّذنا ذلك بعد شهر أو الآن؟ الأفضل الآن». وأضاف: «صحيح، إن حزب الله سيبقى في لبنان ونحن لا يمكننا بالطبع الاعتماد على أي أحد في هذه المنطقة باستثناء أنفسنا، لكن هذا هو المكان الذي اخترنا العيش فيه. والآن يجب وقف الحرب، وينبغي إنقاذ اقتصادنا. فقد توقّفت الحياة في مدينة حيفا. وبالإمكان أن تشاهد أثناء جولة في المدينة أن لا أحد يتجوّل في الشوارع»