للأسبوع الثاني على التوالي، استمر توافد النازحين من مناطق الجنوب والنبطية والضاحية الجنوبية لبيروت إلى مناطق الشمال بحثاً عن ملاذ آمن من غارات العدو الصهيوني التي توسّعت رقعتها نحو مناطق في بيروت، ما ينذر بمزيد من حالات النزوح.وحتى مساء الخميس، استمر توافد مئات العائلات النازحة. وفيما أعلنت لجنة إدارة الكوارث في الشمال أن عدد النازحين في مراكز الايواء بلغ 13880، أشارت التقديرات إلى أن عدد النازحين بين محافظتي الشمال وعكار وصل إلى ما يقرب من 200 ألف، توزّعوا على البيوت السكنية ومراكز الإيواء. وبلغ عدد النازحين إلى منطقة المنية وحدها نحو 5 آلاف، من بينهم 171 عائلة (نحو 800 شخص) في 7 مراكز إيواء (مدارس رسمية)، فيما توزع العدد الأكبر على وحدات سكنية تم تأمينها أو قام النازحون باستئجارها. ويعاني القاطنون في الوحدات السكنية من نقص كبير في تأمين المستلزمات والاحتياجات اللازمة، على عكس مراكز الإيواء التي توجهت إليها الهيئات التطوعية والإغاثية (كالصليب الأحمر الدولي) وأمّنت لنزلائها الفرش والحرامات ومواد التنظيف ووجبات الطعام. سامر (39 عاماً)، النازح من بعلبك والذي يقطن في شقة استأجرها بـ 400 دولار، أكّد لـ«الأخبار» أن «أياً من المنظمات لم تقدم لنا أي معونة. نعيش على ما يتيسر من أهل الخير، ولا نملك أياً من مقدرات العيش. لا مأكل ولا ملبس»، مشيراً إلى أن «التعاطف الشعبي معنا كبير، ولكن ذلك لا يكفي، ونتمنى أن لا تطول هذه الحرب».
وعرض اجتماع لخلية الأزمة في مبنى بلدية المنية المشكلات والاحتياجات التي يعاني منها اللاجئون، وتم الاتفاق على إنشاء مطبخ مركزي لتأمين وجبات الطعام بشكل يومي لمراكز الإيواء ولسكان الوحدات السكنية. ولا يزال الاعتماد في إغاثة النازحين بشكل رئيسي على المبادرات الفردية التي كانت سبّاقة في احتضان النازحين، وتمكّنت من تأمين معظم الاحتياجات، فيما غابت عن السمع الهيئات الإغاثية الرسمية، كخلية الأزمة التي تشكلت في قضاء المنية - الضنية، وعقدت اجتماعاً قبل أسبوع برئاسة قائمقام المنية - الضنية جان الخولي، لتغيب بعدها عن أرض الواقع.
وتؤكد مصادر مواكبة أن الوافدين الجدد إلى مناطق الشمال لم يعودوا قادرين على إيجاد سقف يؤويهم بعدما امتلأت مراكز الإيواء تماماً، فيما أصبح إيجاد شقة للإيجار ضرباً من المستحيل، اللهم إلا مقابل بدلات خيالية يفرضها بعض تجار الأزمات. إذ يصل إيجار الشقة غير المفروشة إلى 1000 دولار. فيما يراوح إيجار المفروشة بين 1500 و2000 دولار. ولذلك، تتجه الأنظار إلى المدارس الخاصة والمجمعات التجارية التي لا تزال قيد الإنشاء.
وفي محافظة عكار أشار إحصاء لبلدية ببنين - العبدة إلى أن البلدة استقبلت ما يقرب من 3183 شخصاً (804 عائلات)، توزعوا على الوحدات السكنية (681 عائلة) وعلى أربعة مراكز إيواء (123 عائلة). غير أن مصادر متابعة أكدت لـ«الأخبار» أن أعداد الوافدين إلى مناطق الشمال وعكار أكبر بكثير من تلك التي يتم نشرها عبر البلديات أو الجمعيات.