مع اندلاع العدوان الصهيوني على لبنان واضطرار الأهالي للنزوح من مختلف القرى والبلدات، تضامنت الجهات المختلفة لتقف يدًا بيد إلى جانب الناس في خطوةٍ تُعبّر عن مدى ترابط الشعب واحتضانه لبعضه البعض.
في هذا السياق؛ كانت جمعيةُ كشافة الإمام المهدي (عج)، في كل الأيام والأوقات، سندًا وعونًا لأهلنا الشرفاء في المناطق اللبنانية كلها، وعملًا بتوصية القائد المجاهد العظيم الشهيد السيد حسن نصر الله للجمعية بأن تبقى دومًا في خدمة أحرار هذا الوطن وأن تولي هذا الأمر أولويةً وأهمية. لذلك أنشأت الجمعية لجنةً للطوارئ واستنفرت طاقمها العامل للتخطيط والمواكبة، فأطلقت حملة "بثباتنا ننتصر" لتكون كعادتها إلى جانب الأهل وأطفالهم في هذه الظروف التي يمر بها الوطن. ولأنها تحملُ الأهداف السامية والرسالة الكشفية الوطنية، كان للجمعية حضورها البارز وعملها الدؤوب التي ما يزال مستمرًا حتى اليوم، في معظم مناطق بيروت والجبل وقرى جوار صيدا والشمال.
هذا؛ وبحسب مفوّضة تنمية المجتمع الدكتورة بتول نور الدين، الجمعية لبّت بأطرها كافة هذه الحملة، وتسعى كل يوم لخدمة مجتمع أشرف الناس وأجياله الناشئة على الإيمان والخير والجهاد وحب النّاس وعلى قيم الإيثار والعطاء والتضحية.
من جهتها، باشرت المفوضيات المختلفة، سواء في مراكز النزوح أم في البيوت التي يسكنها النازحون الشّرفاء حضوريًّا أو عبر وسائل التواصل، وذلك عبر فرق العمل التطوّعي من القادة والقائدات وأفواج الخدمة المجتمعيّة ومركز ساند للدعم النفسي، وبالتعاون والتكامل مع اللجان والجهات المعنية والمسؤولة عن النازحين.
وأوضحت نور الدين أن هذه البرامج والأنشطة تشمل المجال الإنساني والأنشطة التعبيريّة والتفريغيّة والدّعم النفسي للأطفال والأهالي في أماكن النزوح، ومبادرات تقديم الجهود والخدمات والإيواء وتوفير الطعام واللباس وفي مجال النظافة ومساندة النازحين بكل ما يمكنهم في تأمين ما يلزمهم، والحملات الإعلاميّة والأنشطة الفنيّة ومواكبة أحداث العدوان على المدنيين وخصوصًا الأطفال والنّساء وكل نواحي الحياة.
إلى ذلك؛ لاقت الحملةُ استحسان أهالي النازحين ورضاهم، حيث عبّر أغلبهم عن أهمية هذه الأنشطة الترفيهية المفيدة التي يُنفذها القادة والقائدات لأطفالهم، فهي تُسهم من جهة في إدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم وتُخفف من صعوبة الظروف التي يعيشونها من جهةٍ أخرى، وتعودُ بالفائدةِ عليهم أيضًا.
أما بالنسبة إلى الأطفال والناشئة المشاركين في الأنشطة، فحضورهم يزدادُ يومًا بعد يوم، ويخضعون بحسب قائدٍ متطوع في الحملة إلى مجموعة من الأنشطة الترفيهية والرياضية، إضافةً إلى الرسم والتلوين والألعاب الفكرية المتنوعة والأنشطة التربوية التي تحوي مفاهيم قيّمة، والمشاركةِ في الصرخات والأناشيد والبرامج العبادية والحكايات الهادفة.
كما أشارت الدكتورة بتول نور الدين، أيضًا، إلى أهمية أنشطة الخدمة المجتمعية التي تقوم بها فرق الخدمة في المناطق كافة والجوّالة والدليلات أيضًا، بدءًا من المساعدة في تأمين الحاجيات الأساسية للنازحين، وصولًا إلى إعداد وتوضيب وتوزيع الطعام والثياب والمعاونة في النظافة العامة. هذا فضلًا عن أنشطة الدعم النفسي للأطفال والناشئة بالتعاون مع مركز ساند الذي يعمل على تقديم المواد المساعدة والاستشارات التربوية والنفسية والاجتماعية.
كلُ هذه الجهود مستمرةٌ بهمةِ القادة والقائدات المتطوعين، في مختلف المناطق، على أمل أن يتكلّل هذا الصبر الجميل والفداء العظيم للمجتمع بالنصر القريب وتكونُ الجمعيةُ مع كل الناس على موعد مع النصر المؤزّر والجبين المرفوع تحت أقواس العز والكرامة.