منذ اشتداد المعارك على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة وتصاعد العدوان الصهيوني على وطننا الذي ترافق مع نزوح الآلاف من المناطق الجنوبية والبقاعية والضاحية الجنوبية لبيروت إلى مختلف البلدات الشمالية من طرابلس إلى المنية والضنية وعكار، حتّى هبت العديد من القوى الفاعلة على الأرض في الشمال لمواكبة وتأمين حاجات العائلات التي وصلت إلى البلدات الشمالية لتأمين ما تيسر من متطلباتهم كنوع من أنواع التأكيد على وحدة المصير بين كافة الأحرار المؤمنون بقدسية الصراع مع العدوّ الغاشم وخصوصًا في ظل هذه المعركة التاريخية.
وفي هذا الإطار واكبت العديد من القوى الشمالية اللبنانية ومن الفصائل الفلسطينية، الأخوة النازحين بحملات مساندة لهم على كافة المستويات من الاحتياجات الصحية إلى الأمور الحياتية اليومية التي يحتاجها المواطن لتيسير أموره كالمواد الغذائية والألبسة خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء.
وتحدث جمال سكاف شقيق الأسير يحيى سكاف لموقع "العهد" الذي شرح عن المبادرات الإنسانية اليومية التي يتم العمل فيها منذ اليوم الأول لبدء النزوح من المناطق التي تتعرض للعدوان الغاشم، حيث تستقبل المناطق الشمالية عشرات الآلاف من إخواننا الجنوبيين والبقاعيين في المنازل والمدارس، للتأكيد على موقفنا الثابت بدعم جمهور المقاومة والعمل على خدمة هذا الجمهور الشريف الذي يضحي بأغلى ما لديه في سبيل الدفاع عن وطننا وأمتنا.
ويضيف "سكاف" هدفنا الأول والأخير أن يشعر أهلنا وإخواننا الضيوف الكرام إنهم بين أهلهم، وإن ما يصيبهم يصيبنا، ومن هذا المنطلق نبادر إلى إيصال كلّ ما نستطيع تأمينه يوميًا إلى داخل بيوتهم، لأننا مهما فعلنا تجاههم لن نوفيهم حقهم علينا، وبأذن الله سيعودون وإياهم إلى بلداتهم ومنازلهم مرفوعي الرأس والجبين تزامنًا مع النصر الذي سيحققه المقاومون.
أما على صعيد التعاون اللبناني - الفلسطيني فكان دور بارز للرفاق في للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - منطقة الشمال، من خلال مبادرة الحملة الفلسطينية لإغاثة النازحين تحت شعار "وحدة المسار والمصير" بين الشعبين الفلسطيني واللبناني.
يذكر أن الحملة التي إطلقتها الجبهة الشعبية في الشمال حيث افتتحت خلالها مطبخ خاص لها في مخيم نهر البارد، تحت إشراف متخصصين بفن الطبخ وبمشاركة متطوعين من لجان المرأة الشعبية ومنظمة الشبيبة الفلسطينية واللجان العمالية الشعبية واللجنة الاجتماعية للجبهة الشعبية ومؤسساتها في مخيم نهرالبارد.
الحملة التي بدأت نشاطها في المناطق الشمالية ولا سيما في منطقة المنية والجوار حيث يتم التعاون يوميًا بين "الجبهة الشعبية" و"لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف" حتّى يتم إيصال الوجبات الساخنة وكافة المساعدات المقدمة التي تحتاجها هذه العائلات من قبل الحملة إلى أكبر عدد ممكن من العائلات التي تقطن اليوم ضمن قضاء مدينة المنية، إضافة إلى العائلات التي نزحت إلى مخيمي نهر البارد والبداوي.
و تحدث أحد المشاركين يوميًا في مطبخ الشعبية لموقع "العهد" الاخباري حيث شرح عن أهمية دورهم في هذه الحرب التي يجب على كلّ إنسان حر أن يعبر فيها عن موقفه من خلال دوره، لأن هذه الحرب قسمت العالم إلى قسمين، أما أن يكون الإنسان حرًا يناصر الحق ويدعم أهل الأرض الأصليين، وأما يكون مساندًا للعدو المجرم في مجازره وجرائمه الوحشية بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، ومن هنا كان دورنا لنعبر عن موقفنا الطبيعي بأن نكون من خلال مبادرتنا كعون للعائلات التي نزحت من الهمجية الصهيونية إلى شمال لبنان.