ينطلق صمود وثبات أبناء البقاع الغربي من وعي وإدراك قاعدته للمسيرة الإلهية لأهل البيت (ع)، والتي اتسمت بكلّ أنواع التضحية في سبيل إحقاق الحق ورفض الظلم والعدوان، وفي كلّ مرة نلتقي ببعض الصامدين من أبناء بلدات البقاع الغربي نتعرف إلى مخزون الثقافة الكربلائية التي تشكّل الحافز لكل هذا البذل والعطاء.
أبو علي محمد شميساني، أحد أبناء مشغرة، نموذج عن جمهور المقاومة الصامد والثابت والمقاوم، وهو الباقي في بلدة مشغرة مع عائلته يقول: "منذ وعينا ونحن نقرأ ونسمع عن مظلومية أهل البيت (ع)، وفي كلّ مرحلة من العمر هناك مجاهدون ويحاربون الظلم، ونحن اليوم لن نترك الأرض ولن نخاف الموت، وأنا وبعد كلّ هذا العمر الذي تجاوز ال 84 سنة أنتظر كلمة من سماحة الشيخ نعيم قاسم أمين عام حزب الله بأن يقول جهزوا أنفسكم فأنا جاهز وحاضر مع أولادي وبناتي وكلّ ما نملك في سبيل هذه المقاومة، وللدفاع عن شرفنا ومقاومتنا وأعراضنا وبيوتنا، ولن نتخلى عنها ونحن هنا صامدون حتّى لو كلفنا ذلك الموت".
وأكّد أبو علي أنّنا "لن نترك أحدًا بأن يستعمرنا، حتّى لو تآمر كلّ الغرب، ورغم أننا قلة قليلة، إلا أن هناك من هم ثابتون في الميدان في كلّ مكان، يحاربون هذه القوّة في البحار حاملات الطائرات والأساطيل وكلّ تلك القوّة ونحن لا نخاف، فمن يخاف هو جبان وليس له مبدأ ولا عقيدة".
وعن الصمود رغم الغارات المتكرّرة على البلدة لفت الحاج أبو علي إلى "أنّنا ثابتون وننتظر أمر القيادة المتمثلة بسماحة الشيخ نعيم قاسم وجاهزون للحرب مع سننا هذا".
الانتصارات التي حققتها المقاومة على مدى كلّ السنوات الماضية خلال تصديها لكل أنواع الاعتداءات كان أهل المقاومة وشعبها أساس فيها، واليوم يثبتون أنهم على نفس عهد الوفاء للمقاومة ومجاهديها.