أوراق ثقافية

"إسرائيل تستهدف هوية لبنان الثقافية

post-img

في خضم العدوان المستمر على لبنان يبدو أن همجية الآلة العسكرية الصهيونية لا تقتصر فقط على ما أعلنه العدوّ من أهداف، بل تجاوز ذلك ليشمل محاولات ممنهجة لطمس المعالم الثقافية والتاريخية التي تشكّل جزءًا مهمًا من هوية لبنان وحضارته العريقة والتي تعد رابطًا تاريخيًا بين الشعب اللبناني وأرضه.

الهدف الإسرائيلي: تدمير المعالم الثقافية كجزء من المشروع التوسعي
وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى أكّد أنّ "إسرائيل" تسعى إلى محو المعالم الثقافية والتاريخية في المنطقة بشكل عام، ومنها في لبنان وفلسطين، وذلك في إطار مشروعها التوسعي، ومن خلال سعيها لفرض وجودها على الأرض الفلسطينية.

 قد عمل العدوّ على تدمير المعالم الأثرية والتاريخية التي تثبت أن الشعب الفلسطيني كان يعيش على هذه الأرض لآلاف السنين وهو ما تحاول فعله في عدوانها اليوم.

وفي حديث لموقع العهد الإخباري قال المرتضى: "إنّ هذا المشروع لا يقتصر على الحفاظ على حدود الكيان "الإسرائيلي" الحالي، بل يمتد ليشمل محاولات للهيمنة على مناطق أخرى، ومنها لبنان. 

واستشهد وزير الثقافة بالمعالم الأثرية في لبنان، مثل قلعة بعلبك ومدينة صور التي تعد شاهدًا على التاريخ اللبناني العريق الذي يمتد لآلاف السنين، والتي تشكّل حلقة وصل بين الشعب اللبناني وأرضه.

وأضاف: " أن "إسرائيل" ترى في هذه المعالم تحديًا لوجودها، خاصة وأن لبنان يتميّز بتعدد ثقافاته ودياناته، إذ إن هذا التعدد يعارض فكرة "الهوية الواحدة" التي يسعى العدوّ لترسيخها من وجهة نظر "إسرائيلية".

وأشار وزير الثقافة إلى أن المعالم الثقافية اللبنانية تعد من بقايا تاريخية تدحض مزاعمها وتعرض مشروعها التوسعي للخطر.

وإزاء استهداف القطاع السياحي اللبناني إلى جانب استهداف الهوية الثقافية، شدّد المرتضى على أنّ "إسرائيل" تستهدف أيضًا المعالم الثقافية اللبنانية من زاوية اقتصادية، حيث إن السياحة الثقافية تشكّل جزءًا مهمًا من الاقتصاد اللبناني، ومن خلال تدمير هذه المعالم، يسعى الاحتلال "الإسرائيلي" إلى تقليص الدخل السياحي الذي يعتمد بشكل كبير على المواقع الأثرية والتراثية. 

وأوضح أن الهجمات العدوانية على المواقع التراثية ليست جديدة، فقد تعرضت العديد من المواقع لأضرار جسيمة خلال العدوان "الإسرائيلي" على لبنان، خاصة في عام 1982، خلال اجتياح لبنان، حيث تم تدمير العديد من المعالم التاريخية، بما في ذلك في مدينة صور.

وفي سياق إجراءات لبنان لحماية معالمه الثقافية في ظل هذه التهديدات المستمرة، لا يتوانى لبنان عن اتّخاذ الإجراءات اللازمة لحماية معالمه الثقافية وفق المرتضى، فوزارة الثقافة اللبنانية، بالتعاون مع المنظمات الدولية، قامت بتحركات دبلوماسية لمطالبة الأمم المتحدة بحماية التراث الثقافي اللبناني من العدوان "الإسرائيلي".

 في الأشهر الأخيرة، تم إرسال عدة رسائل إلى منظمة اليونسكو ومنظمات دولية أخرى للضغط على "إسرائيل" لوقف استهداف المعالم الثقافية في لبنان.

وفي خطوة ملموسة، تم تقديم ملف إلى اليونسكو لحماية أكثر من 35 معلمًا ثقافيًا لبنانيًا، بعضها لم يدخل ضمن القائمة الرسمية للتراث العالمي بعد. 

هذه المعالم، بحسب وزير الثقافة، تشمل مواقع تاريخية ودينية تعود لآلاف السنين، مثل المساجد والكنائس القديمة التي تمثل جزءًا أساسيًا من تاريخ لبنان، إلا أنه لا يزال هناك قلق كبير من استمرار العدوان "الإسرائيلي" على المواقع التراثية، على الرغم من بعض النجاحات التي تم تحقيقها.

رسالة للبنانيين ودعوة للوحدة الوطنية
ووجه الوزير المرتضى رسالة عبر "العهد" شدّد فيها على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات وأهمية التصدي لجميع محاولات تدمير هوية لبنان، داعيًا إلى زيادة الوعي الشعبي على مختلف الصعد لأن التهديدات "الإسرائيلية" لا تستهدف جهة أو فئة معينة، بل هي تهديد لكل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم.

 وختم الوزير رسالته قائلًا: بينما تستمر المعركة السياسية والعسكرية، وفي ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان جراء الاعتداءات "الإسرائيلية" المستمرة، تبقى الكلمة الأولى الأخيرة للميدان ولبنادق المجاهدين الذين يصنعون بتضحياتهم ثقافة هذا الوطن".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد