قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب: "ما أشبه اليوم بالأمس، حالنا معهم اليوم حال عليّ مع أهل الكوفة بالأمس، مع فارق اننا لن تخدعنا اضاليل المضللين ولا افتراء المفترين ولا كذب المكذبين، الذين باعوا انفسهم بأبخس الاثمان للشيطان الأكبر، وجعلوا من انفسهم العوبة بيده ودمى يحركها من وراء الستار، بينما يأتينا بلبوس المنقذ بعد ان عجزت اداته تحقيق ما صبا اليه، وما سولت له نفسه من القضاء على ارادة الشعب اللبناني بالقضاء على المقاومة البطلة، بعد ان ظن أنها أصبحت في متناول يده بعد مجزرة "البيجر" واستشهاد قيادة المقاومة، مستخدما لهذا الغرض اداتين: "الاولى تحريك ادواته الداخلية الرخيصة من المهرجين والأفاكين لتهيئة الرأي العام بما يهيئون له من الاعداد للمرحلة الجديدة، بإسقاط المقاومة وجمهورها نفسيا لتتلاقى مع الاداة الثانية في اهدافها بشن حرب برية تنتهي بالقضاء على المقاومة عسكريا، بعد القضاء عليها وعلى جمهورها الوطني نفسيا"".
وأضاف في رسالة الجمعة في مقر المجلس - الحازمية: "لكنهم تفاجأوا بصلابة هذا الجمهور الذي ظهر انه اصلب مما ظنوا، وما كان له أن يتأثر بهذه الأدوات وببضاعتها المزجاة، إذ هي تفتقد إلى المصداقية. فقد سقطت منذ زمن عند هذا الجمهور، اذ جربها سابقا مرات ومرات، فهي لا تمتلك ثقته وبالتالي افتقدت فاعليتها وتأثيرها لديه، كما ان فاعلية الاداة العسكرية ايضا قد جربها جمهور المقاومة سابقا على مدى اكثر من ثلاثة عقود، واثبتت فشلها في حسم المعركة لصالح القوة العسكرية".
ولفت الشيخ الخطيب إلى أنَّ "جمهور المقاومة تيقّن، بل آمن ان المعيار في الانتصار لارادة الرجال وليس لقوة السلاح، وعلى هذا المدى من التجارب ومراحل الصراع لم يزده قناعة في ذلك ما رآه عيانا من فعل المقاومة في الميدان، وهي تفشل محاولاته في اختراق الحدود خلال شهرين وما تبديه من بطولة وما تحدثه في قواته ومدرعاته من قتل وتدمير، وما تطلقه من صواريخ بعيدة المدى تطال أقصى قواعده، فضلا عن مناطقه في الوسط بارتقاء مدروس، فلا هو استطاع حماية أمنه ولا استطاع ارجاع مستوطنيه، وهي الأهداف التي حددها لعمليته العسكرية، وها هو يخفض الآن من سقف مطالبه إلى تطبيق القرار الف وسبعماية وواحد، وهو السقف الذي حدده لبنان لمطالبه".
وسأل: "من المهزوم ومن المنتصر؟"، مضيفًا: "والله لو لم تكن المقاومة هي المنتصرة والعدو ومن وراءه الذي أمده بأعتى الأسلحة وسمح له بالاعتداء على القانون الدولي وقوات الامم المتحدة، وغطى جرائمه سياسيا، لولا أنه المهزوم مع من دعمه وشجعه وغطاه وشاركه في جرائمه، لما صدر حكم المحكمة الجنائية، وان الذي جعل صدور هذا الحكم باعتقال المجرمين الصهاينة ممكنا، هو الهزيمة التي أوقعها لبنان مستندا إلى انتصار المقاومة في الميدان وجمهور المقاومة في الداخل المنتمين إلى كل المكونات اللبنانية الشريفة التي تحمل ثقافة الكرامة".
وأكَّد الشيخ الخطيب أنَّ "المقاومة انتصرت منذ السابع من تشرين، ولكن المقاومة تدفع بعد ذلك ثمن الانتصار، سواء حصل الاتفاق ام لم يحصل".
وتابع: "لقد انتصر لبنان في امتحان وحدته الداخلية باحتضان الشعب اللبناني لحالة النزوح، وافشل مخطط العدو في إيجاد فتنة داخلية، وتجذروجود لبنان ككيان وكحالة ثابتة لا تقبل بعد هذا اي تشكيك، ولم يعد هناك من خوف على بقائه".
وأشار إلى أنَّ "هذا الكيان الغاصب لا يمكن أن يستند في بقائه على القوة الغاشمة وان القوة فقط هي للحق المتمثل بالحق الفلسطيني وان هذا الكيان المصطنع إلى زوال".
وتابع: "أضيف إلى قوة الحق انكشاف هذا الكيان أمام شعوب العالم، وانه كيان إرهابي مجرم ومحتل وغاصب وقاتل، يعتمد في تحقيق وجوده على الابادة للآخرين، وهو لا يقبل العيش مع الآخرين ولا يؤمن بالسلام ولا بالقانون الدولي ولا المنظمات الدولية، واضطرت المحكمة الدولية معها إلى اصدار حكمها باعتقال مرتكبي جرائم القتل والابادة، وكل هذا الإنجاز يعود الفضل فيه إلى شعبنا الصابر والشجاع والمضحي المتمسك بقيمه الدينية والانسانية والاخلاقية وبأرضه ووحدته الوطنية وتنوعه الثقافي والديني الذي يفاخر به ويعتبره ثروة ومنبرا حضاريا ورسالة للعالم".
ووجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي "التحية من جديد للشعب اللبناني العريق باصالته وانتمائه وثقافته التي عبر عنها في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة أروع تعبير.