عند ملتقى أنهر مقدسة في الهند، تستعد مدينة كبيرة لاستقبال نحو 400 مليون مؤمن هندوسي ضمن أكبر ملتقى ديني في العالم، وهو حدث سيستمر بضعة أسابيع.
تُجهّز المدينة بنحو 150 ألف مرحاض، و68 ألف مصباح في الشوارع، ومطاعم قادرة على استيعاب 50 ألف شخص في وقت واحد، بالإضافة إلى تجهيز خندق يتولى حفره بابو تشاند، بكابلات كهربائية.
يقول هذا العامل في الموقع الذي تبلغ مساحته أربعة آلاف هكتار في شمال الهند “سيحضر عدد كبير من المؤمنين، ولديّ انطباع بأنني سأساهم قليلا، كأنني أقوم بعمل صالح”.
مهرجان “كومبه ميلا” المُدرج العام 2017 في لائحة اليونسكو للتراث غير المادي والمُقام بين 13 كانون الثاني/يناير و26 شباط/فبراير في سهل براياغراج الشاسع (الله أباد سابقا)، راسخ في الديانة الهندوسية.
يعتقد المؤمنون أنّ الاستحمام في نهر سانغام، عند ملتقى نهر الغانج ويامونا وساراسواتي، سيطهّرهم من خطاياهم ويساعدهم على تحقيق “موكشا”، أي التحرر من دورات التقمّص.
بحسب الأسطورة، تقاتل الآلهة والشياطين ذات مرة على إبريق (“كومبه”) يحتوي على رحيق الخلود. ووفق هذه الأسطورة أيضا، سقطت أربع قطرات على الأرض: واحدة في براياغراج والثلاث في المدن الثلاث الأخرى التي تتناوب على تنظيم المهرجان. لكن الحدث الديني في براياغراج والذي يُقام كل 12 عاما هو الأكبر. وقد نُظّم آخر مرة سنة 2019 لكنّه كانت أصغر حجما إذ شارك فيه 240 مليون شخص بحسب السلطات.
“الإرشاد بالإيمان”
بالإضافة إلى أعمال الطرق والإضاءة والصرف الصحي، تشمل الاستعدادات أيضا تعليق صور في مختلف أنحاء المدينة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي ورئيس وزراء ولاية أوتار براديش يوغي أديتياناث، وهما عضوان في حزب بهاراتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي) القومي الهندوسي، فالدين والسياسة يتداخلان بقوة في الهند.
يقول الناطق باسم المهرجان فيفيك شاتورفيدي لوكالة فرانس برس إنّ “350 إلى 400 مليون مؤمن سيحضرون للمشاركة في ميلا، ولكم أن تتخيلوا مستوى الاستعدادات”، مضيفا “لن تجدوا في أي مكان آخر ملتقى بهذا الحجم، ولا حتى بعُشر حجمه”.
في المملكة العربية السعودية، شارك نحو 1,8 مليون مسلم في الحج هذه السنة. ويقول شاتورفيدي “ما يجعل كومبه ميلا حدثا مميزا هو حجمه وعدم وجود دعوات له، إذ كل شخص يحضر من تلقاء نفسه، مدفوعا بإيمانه”.
بدأ البعض يصل إلى المدينة. وقد سار عدد من السادو، وهم زاهدون دينيون لدى الهندوس، لأسابيع من جبالهم النائية ليغوصوا عراة في المياه المقدسة. ويقول ديجامبار راميش جيري (90 عاما)، عاريا “جئت إلى هنا لأبارك الحشود. كل ما تريدونه من أعماق قلوبكم تحصلون عليه في كومبه”.