في اليوم الأخير من سنة 2024، التي كانت سنة العدوان الإسرائيلي غير المسبوق، إنسحب جيش الإحتلال الإسرائيلي، من بعض النفاط التي توغل إليها، في المرحلة الثانية من العدوان.
وإستعادت بلدة شمع، المشرفة على ساحل صور، والبعيدة أكثر من خمسة كيلو مترات عن الحدود اللبنانية الفلسطينية، حريتها، بعدما إنسحب منها جنود الإحتلال الإسرائيلي، ترجمة للاتفاق بين لبنان و"إسرائيل"، برعاية أميركية، وهي الخطوة الثانية من إنسحابات جيش الإحتلال، التي كانت بدأت في مدينة الخيام، التي من المفترض أن تستكمل في غضون مهلة الستين يوماً.
وبعد إنسحاب جنود الإحتلال، إنتشرت وحدات من اللواء الخامس في الجيش اللبناني، في عموم بلدة شمع، وأعادت التمركز في مقرها السابق بجانب المدرسة القديمة، التي تضم بلدية شمع.
وقد أعلن الجيش اللبناني أن قواته بدأت الدخول إلى بلدة شمع ، وهي ثاني بلدة ينسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد الخيام في قضاء مرجعيون، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الجيش في بيان إن وحداته تمركزت حول بلدة شمع بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)،
وأشار الجيش اللبناني إلى أن ذلك يأتي بعد الاتصالات التي أجرتها اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد الجيش اللبناني أنه سوف يستكمل الانتشار في المرحلة المقبلة. وأضاف أن “الوحدات المختصة ستجري مسحًا هندسيًا للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة إلى ذلك طوى الجنوبيون عامهم 2024، برفقة دموعهم على أحبتهم وأرزاقهم وإعادة إعمار بيوتهم ومنازلهم، التي ما يزال يجثم على الآلاف منها جيش الإحتلال الإسرائيلي، الذي إغتال البشر والحجر والمدارس ودور العبادة والآثار والتراث.
ولم يكن يوم نهاية العام، يوماً كمثيلاته من السنوات الماضية، فقد غابت عن المدن والبلدات والقرى، الفرحة والإنس، في بيوت غالبية الجنوببين، الذين لا ينفكون عن تشييع وتأبين شهدائهم ومداواة جرحاهم، في وقت لا يزال فيه الإحتلال الإسرائيلي رابضاً على مساحة من ترابه، الذي ينشد الحرية، لإحتضان أبناء الأرض المشتتين بها.
لا يقطع الجنوبيون الأمل، في عودة حياتهم الطبيعية يوماً بعد يوم، فهم يجهدون في إعادة لملمة قواهم ومؤسساتهم، بالتوازي مع تسجيل إنسحابات متتالية لقوات الإحتلال من بعض أراضيهم، التي توغل إليها العدو خلال فترة الشهرين الماضيين من عمر الحرب المجنونة، التي شنتها "إسرائيل" على لبنان، وتسببت بسقوط الآلاف من الشهداء والجرحى، وتدمير وتضرر عشرات آلاف المنازل والمحال والمرافق العامة والخاصة.