وسط أنباء عن حدوث اشتباك بحري في خليج عدن، مساء أمس، وحراك أميركي - إسرائيلي معادٍ، بتعاون إماراتي، في جزيرة عبد الكوري الواقعة في نطاق أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي تحضيراً لعدوان محتمل على اليمن، واصلت جبهة الإسناد اليمنية لقطاع غزة تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية في عمق الكيان الإسرائيلي. ووفقاً لبيان تلاه المتحدّث العسكري باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، من وسط مسيرة جماهيرية داعمة لغزة في ميدان السبعين في صنعاء، فإن تلك القوات نفّذت عمليتين ضد العدو الإسرائيلي، الأولى استهدفت محطة كهرباء شرق منطقة تل أبيب، بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2»، والثانية طاولت هدفاً عسكرياً في المنطقة نفسها بواسطة طائرة مُسيّرة من طراز «يافا « محلية الصنع.
وكانت وسائل إعلام عبرية أكّدت تعرّض الكيان لهجوم جديد من اليمن، وأشارت إلى أن صاروخاً أُطلق من هناك سقط في قاعدة عسكرية قرب موديعين أقصى غرب مدينة رام الله المحتلة، مشيرة إلى أن الهجوم تسبّب بتوقّف حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون في تل أبيب. وقال جيش الاحتلال، من جهته، إنه فعّل صفارات الإنذار في عدة مناطق في وسط "إسرائيل" وجنوبها، في حين تحدّث إعلام الكيان عن إصابة نحو 19 مستوطناً جراء تدافع مئات الآلاف إلى الملاجئ في نحو 150 مستوطنة، وعن أنه جرى اعتراض الصاروخ والمُسيّرة.
اللافت أن سريع تعمّد في بيانه تحذير القوى الموالية لأميركا و"إسرائيل" من مغبة التورّط مع الكيان الإسرائيلي في عدوان جديد على صنعاء، وأكّد أن القوات المسلّحة اليمنية في جهوزية عالية لمواجهة أي حماقة من جانب قوى العدوان، بالإشارة إلى كل القوى الإقليمية والمحلية التي قد تتورّط في المشاركة في حرب على اليمن. وجاء التحذير في أعقاب الحديث عن حراك أميركي - إسرائيلي لتشكيل تحالف عسكري جديد يشارك فيه عدد من الدول العربية ومنها الإمارات والبحرين ومصر والسعودية، تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، فضلاً عن رصد تحرّكات عسكرية موازية في عدد من جبهات الداخل استعداداً لتفجير الوضع.
وفي أعقاب فشل الحملة الجوية الأميركية - البريطانية في إضعاف قدرات قوات صنعاء، وإطلاق موجة الضغوط الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية ضد أشخاص وكيانات مرتبطين بحركة «أنصار الله»، ومحاولات الحصول على ضوء أخضر من مجلس الأمن - خلال جلسته الأخيرة التي عُقدت بطلب إسرائيلي - لتشكيل تحالف دولي ضد اليمن تحت ذريعة حماية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، انتقلت المساعي الأميركية - البريطانية - الإسرائيلية إلى تمهيد المنطقة لشن عدوان واسع على صنعاء.
وتمثّل جانب من ذلك بتسريع العمل في مطار جزيرة عبد الكوري الواقعة في نطاق أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، لتنطلق منه الحملة الجوية المزمعة، والتي يُفترض أن يتلوها تحرّك بري على الجبهات اليمنية من قبل الفصائل الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي. ويعتقد خبراء عسكريون بأن محاولة استخدام مطار عبد الكوري كبديل لحاملات الطائرات الأميركية، ستُقابَل باستهداف أي وجود أميركي وإماراتي في المطار، فضلاً عن أن هذه الأعمال العدائية ستدفع «أنصار الله» إلى تفعيل بنك أهدافها في الإمارات، بعد أن حذّرت الحركة أبو ظبي من الانخراط مع التحالف البريطاني - الأميركي - الإسرائيلي ضد اليمن، وكذلك فعلت مع السعودية.