أوراق إعلامية

تزييف الصور بواسطة "غروك" يثير مخاوف من انتشار العنصرية رقميًا

post-img

حذر خبراء رقميون من ازدياد العنصرية عبر الإنترنت بسبب انتشار الصور المزيفة التي أنشئت بواسطة أحدث إصدار من برنامج الذكاء الاصطناعي غروك (Grok) التابع لمنصة إكس في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

أعلنت منظمة سيغنيفاي التي تعمل مع مجموعات ونوادٍ رياضية لتتبع الكراهية عبر الإنترنت والإبلاغ عنها، أنها شهدت زيادة في تقارير الإساءة منذ إصدار آخر تحديث لبرنامج غروك في ديسمبر الماضي. وأضافت في بيان: "أنها مشكلة الآن، لكنها في الحقيقة مجرد بداية لمشكلة قادمة. سوف تزداد الأمور سوءًا ونحن في البداية فقط، نتوقع أن تتفاقم خطورة المشكلة بشكل لا يصدق خلال السنة المقبلة".

كان إيلون ماسك قد أطلق برنامج غروك في ديسمبر/كانون الأول من العام 2023. وفي التاسع من ديسمبر الماضي، صدر تحديث جديد، ضم أداة أورورا لإنشاء صور واقعية بواسطة الذكاء الاصطناعي، بناءً على طلب المستخدم. مع العلم أن نسخًا سابقة من البرنامج احتوت أداة فلوكس لإنشاء الصور، كانت قد أثارت الجدل بدورها، بسبب إنشائها صورًا مزيفة لشخصيات محمية بحقوق النشر أو لشخصيات عامة في مواقف مسيئة، أو حتى خلق صور لتعاطي المخدرات وأعمال العنف.

في الآونة الأخيرة، صدرت تقارير عديدة، بحسب "ذا غارديان"، تشير إلى استخدام "غروك" لإنشاء صور عنصرية لعددٍ من لاعبي كرة القدم والمدربين في الدوري الإنكليزي الممتاز. أظهرت إحداها لاعبًا أسود يقطف القطن، بينما وضعت صورة أخرى اللاعب نفسه في غابة محاطًا بالقرود وهو يأكل الموز. فيما أظهرت صورة أخرى لاعبين في هيئة طيارين يقودان الطائرات التي استخدمت لتنفيذ هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2001. كذلك، نشرت صور أخرى مزيفة بواسطة "غروك" للاعبين ومدربين مختلفين مع شخصيات مثيرة للجدل، مثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين وزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكذلك الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر. وقال رئيس رئيس الأبحاث في مركز مكافحة الكراهية الرقمية، كالوم هود، إن "إكس" صارت منصة تشجع وتكافئ على نشر الكراهية من خلال تقاسم الإيرادات، معتبرًا أن الترويج للصور المزيفة بواسطة برنامج غروك جعلت ذلك أسهل. وتابع: "إكس قدمت حوافز مالية للمستخدمين للقيام بذلك، على نحو لم تقدمه أي منصة تواصل اجتماعي أخرى، وهو ما يدفع أصحاب الحسابات على إكس لنشر أكبر قدرٍ ممكنٍ من الكراهية والتضليل".

أشار خبراء كثر إلى أن "غروك" يفتقر نسبيًا للقيود على ما يمكن للمستخدمين طلبه، لكن ما يثير الخوف أكثر، بحسب الصحيفة البريطانية، هو سهولة التحايل على القيود الموجودة، مما يعزّز المخاوف من زيادة استعمال البرنامج لتزييف الصور.

وفقًا لتقرير صدر في الصيف الماضي عن مركز مكافحة الكراهية الرقمية، أنشأ "غروك" 80% من الصور التي تضمنت خطاب كراهية، منها 50% أنشئت بعد التحايل على القيود.

أعلن القائمون على الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم إنهم على علم بالصور ولديهم فريق مكلف بالعثور والإبلاغ عن الإساءات العنصرية الموجهة إلى الرياضيين. بدوره، قال متحدث باسم الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم: "لا مكان للتمييز في لعبتنا أو مجتمعنا الأوسع. نواصل حث شركات وسائل التواصل الاجتماعي والسلطات المعنية على معالجة الإساءة عبر الإنترنت واتخاذ إجراءات ضد مرتكبي هذا السلوك غير المقبول".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد