موقع العهد الإخباري
تسببت العاصفة "أسيل" التي تضرب لبنان مصحوبة برياح عاتية، بإلحاق أضرار بالغة بالقطاعات الزراعية والتجارية وشبكات الكهرباء في العديد من المناطق الشمالية والجنوبية، وخلفت ثلوجًا وصقيعًا في البقاع والمناطق الجبلية والمرتفعات.
وأفاد مراسل العهد في مدينة صيدا بأن العاصفة تسببت بأضرار مادية في العديد من القطاعات الزراعية والتجارية وشبكة الكهرباء، وأدت إلى توقف حركة إفراغ السفن في مرفأ صيدا، وشلل في ميناء صيادي الأسماك بعدما تعذر على الصيادين الإبحار بسبب الأمطار الغزيرة وسرعة الرياح وارتفاع مستوى الأمواج.
وفي حاصبيا ومنطقتها، حلّ الصقيع والبرد القارس بعد تساقط الثلوج على المرتفعات من 800 متر وما فوق وصلت سماكتها إلى 20 سنتم ما تسبب بانقطاع العديد من الطرق لا سيما في حاصبيا وشبعا والهبارية وراشيا وجنعم في شبعا.
وغطّى الثلج المرتفعات المتوسطة لمنطقة الشوف، وتسبب بشل حركة السير في الشوف الأعلى وتعطيل بعض المؤسسات بما فيها المدارس. كما تسببت الثلوج بقطع الطريق الرئيسية بين معاصر الشوف - الأرز وكفريا في البقاع.
وترافقت العاصفة مع رعد وبرق وضباب كثيف لف المنطقة، بينما أعادت المتساقطات من غزارة أمطار وبَرَدْ الحياة إلى المجاري المائية بعدما كانت فقدتها الفترة المنصرمة.
غطت الثلوج قرى وبلدات البقاع الغربي التي يزيد ارتفاعها عن 1200متر، وتعتبر بلدات دير العشاير، ينطا بكا، كفرقوق، عيحا وعين عطا في قضاء راشيا معزولة بفعل تراكم الثلوج التي وصلت سماكتها إلى 25 سنتمرًا، فيما تعتبر بلدة ميذون في البقاع الغربي معزولة وطريق مشغرة جزين ومشغرة قب الياس مرورا بصغبين سالكة بصعوبة .
من جهتها، تعمل جرافات وزارة الأشغال والجيش اللبناني وفوج الثلوج في حزب الاتحاد والهيئة الصحية الإسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية على مساعدة الأهالي وفتح الطرق، ويتابع قائمقام راشيا والبقاع الغربي نبيل المصري ووسام نسبيه أوضاع المواطنين في القرى عبر التقارير التي تنقلها مخافر قوى الأمن الداخلي.
وقد ساهم تراكم الثلوج على المرتفعات الجبلية وتفجر الينابيع بفعل غزارة الهطولات المائية إلى رفع منسوب المياه في بحيرة القرعون التي شهدت هذا العام تدنيا ملحوظا جراء الجفاف في الكانونين الماضيين.
وفي طرابلس والشمال، أفاد مراسل العهد عن أمطار غزيرة وعواصف رعدية ورياح عاتية، حيث تشكلت السيول على كافة الطرق الرئيسة التي تربط طرابلس بالمنية وصولًا حتى عكار لعدم قدرة المسارب على استيعاب كمية الأمطار التي أدت إلى ارتفاع منسوب نهر أبو علي في طرابلس، ونهر سد أسطوان في عكار.
وتسببت العاصفة "أسيل" بإغلاق الطرق الجبلية التي تربط مدينة الهرمل بمحافظة الشمال عبر طريق الهرمل - الضنية، وبمحافظة عكار عبر طريق الهرمل - القبيات، إضافة إلى طريق الهرمل - مشيمش، ما أدى إلى شل الحركة في هذه المناطق.
الثلوج وصلت إلى مناطق بخعون في الضنية والمناطق التي تعلو 800 متر عن سطح البحر وذلك للمرة الأولى هذا العام.
وتسببت الرياح التي هبت بقوة إلى قطع العديد من الأسلاك، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن معظم مناطق طرابلس الضنية المنية وعكار، حيث من المقرر أن تعمل الفرق الهندسية في مؤسسة الكهرباء على إصلاحها فور هدوء العاصفة.
تربويًا، أقفلت المدارس أبوابها في مناطق جرد الضنية بسبب كثافة الثلوج والبرد القارس وافتقاد القطاع الرسمي إلى مواد التدفئة.
وفي مدينة الميناء، تعطلت حركة مرفأ الصيادين بعدما تجاوزت أمواج البحر 6 أمتار، ولازم الصيادون منازلهم بعدما أحكموا شباكهم ومراكبهم داخل كورنيش الميناء البحري.
وفي البقاع تساقطت الثلوج على ارتفاع ١١٠٠ متر فشكلت طبقة خفيفة لامست السهل فيما شكلت طبقة سميكة على المرتفعات الشرقية والغربية وبقيت معظم الطرقات الجبلية سالكة للسيارات المجهزة بسلالسل معدنية.
وتعمل الجرافات التابعة لوزارة الأشغال العامة واتحاد بلديات جرد القيطع وبلدية فنيدق منذ ساعات الفجر الأولى، على فتح الطرق المقطوعة في المنطقة، حيث وصلت سماكة الثلوج في فنيدق إلى حوالى 30 سنتيمترًا، وفي القموعة حوالى 80 سنتيمترًا.
وأفادت غرفة التحكم المروري أن الطرق الجبلية المقطوعة بسبب تراكم الثلوج هي:
- عيناتا - الأرز
- كفردبيان - حدث بعلبك
- العاقورة – حدث بعلبك
- الهرمل - سير الضنية
- الهرمل - القبيات
- معاصر الشوف - كفريا
- ترشيش – زحلة
أما طريق ضهر البيدر، فهو مفتوح فقط أمام السيارات ذات الدفع الرباعي أو تلك المجهزة بسلاسل معدنية.