أوراق اجتماعية

موائد الإمام زين العابدين (ع) في الجنوب: تكافل وصمود

post-img

حسن شريم (موقع العهد الإخباري)

تكريسًا لمعاني التضحية والعطاء والتواضع والإحسان، وكما في كل عام في شهر رمضان المبارك، تجتمع القلوب وتتضافر الجهود في سبيل إنجاح مشروع مائدة الإمام زين العابدين عليه السلام. هذا العام مختلف، لا سيما عقب العدوان الصهيوني الهمجي على لبنان، حيث تجلّى التكافل فيه بأعظم حلّته وصوره، وتوافد المتطوعون للمشاركة في المشروع، ومدّت الأيادي البيضاء يد العون والمساعدة تقرّبًا لله عزّ وجلّ في شهر الصوم.

في القرى الجنوبية كما في بيروت وباقي المناطق، انطلق مشروع مائدة الإمام زين العابدين (ع) وسط أجواء من الروحانية والتكافل. مسؤول العمل الاجتماعي في حزب الله  - المنطقة الأولى (صور، بنت جبيل، مرجعيون) حيدر حيدر يقول في حديث لموقع العهد الإخباري إنّ "أهم ما ترتكز عليه جهودنا في شهر رمضان المبارك هو العمل في مشروع "مائدة الإمام زين العابدين عليه السلام" حيث تتوزع في بيروت وعلى مستوى لبنان، والمائدة هذا العام مختلفة عما عداه من الأعوام، فبالرغم من الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد، والدمار الكبير الذي خلّفته الحرب الهمجية الصهيونية الأخيرة على لبنان، فإنّ أهل الخير، وأهل الأيادي البيضاء والإخوان العاملين ضمن مشروع المائدة على امتداد منطقة جبل عاملة الأولى، هبّوا مع حلول الشهر الفضيل للتحضير والعمل وجمع التبرعات لإتمام هذا المشروع الذي يقوم على العمل التطوعي، حيث شهد عددًا من المتطوعين يفوق أعداد الأعوام الماضية، ما يعكس روح التكافل والتضامن والتصميم على التعاون في أرض الصمود والانتصار".

حيدر يشرح أنّ مشروع المائدة يُقسّم إلى عدّة أقسام منها؛ المطبخ الرمضاني، حيث يقوم الإخوان المتطوعون بطهو الطعام لتقديم الوجبات الغذائية كما توزيعها على البيوت بشكل يومي، بهدف مساعدة أكبر عدد ممكن من العوائل الفقيرة والمتعفّفة والمحتاجين، إضافة إلى الحصص التموينية التي تتضمن الحبوب والزيت والشاي والمعلبات والأجبان والألبان.. وأيضًا الحصص الغذائية وتضم اللحوم والدجاج والفواكه والخضار وسواها، كذلك يتم توزيع البونات الشرائية للعائلات المحتاجة والمتعفّفة والمستضعفة لتقوم بشراء حاجياتها من المراكز التجارية.

ويلفت حيدر إلى أنّ "مشروع المائدة هذا العام واعد رغم أنّ بعض المطاعم التي كانت تعدّ الموائد في القرى قد دمّرت نتيجة العدوان الصهيوني"، ويُضيف "كذلك هناك عدد كبير من العوائل النازحة من قرى الحافة الأمامية ما شكّل عبأً استوجب مضاعفة الجهود لتلبية نداء الواجب الإنساني وخدمة تلك العوائل المتعففة لا سيّما بعد أن فقد بعض أفرادها موارد أرزاقهم وأعمالهم"، مشيرًا إلى أنّ "المشروع اليوم يستهدف نحو خمسين ألف عائلة".

وإضافة إلى ذلك، يتم الاهتمام بالعوائل التي عادت إلى قراها وإنْ بأعداد قليلة، فيشملها برنامج المشروع أيضًا، يشير حيدر، ويلفت إلى وجود بعض المضائف في القرى التي تقوم أيضًا بتوزيع الخبز وبعض المواد الغذائية وغيرها بهدف وصول المساعدات إلى أكبر قدر ممكن من العوائل.

ويتوجه حيدر بالشكر الجزيل لكل من يعمل ويساهم في إنجاح هذا المشروع، وإلى المتبرّعين سواء من بلاد الاغتراب أو من داخل لبنان، مؤكدًا أنه رغم كل الصعوبات التي واجهها لبنان والجنوب سيبقى الجنوبيون رمزًا للعطاء والإيثار والإباء.

 

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد