اوراق خاصة

أنا علوي ....

post-img

عبد الله حسن/ كاتب سوري

خاص موقع أوراق

إنها عبارة أطلقها اليوم صديق من المغرب.. تعبيرًا عن استنفار إنساني باتت وجهته منذ اللحظة الأولى للمذابح التي اغتالت الطائفة العلوية في الساحل السوري، وبقي العلم السوري وصورة السيد الشهيد حاضرين في فكره العروبي.

في هذه الأثناء يسافر الصديق المغربي إلى موسكو حاملا في جعبته تخبطات السوريين وانتهاكات الأقليات وإبادة العلويين..

لست أدري كيف أبوح لك بكل ما في جعبتنا نحن السوريين، لست واثقًا أنّ أحدًا سيكون قادرا على استيعاب سنوات الوجع التي عاشتها سوريا، بكل أطيافها، جراء إرهاب مدجج بالدماء .

لكن وأنت متجه إلى مكان تفترض متأملًا أن يكون منصفا لوقف التطهير المذهبي بحق جبال العلويين؛ فأجد نفسي أحمّلك رسالة إلى ذاك العالم البعيد .....

أيها العالم .... أيها العالم أجمع ..

لتعلموا ....

أنه في كل مرة يبحث فيها السوري عن فرصة للحياة، تلاقيه ألف فرصة مفروضة للموت. لكن هذه المرة فرص الموت لم تعد مفروضة فحسب، بل هي مغولية بكل تفاصيلها، من كونها امتداد مشبع للسلفيين الداعشيين القتلة ... وكونها مختصة وموجهة ضد طائفة بعينها.

ما لستم تعرفونه، ولا يريد أحد أن يعرفه، هو أن كل فرد علوي هو قصة كفاح بحدّ ذاتها، بدأت من وحل الأراضي وخرمشات الأشجار وتشقق اليدين، وشيب الشعر في العمل الزراعي، إلى تفوق علمي تشهد عليه كل ميادين العلم على الرغم من معاناة الفقر والاضطهاد المستمر إن كان ذات يوم إقطاعيا أو استعماريا أو دينيا ... و على الرغم من التشكيك دائم بعقيدة الإيمان بالخالق لا شريك له ... هم أناس سلبتهم الحياة الراحة بالمطلق، ليأتي السلفي اليوم ليأخذ ثأره منهم ....

عن أي ثأر يا مجرمين تتحدثون ؟؟؟ ألستم أنتم من اقتحمتم سلام بلد آمن فتح بابه لكل مظلوم ضاقت به الحروب والويلات ....؟

ألستم أنتم من جعل من سوريا مقرّ عمليات إرهابية تبدأ ولا تنتهي، واقتسامات تبعا لمصلحة الطامعين فيها؟

ألستم من انتهك صلنفة وعدرا العمالية وهجّر دير الزور واقتص حمص .... من سفك دماء الجيش السوري السّني منه قبل العلوي؟ ... وأيضا أفرغ الأرض من خيراتها، و بات السوري عالة على منظمات إنسانية ظاهرها لا يشبه مضمونها ....

ألستم من نادى بترحيل أمة عيسى ؟...  وكسر منظومة العيش المشترك ...؟.

نعم؛ أنتم من يجوز أخذ الثأر منكم، أنتم وذاك العالم الداعم لإجرامكم ومجالسكم التي ناقشتم فيها عدد الأمتار الحصصية لكل دولة متآمرة على شعب وأرض بالكاد يتنفس التراب.

أنتم من يجوز الاقتصاص منهم ليبرد دم شهداء هذه الأرض، وتنشف دمعة أمهاتهم ...

يا صديقي  ... أيها الرجل الذي حمل هم السوريين ومضى به مع رفاق هم قلة بعددهم لكنهم كثر بعمق رسالتهم ... قل لذاك العالم أنه في سوريا ثمة بشر من لحم ودم يتسابقون في بذل أرواحهم للبحث عن كرامة سرقها منهم الإرهاب والخذلان والتعب ...

قل لهم أن في كل بيت سوري هناك من يجد نفسه علويًا أمام مجازر الشر ... لكنه -مع الأسف- لم يجد الجرأة ليعترف ويساند الحق ....

أنا علوي ...

شعار؛ اجعل منه يا صديقي بوصلتك ليسمعه كل العالم ...  فمعنى أنك علوي يعني أنك سنّي درزي شيعي و و و و ... فكل سوريا هي سوريا .... بما فيها بمن فيها لكل ما فيها ...

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد