بعد هدوء العاصفة التي أعقبت الاعتداء الإسرائيلي الأخير، برزت الحاجة إلى تأمين المستلزمات الطبية التي يحتاج إليها الجرحى. وبسبب غلاء أسعار هذه المستلزمات، انطلقت مبادرات من بينها برنامج «إعارة مستلزمات طبية وتأهيلية» الذي أطلقه مركز «خير الناس» في بلدية الغبيري مع انتشار فيروس كورونا قبل 4 سنوات، وانطفأت محرّكاته مع انحسار الموجة ونهايتها، مقتصراً على مساعدة بعض الحالات التي كانت تلجأ إلى البلدية بين الحين والآخر. وقد أحيت البلدية البرنامج مع تلقّيها اتصالات من عدد من أهالي جرحى مجزرتي الثلاثاء والأربعاء الماضيين أو الجمعيات يطلبون استعارة أسرّة طبية وعربات مدولبة وغيرها من المعدّات الموجودة في المركز والتي تتناسب اليوم مع الواقع الصحي الجديد لبعض المصابين. ولأن ما كان موجوداً في مستودع المركز لم يكف لتأمين الطلبات المتزايدة، حوّلت البلدية الطلبات إلى دعوة علنية للتبرّع بأسرّة أو «أي مستلزم طبي يفيد الجرحى اليوم»، وفق رئيس بلدية الغبيري معن الخليل.وما إن أُطلق «النداء الإنساني» حتى «انهالت الاتصالات والتقديمات» بحسب الخليل، مشيراً إلى أنه عند انتصاف النهار، كان قد وصل إلى المركز «دعم بأكثر من 100 سرير وكرسي مدولب وعكازات وفرشات مياه وهواء إضافة إلى حوالى 31 ألف دولار». وبسبب كثرة المتبرعين والاتصالات، ارتفع عدد العاملين في المركز من اثنين إلى عشرة، انقسموا بين متلقّين للاتصالات والتبرعات ،وآخرين للتواصل مع «أهالي الجرحى ممن يحتاجون إلى هذه المستلزمات ومؤسسة الجرحى والمؤسسات الخيرية المعنيّة بلائحة الموجودات في المركز كي يتسنّى توزيعها».
ومع الاندفاعة المفاجئة لتقديم التبرعات بشقيها المادي والعيني، بدأ القيّمون على البرنامج العمل على وضع مخطّط جديد يستهدف العمل على تحديد الاحتياجات المطلوبة اليوم، والتي تتخطى مجرّد تأمين سرير «إلى التشبيك مع الجمعيات لمعرفة ما يحتاج إليه الجرحى اليوم من تأمين أطراف اصطناعية مثلاً إلى غيرها من الاحتياجات».