يبدو أنّ مِن أسباب تأجيل المعرض، أيضًا، تزامُنَ موعده الذي كان مقرَّرًا سابقًا مع الاحتفالات الرسمية بالذكرى السبعين لاندلاع الثورة الجزائرية (1954 - 1962)؛ وهي المناسبةُ التي قالت وزارة الثقافة إنّها ستُشكّل محور الدورة الجديدة التي ستحمل شعار "نقرأ لننتصر"، من خلال برنامج ثقافي خاصّ.
أضافت الوزارة، في بيان لها، أنّ التركيز على استعادة الثورة التحريرية يأتي "بالنظر إلى الأهمّية القصوى التي يكتسيها هذا الحدث التاريخي في ذاكرة الأمّة"؛ حيث: "سيكون الجمهور من زوّار المعرض على موعد مع التاريخ، من خلال برمجة ندوات فكرية وأدبية حول ثورة أوّل نوفمبر الخالدة، وأثرها على شعوب العالم، بمشاركة أسماء وازنة وطنيًا ودوليًا". ولم يذكر البيان عناوين الندوات أو الأسماء المشاركة فيها، وهي المعلومات التي لا نعثر عليها أيضًا في الموقع الإلكتروني للمعرض.
إلى جانب الثورة الجزائرية، تحضر القضية الفلسطينية في برنامج الدورة السابعة والعشرين، من خلال عددٍ من الندوات؛ من بينها: "أدب المقاومة في فلسطين: أقلامٌ في وجه النار"، و"فلسطين في الشعر الجزائري"، و"السينما في مواجهة الصهيونية"، و"التفاتة إلى الشعراء الشهداء في غزّة".
من الندوات الأُخرى التي تُقام ضمن فعاليات المعرض: "الترجمة والرواية الجزائرية في بُعدَيها الأفريقي والعربي"، و"الجزائر- قطر: كتابات تجمعنا" (بالاشتراك مع "الحي الثقافي كتارا" في قطر)، و"الأدب الأفريقي"، و"الجزائر- أفريقيا: قوافل ثقافية"، و"الموروث العربي في الأدب الأفريقي".
من جهة أُخرى، أعلنت وزارة الثقافة إطلاق جائزة جديدة، خلال المعرض، خاصّة بالإصدارات الجديدة، باسم "جائزة كتابي الأوّل"، من دون تقديم تفاصيل إضافية حول الجائزة ومعايير المشاركة فيها.
يُذكَر أنّ الدورة السادسة والعشرين من "معرض الجزائر الدولي للكتاب" أُقيمت في "قصر المعارض" بمنطقة الصنوبر البحري في الجزائر العاصمة بين 26 تشرين الأوّل/ أكتوبر والرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 تحت شعار "أفريقيا تكتب المستقبل"، وشهدت، بحسب منظّميها، توافُد أكثر من ثلاثة ملايين زائر. وخُصّص جانبٌ كبير من فعاليات الدورة، التي تزامنت مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة، للقضية الفلسطينية؛ حيث جرى إقامة جناحٍ خاصّ باسم "فضاء غزّة"، نُظّمت فيه عددٌ من الندوات والأمسيات الشعرية، كما تضمّن مساحةً لرسم اللوحات التشكيلية والجداريات الفنّية، ومعرضًا للكتب الفلسطينية.