تضامنت الجزائر، سلطة وأحزاباً وشعباً، مع الشعب اللبناني الذي يرزح تحت وطأة الإجرام الإسرائيلي. وفي افتتاح دورة البرلمان المحلي، عبّر رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى في البرلمان الجزائري)، إبراهيم بوغالي، عن تضامن الجزائر مع الشعبين اللبناني والسوري على حدّ سواء «جراء تعرضهما للاعتداءات الهمجية المتكررة، والتي تستهدف المدنيين وتنذر بتوسع رقعة الحرب، وتشعل المنطقة برمتها، وتقوّض كل فرص الأمن والسلام». وقال بوغالي إن الأوان حان «من أجل فرض إيقاف هذه المجازر ومحاكمة مرتكبيها». من جهتها، دانت أحزاب وقوى سياسية جزائرية العدوان الصهيوني الجديد على لبنان، ودعت إلى تحرك عاجل لنصرة الشعبين اللبناني والفلسطيني بـ«كل الوسائل المتاحة»، والضغط على الولايات المتحدة «الشريك في الجرائم الصهيونية والداعم الرئيسيّ لتل أبيب». كما حثّ هؤلاء الديبلوماسية الجزائرية على «مضاعفة تحركاتها لتطويق هذه الاعتداءات الهمجية ومواجهة مخططات العدوان الصهيوني».بدورها، أبدت حركة «مجتمع السلم» المعارضة، في بيان، «عميق قلقها لتداعيات الانزلاق الخطير للعدوان الصهـيوني ضد الشعب اللبناني الشقيق، والذي استهدف مناطق مدنية مأهولة بالسكان، ما خلّف جرائم بشعة بحق المدنيين». ورأت أنّ هذا العدوان «محاولة بائسة لاستكمال حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها حكومة الكيان الفاشية ضد الشعب الفلسطيني، والتي توسعت إلى الشعب اللبناني بغطاء ودعم عسكري أميركي وأوروبي، بهدف كسر إرادة المقاومة واستمرار الإبادة في غزة في ظل صمت عربي وعالمي، وعجز للمنتظم الدولي عن حماية حقوق الشعوب». كما عبّرت عن تضامنها المطلق مع الشعب اللبناني «الذي يدفع ثمن موقفه الصامد بنصرة الشعب الفلسطيني، في ظل التواطؤ الدولي والتخاذل العربي».
دعت أحزاب جزائرية إلى تحرّك عاجل لنصرة الشعبين اللبناني والفلسطيني بـ«كل الوسائل المتاحة»
أما «حزب العمال» اليساري فرأى أن العدوان الوحشي «المدعوم من قبل الإدارة الأميركية وحلفائها الأوروبيين وأذنابها العرب»، يعكس في الواقع فشله في القضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية المشروعة، وعلى ثبات وصمود الشعب الفلسطيني الذي تقوّيه التعبئة الشعبية العالمية غير المسبوقة الداعمة له، وتسنده فعلياً المقاومة اليمنية الجريئة. وأضاف: «إن كان الكيان الهمجي يسعى من أجل تعميم الحرب في منطقة المشرق للخروج من مأزقه وعزلته شعبياً ودولياً، فهو في الوقت نفسه يغرق أكثر في أزمة قاتلة تنخره من الداخل وتعجّل نهايته الحتمية». وأكد الحزب «مساندته غير المشروطة للشعبين الفلسطيني واللبناني ولقوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية». واعتبرت «حركة النهضة»، من جهتها، أن العدوان على لبنان «يشكّل تغييراً خطيراً جداً في أدوات الصراع، حيث صار متاحاً للمحتل الصهيوني استعمال الأدوات المدنية في إرهاب الطرف الآخر وحاضنته الشعبية، الأمر الذي يقتضي من كل شعوب ودول العالم رفضه والتنديد به، ومحاسبة كل من تورط فيه من قريب أو بعيد». وفي السياق نفسه، كانت حركة «البناء الوطني» الشريكة في الحكومة قد أبدت، في بيان صدر قبل توسّع العدوان، إدانتها لـ«الصمت غير المبرر للمجتمع الدولي أمام هذه الانتهاكات المتكررة لسيادة لبنان الشقيق». وأكدت أن «الجزائر حكومة وشعباً ونخباً دوماً متضامنة مع أشقائها ومع المستضعفين في الأرض»، مجدّدة وقوفها «إلى جانب الأشقاء اللبنانيين في هذا الظرف الصعب»، وعادّةً «هذا العدوان الجبان محاولة يائسة للفت الأنظار عن جرائم الإبادة وجرّ المنطقة إلى حرب شاملة». ولفتت إلى أنه «أمام عجز العدوان عن الوقوف أمام بطولات المقاومين، لجأ إلى استهداف المدنيين»، متأسفة لـ«الدعم المتواصل من عدد من الدول العربية وأحياناً حتى قبل الدعم الغربي للكيان الصهيوني، بالرغم من الالتفاف القوي للشعوب العربية حول قضيتهم المركزية، وكذلك من أحرار العالم». ودعت إلى «مراجعة كل واردات دولنا العربية والإسلامية من أي قطع إلكترونية تكون من ذات المصادر والشركات أو المتعاملة معها، لعلّها تكون في يوم من الأيام عرضة لنفس العمل الجبان والمدمّر كما حدث لأشقائنا في لبنان نتيجة موقفهم المشرّف في الدعم والإسناد والالتحام مع غـزة الجريحة وفلسطين المحاصرة والشاهدة».
في هذا الوقت، يوجد في الجزائر وفد من حركة «حماس»، بقيادة سامي أبو زهري، رئيس «قسم شمال أفريقيا في مكتب العلاقات العربية والإسلامية» في الحركة، والذي أجرى سلسلة من اللقاءات مع قادة أحزاب سياسية من قوى الموالاة والمعارضة.