مع ارتفاع حدّة الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على جنوب لبنان خلال اليومين الماضيين، كثرت المبادرات الفردية والجماعية لمساعدة النازحين.ليل الإثنين الماضي، ازدحم طريق الجنوب بسيارات النازحين، الذين قضوا أكثر من 9 ساعات لمغادرة القرى المجاورة للنبطية نحوَ العاصمة ومحيطها. وعلى طول الطريق، بلسمت حملات فردية وجماعية - ولو نسبيّاً - تعب النزوح من خلال توزيع مياه وطعام أو تأمين مكان للراحة...
في بيروت، يبدو المشهد أكثر زخماً، فالعمل أكبر كون أعداد النازحين باتت كبيرة جداً، وأبرز الحملات الحاصلة هي التي يعمل القائمون عليها على تأمين أماكن سكن للنازحين. وأغلب العمل هو عبارة عن تجهيز المدارس إثر صعوبة توفير منازل لضيق الوقت أو ارتفاع التكلفة أو حتى نُدرة الشقق بسبب الحجوزات الهائلة مسبقاً.
تتوزّع المدارس التي تؤوي النازحين ضمن مختلف مناطق العاصمة. في ثانوية الرئيس رينيه معوض الرسمية المختلطة مثلاً، تتكدّس السيارات على بوابة المدرسة، منها ما يحمل المساعدات، وأخرى تنقل المتوافدين على نفقة أصحابها أو كشكل آخر من أشكال التطوع. عشرات النازحين يتواجدون على الأدراج الأمامية خلف البوابة، أُسَراً وأفراداً، يلتقطون أنفاسهم بعد طول طريق بانتظار تعبئة الاستمارات. أحد المسؤولين في مركز الإيواء قال لـ«الأخبار» إن أكثر النازحين هم من الجنوب بعددٍ يقارب الـ 300 حتى ظهر أمس. وعن أكثر المعونات والخدمات التي يحتاج إليها المركز، أجابَ: «كل شي، من طعامٍ وشراب وملابس وأدوية، نعمل الآن على تأمين كل هذه المستلزمات حتى لا ينقص أيّ شيء على أيّ أحد»...
استقبلت بعض المدارس نحو 1000 نازح من القرى الجنوبية
جزء من هذه المساعدات أيضاً كان يصل الى بوابة مدرسة «ليسيه عبد القادر» لدرجة أن السيّارات المُحمّلة بالأطعمة ومستلزمات النوم تحديداً أعاقت جزئياً حركة السير وسبّبت ازدحاماً مرورياً. هذه «الزحمة» شكّلت نسبة صغيرة جداً من تلك الموجودة داخل المدرسة، والتي بلغت بحسب مسؤول معنيٌّ بالإشراف «1000 شخص جاؤوا كلهم من الجنوب». وعند سؤاله عن الأعداد المتوقعة في الأيام المقبلة، أكّدَ المُشرف أن المدرسة بلغت قدرتها الاستيعابية القصوى، وهي بحاجة إلى جميع أنواع المعونات، مع إشارته إلى أن «كل الناس عم تساعد، متل ما عم تشوف بعينك»، حيث يمتلئ المدخل بوجبات طعام مختلفة تم التبرع بها، بالإضافة إلى مستلزمات أخرى من ملابس و«شراشف وأسرّة وأدوية وغيرها الكثير».
وعلى غرار المدرستين المذكورتين، فتحت مراكز أخرى أبوابها للنازحين في مختلف مناطق بيروت، وسط إقبالٍ متفاوت تبعاً للقدرات الاستيعابية، لكن بشكل عام: «كل الناس عم تساعد كل الناس» وسط جو من التضامن الاجتماعي والوطني، بهدف تخفيف المعاناة عن النازحين من المناطق التي طاولها إرهاب العدو الصهيوني.
من جهة ثانية، يتم العمل في الكثير من المراكز على تأمين رعاية صحية لكبار السن، وللأطفال الذين تعرّضوا لصدمات نفسية نتيجة الغارات التي سمعوها بعدما استهدف الاحتلال قراهم.