سرعان ما تتالت الأخبار عن حصيلة الشهداء وتصريحات المسؤولين في الجانبين السوري واللبناني، ثم مواكبة المعابر الحدودية التي ازدحمت بالوافدين وغالبيتهم ــ بحسب مصادر متقاطعة ـــ من الجنسية السورية وبعضهم من الجنسية اللبنانية، في حين توجّهت المحطّات الرسمية نحو تلك المعابر وأجرت لقاءات عدة مع الناس، وخصوصًا أنّ التوجيهات الرسمية صدرت بضرورة تسهيل حركة الوافدين،
لكن فعليًا التسهيلات كانت أكثر عند الأمن العام اللبناني. ومع أنّ السوشال ميديا كانت تضجّ بما يشبه الحملة الشعبية العفوية التي كانت تدعو إلى التضامن المطلق مع الشعب اللبناني، وفتح البيوت لهم وتقديم المساعدات الآنية، إلا أنّه لا يمكن لشيء أن يمرّ من دون أصوات نشاز.
غربان ستنعق، ومجموعة من الرعاع المستشرية على فايسبوك ستنهض بخطابها المقزز، محاولةً تصفية الحسابات الضيقة، أبرزها هذه المرّة الكاتب السوري عدنان العودة الذي أقسم على الشماتة بمنتهى الإسفاف والابتذال الذي عرف عنه ووصم مسيرته! وقد نشر أحد الصحافيين اللبنانيين محادثته مع العودة، معتذرًا أولًا عما تتضمنه من أقذر الشتائم والخطابات الطائفية المهينة التي صدرت من العودة! لكن الفسحة كانت أرحب بالنسبة إلى أصحاب الخطاب الإنساني والتضامني الذي ينسجم أصلًا مع جوهر الفن ومكانته.
لذلك؛ الحملة التضامنية كانت أرجح وأوسع، وزيّنها نجوم الدراما السورية الذين هبّوا للتفاعل مع البلد الذي يحملونه في ذاكرتهم وقلوبهم. وأبرز من عبّر عن تضامنه كان: عابد فهد، وأمل عرفة، وشكران مرتجى، وأصالة نصري، وكندة علوش ومعتصم النهار وآخرون. وعلى سبيل المثال، كتب النجم عابد فهد الذي يحمل الجنسية اللبنانية على موقع إكس: «الوطن الذي ينشر الفرح والفن والثقافة. لبنان الحياة لا تدعوه وحيدًا».
أما النجمة أمل عرفة، فكتبت: «ليت الأمنيات تكفي لتختفي الحروب... غزة لبنان سوريا».من ناحيته علّق معتصم النهار على الفايسبوك بالقول: «على مدار عمرك كامل كانت أبوابنا مفتوحة لبعضنا، وبيوتنا واحدة في الأوقات الصعبة. لذا لا بد من العودة والتأكيد بأنه اليوم وكل يوم بيوتنا مفتوحة لكم وكنا وسنظل روحًا واحدة في بلدين... سلام وحب من كل شبر في سوريا إلى لبنان وقلبه النابض بيروت!».
أما على الأرض، فقد كانت الحركة كثيفة فعلًا في كل المعابر الحدودية السورية اللبنانية. وقد أفاد مصدر حكومي سوري رسمي: «منذ صباح الثلاثاء، توافدت أعداد كبيرة قادمة من لبنان باتجاه الأراضي السورية عبر أكثر من معبر حدودي. وبينما صدرت توجيهات دقيقة بضرورة تقديم التسهيلات المناسبة لعبور الجميع بسلاسة ومن دون إرباكات، مرّ من نقطة «المصنع الحدودية» (جديدة يابوس) وحدها أكثر من ستّة آلاف شخص نحو الأراضي السورية، قبل أن تحل الساعة السادسة مساء، لكن غالبيتهم من أصحاب الجنسيات السورية». وأضاف بأنّ «هؤلاء إما عمّال سوريون وعائلاتهم وقد كانوا يقيمون في الجنوب والبقاع، أو أنهم عادوا من مطار بيروت الدولي بعد إلغاء رحلاتهم وتأجيلها إلى عواصم أوروبية عدة».