رسالة مجاهد إلى أمّه
قد تكون هذه الساعات صعبة الآن، ولكنها ليست سوى بداية لما هو أعظم. سنعود يا أمي، نرفع راية الفخر عاليًا، ونستعيد كل ما فقدناه.
جديد الموقع
قد تكون هذه الساعات صعبة الآن، ولكنها ليست سوى بداية لما هو أعظم. سنعود يا أمي، نرفع راية الفخر عاليًا، ونستعيد كل ما فقدناه.
لم تستطع واشنطن ولا أحلافها في العالم ولا حروب "إسرائيل" على لبنان، منذ أكثر من أربعين عامًا، أن تحقق هذه الغاية، أي تغيير وجه لبنان المقاوم، بل أسهم هذا المسعى في تقوية المقاومة وصولًا إلى تشكيل جبهة حلّت مكان ما كان يُسمّى بمحور "دول الطوق"
ن الاتصالات حصلت مع أن المقاومة تعلم أنه مجرد حصول الاتصال الهاتفي سيشكّل خطرًا أمنيًا على صفا"، لافتًا إلى أن هذه المخاوف تمّ التثبت منها، عندما نفّذ العدو الإسرائيلي غارة مستعجلة في بيروت، وسرّب أنباء عن أن الهدف كان صفا نفسه، قبل أن يعلن حزب الله لاحقًا أن الخبر غير صحيح".
أي شيء يمكن للشاعر أن يقوله أمام الدمار الهائل للضاحية في العام 2024 حين تطلع عليقة النار من المباني المقصوفة في الليل، وتمهّد تلك الشارة الحمراء على الخريطة لمحو أحياء كاملة من الوجود؟
كما أوردت الشبكة في تقريرها أن «مستوى المقاومة من حزب الله فاجأ العديد من المراقبين بالنظر إلى أن إسرائيل قتلت أخيرًا كامل قيادته تقريبًا»، مشيرةً إلى استمرار إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل «بشكل منتظم».
كما أفاد إسرائيليون بأنّ المسيّرة أطلقت صاروخًا، وانقضّت بعد ذلك على هدفها وانفجرت، علمًا بأنّ الدفاعات الجوية الإسرائيلية فشلت في اكتشاف الطائرة، التي انفجرت من دون أن تدوي صفارات الإنذار في المنطقة، بحسب ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية.
في الحقيقة؛ المقاومة تحارب وتحارب؛ لأنها تكاد تكون المدافع الأوحد عن الوطن، إن كان ذلك في سبيل حماية حدود لبنان أو حماية القضية الفلسطينة من الإبادة وصولًا للتصدي للإرهاب على الأرضين السورية والعراقية
في المدخل، وعلى نحو شبه يقيني، إننا اليوم أمام معركة طويلة زمانيًا ومتمدّدة مكانيًا بحسب طبيعة الميدان ومتغيّراته. ما يجعلها كذلك، هو كونها معركة وجودية ليس بالنسبة إلى الكيان الإسرائيلي فقط، بل وإلى الغرب برمته، لأن المعركة تدور رحاها في الفضاء الحيوي للمصالح الغربية ومركز صراع قوى الشرق والغرب.
قد تبدو هذه رمزية أبعد وأعمّ لمقتل نصر الله، لكن رمزية استشهاده الأنسب هي الأقرب للتراث الذي ينتمي إليه. رمزية جمعت مدرسة الحُسَينين: الحسين بن علي إمام الثائرين، وبطل كلمات الرفض: «لا» و«هيهات» في زمن الخضوع،
سيكون «السيد» مثل الخُضر في الأسطورة، يشرب من عين ماء الحياة ويطوف على المساكين والفقراء حاملًا زادًا وسيفًا، كأنما يحمل دمه على راحتيه ويقلب المعجزة، ينقلب النبيذ إلى ماء في عرس قانا الجليل ويسيل رقراقًا في الوديان إلى وجهته في البحر.
السيد حسن أسطورة، ولم يُصبِح كذلك في بيوتنا لأنهُ ذاك الخارق البعيد الذي لا يُمكن التشبُّه به، بل على العكس من ذلك، أبو هادي أسطورة لأنهُ يُشبهنا، لأنهُ منّا ومثلنا ومعنا، لأنهُ ابن الأرض والطين والشارع، يفهمنا ويفهم لغتنا
لقد تركت لنا إرثًا من المقاومة والصمود، وعلّمتنا أن الأمل لا يموت. وفي هذه اللحظة الحزينة، نتذكرك ليس فقط كقائدٍ عسكري، وسياسي محنَّك، بل كإنسانٍ عاش من أجل قضية، وكرمزٍ للمقاومة التي لا تنكسر، وحتى وإن سقطت القيادات؛ فإن جبهة الصمود والمقاومة ستستمر في مواجهة التحديات، مستلهمةً من روحك وشجاعتك معنى الصمود.
موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد