"أجيال السيد" يصنعون المستقبل باقتدار
لم يكن صباح 12 تشرين الأول 2025 كغيره من الأيّام في لبنان، لقد أشرقت شمسه على حقائق الصمود الإعجازي الكبير المستمر بالصبر والغموض الإستراتيجيّين، وسطعت على الأجيال تمتشق روح المقاومة ولا تهزم.
جديد الموقع
لم يكن صباح 12 تشرين الأول 2025 كغيره من الأيّام في لبنان، لقد أشرقت شمسه على حقائق الصمود الإعجازي الكبير المستمر بالصبر والغموض الإستراتيجيّين، وسطعت على الأجيال تمتشق روح المقاومة ولا تهزم.
تحويل الخسارة إلى طاقةٍ تعبويّة: كل حدثٍ قد يُستثمر في تعبئةٍ مجتمعية، والعمق البشري: القيادة ليست قاصرةً على أشخاص، بل منظوماتٌ ومؤسَّسات تُعيد إنتاج نفسها.
على مدى ثلاثة عقود، شكّل السيدان ثنائيًا قياديًا متكاملًا. كان السيد نصر الله هو القائد الاستراتيجي والواجهة الإعلامية والرمز الملهم، بينما كان السيد هاشم هو "رجل الدولة" الداخلي الذي يدير بهدوء
كانت علاقة المقاومة بالدولة، على مدى عقود، تخضع لإشكاليات كبرى، ذهب كثيرون فيها إلى مديات أبعد، حين جرى فيها ربط الموضوع بنظرة الطائفة الشيعية إلى الدولة وعلاقتها بالكيان اللبناني
غير أنّ يوم الأمس*** كان مختلفًا. شعرت أنّ الروشة غُسلت من ذنوبها، وكأنها تعمّدت من جديد. رأيت الأقدام القادمة من الجنوب والضاحية وأهل بيروت يملأون المكان، والأعلام ترتفع: علم لبنان، علم المقاومة، صور الشهداء، وجه السيد حسن نصرالله،
من أبرز إيجابيات هذه الشهادة المباركة أنها أنهت وهم الاتكالية على شخص السيد حسن نصر الله، قائدًا فردًا، يعفي الآخرين من مسؤوليتهم الفردية في الجهاد.. .. فجاء استشهاده ليؤكد أن زمن الانتظار قد ولّى، وأن على كل فرد أن يكون "السيد حسن وأكثر" في وعيه وثباته واستعداده للتضحية.
يعيد الضريح ترسيخ العلاقة بين القائد الشهيد و«مدينته»، الشاهدة على صعود نجمه وحزبه على مدار سنوات طويلة، ليتحوّل يوميًا إلى فضاء اجتماعي نابض يعيد إنتاج معنى المقاومة
حملت الجداريات الفنية شعارات تعاهد الشهيد الأسمى على المضي في نهج المقاومة والجهاد وعدم التخلي عن فلسطين مهما كانت التضحيات
علمتنا يا سيد أن مهر العواصف لا يكون إلّا أنهارًا من دماء، أنهارٌ لا تجف أثداء ينابيعها ولا تخمد نيران غضبها حتى -يأذن الله- في أمرها.
من حيّ «شرشبوك» الفقير الذي صاغ أولى ملامح شخصيته، إلى المخيمات الفلسطينية التي بكته كأنها فقدت فلسطين نفسها، إلى اليمنيين الذين كان ناصرَهم، وصولًا إلى القوميين والاشتراكيين في الشرق والغرب الذين رأوا فيه قائدًا أمميًا يتجاوز حدود الطائفة والوطن
من رحم هذه التحدّيات، برز من قائد الأمّة برؤيته إلى نور النصر. قائد وضع الوطن فوق كل معيار.. فكان بشهاد العدو قبل الصديق، شخصية استثنائية جمعت على مدى أربعة عقود بين الوفاء للأرض والناس، والشجاعة في مواجهة العدوان، والحكمة في إدارة الأزمات.
إنّ القيادة العلمية-الدينية منحت المشروع الإسلامي بعدًا استراتيجيًا يتجاوز اللحظة السياسية الظرفية. فقرارات العلماء لم تكن محكومة بردود فعل آنية، وإنما كانت تُبنى على رؤية بعيدة المدى متصلة بالهدف النهائي..
بموجب اتفاقيات جنيف أو ما يعرف بقوانين الحرب، يُسمح باستهداف مقاتلين أو قادة عسكريين رفيعي المستوى في ميدان المعركة وفي ظل ظروف معينة. لكن القانون الدولي يعدّ اغتيال زعيم سياسي بمنزلة جريمة إعدام خارج الإطار القانوني
كما لعبوا على الوتر التمثيليّ فنطقوا زورًا باسم المدينة وأهلها، وادعوا على سبيل تزوير الحقائق أنّ "البيارتة" يعادون المقاومة، فكان الردّ بيروتيًّا بالدرجة الأولى، إذا أشهر أهل المدينة الأحرار هوّيتهم المقاومة، المعادية لـ"إسرائيل"، وقالوا بأعلى صوتهم إنّ مدينتهم تعتزّ بصورة سيّد المقاومة..
الاعداء، وفي مقدمتهم أميركا والكيان الإسرائيلي، ما يزال اسم السيد نصرالله في خطاباتهم، وما يزال عنوان الوضع الاستراتيجي هو تصفية الحساب والخلاص من إرثه..!
موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد