زمن نصرالله والعودة إلى فلسطين
في المدخل، وعلى نحو شبه يقيني، إننا اليوم أمام معركة طويلة زمانيًا ومتمدّدة مكانيًا بحسب طبيعة الميدان ومتغيّراته. ما يجعلها كذلك، هو كونها معركة وجودية ليس بالنسبة إلى الكيان الإسرائيلي فقط، بل وإلى الغرب برمته، لأن المعركة تدور رحاها في الفضاء الحيوي للمصالح الغربية ومركز صراع قوى الشرق والغرب.
اختار الإمام الخامنئي أن يلقي خطبته باللغة العربية، في خطوة نادرة الحدوث، موجّهًا كلامه إلى الشعوب العربية، وتحديدًا الشعبين الفلسطيني واللبناني، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" «اقتنعت بأنها لن تحقّق النصر على حزب الله وحماس»
قد تبدو هذه رمزية أبعد وأعمّ لمقتل نصر الله، لكن رمزية استشهاده الأنسب هي الأقرب للتراث الذي ينتمي إليه. رمزية جمعت مدرسة الحُسَينين: الحسين بن علي إمام الثائرين، وبطل كلمات الرفض: «لا» و«هيهات» في زمن الخضوع،
سيكون «السيد» مثل الخُضر في الأسطورة، يشرب من عين ماء الحياة ويطوف على المساكين والفقراء حاملًا زادًا وسيفًا، كأنما يحمل دمه على راحتيه ويقلب المعجزة، ينقلب النبيذ إلى ماء في عرس قانا الجليل ويسيل رقراقًا في الوديان إلى وجهته في البحر.
السيد حسن أسطورة، ولم يُصبِح كذلك في بيوتنا لأنهُ ذاك الخارق البعيد الذي لا يُمكن التشبُّه به، بل على العكس من ذلك، أبو هادي أسطورة لأنهُ يُشبهنا، لأنهُ منّا ومثلنا ومعنا، لأنهُ ابن الأرض والطين والشارع، يفهمنا ويفهم لغتنا
لقد تركت لنا إرثًا من المقاومة والصمود، وعلّمتنا أن الأمل لا يموت. وفي هذه اللحظة الحزينة، نتذكرك ليس فقط كقائدٍ عسكري، وسياسي محنَّك، بل كإنسانٍ عاش من أجل قضية، وكرمزٍ للمقاومة التي لا تنكسر، وحتى وإن سقطت القيادات؛ فإن جبهة الصمود والمقاومة ستستمر في مواجهة التحديات، مستلهمةً من روحك وشجاعتك معنى الصمود.
أقرّت «هآرتس» بأن إطلاق الصواريخ الإيرانية الفرط صوتيّة مثّل مفاجأة لسلاح الجو، ومنظومة الاستخبارات الإسرائيليين؛ إذ اعتقد قادة هاتين المنظومتين أنه لا توجد بحوزة إيران صواريخ كهذه، مذكّرةً بأن الترسانة الصاروخية الإيرانية لا تتميز بتنوّعها فحسب، بل أيضًا بالعدد الكبير لمنصات الإطلاق والطواقم المهنية المدرّبة على تشغيلها.
إنّ الصهاينة لا يعترفون ببشريّة الشعوب الأخرى "الغوييم"، أي كلّ الناس، لكنّ الغرب لا يقلّ عنصريّة عن الصهاينة، بدليل دعمهم اليوم، وبدليل ما قتله من البشر في العالم الثالث وما يقتله في الوقت الذي يستنفر من سان فرنسيسكو إلى بحر البلطيق عندما يُمَسّ الانسان الأبيض، وما حربه العالميّة ضدّ روسيا بسبب أوكرانيا إلّا المظهر الصارخ لهذه العنصريّة.
هذه العزة ملأت قلوب من شارك في الحداد على السيد الشهيد في الضفة الغربية المحتلة، والذين خرجوا وخرجن باللباس الأسود وهم يبكون بحرقة. هذا حدث بعد سنة تقريبًا على الطوفان، وبسبب سياسة الكيان في ردع الانتفاضة عبر الإبادة، غابت الضفة - إلا في مقاومة شمالها - وغابت رام الله كذلك ولكنها في النهاية عادت كي تعبر عن حزنها على استشهاد السيد. طبعًا العامل الأول وراء هذا الوعي هو السيد حسن نصر الله، الذي حل ضيفًا على بيوتنا لِما يقارب العقدين، منذ الانتصار الذي طبع في جيل الألفية، كما تقول غدي فرنسيس، تشكل شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم.
في هذه اللحظات العصيبة، تصبح عبارات مثل «لن نتخذ الليل جملًا» أو ««ما تركتك يا حسين»، ذات بعد قيميّ حقيقيّ. وهي عبارات حوّلها سيدنا الشهيد إلى شعارات تتخطى الدين والمذاهب. فنرى جماعة المقاومة تجاهر بأنّها ستكمل في هذه الحرب حتى تعلن المقاومة النصر. علمًا أن كل من منها هو إما شهيد أو نازح أو معين على نزوح. هذه قيم زُرعت على مدى سنوات عبر جهد منهجي من سماحة السيد الشهيد وتحت إشرافه من خلال وسائط كثيرة تتبع أو تعمل في فلك المقاومة. والآن يرى العالم كله ثمارها على شكل جماعة صامدة وصابرة لا تخشى الإقدام على اتباع أصعب الطرق في سبيل الانتصار.
جاء تموز النصر، لكنه لم يأتِ إلا وأنت وأخوانك المقاومون صانعوه، و جاء النصر السوري فكنتم يدًا بيد مع جيشنا الغالي .
تلقّى الأردنيون نبأ استشهاد الأمين العام لحزب الله سماحة السيّد حسن نصر الله بحزن شديد
استخدمت القوات الجوفضائية الإيرانية، في هجومها الصاروخي الكبير على إسرائيل
وسط الظلال القائمة للتفجيرات الأثمة التي جرت في بيروت وضاحيتها العزيزة
موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد