شملت موجة النزوح الجنوبي بسبب القصف الهمجي الإسرائيلي المحكومين والموقوفين في سجون محافظتي الجنوب والنبطية. إذ عملت قوى الأمن الداخلي، بالتنسيق مع الصليب الأحمر، على إخلاء 37 سجيناً من سجني بنت جبيل ومرجعيون و83 من سجن تبنين (على مرحلتين، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، قبل قصف البلدة الخميس). وتعمل قوى الأمن الداخلي على نقل 95 سجيناً من سجن النبطية بعد ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي للمدينة، فيما لن يشمل الإخلاء سجن جزين بسبب بقاء المنطقة آمنة نسبياً.ونقل السجناء جميعاً إلى سجون في محافظة جبل لبنان، وخصوصاً سجن رومية المركزي، مراعاةً لذويهم النازحين من الجنوب وبسبب صعوبة الوصول إلى السجون الواقعة في شمال لبنان.
وتُفاقم عملية نقل السجناء مشكلات سجن رومية وغيره من السجون التي تعاني من اكتظاظ. إذ يبلغ مجموع من أُخلوا 215 سجيناً، القسم الأكبر نُقل إلى سجن رومية المركزي الذي يبلغ عدد نزلائه 3,619 (الاستيعاب الأقصى للسجن هو 3,000).
ومع توسع العدوان واحتمال أن يدخل العدو مناطق جديدة ضمن دائرة الاستهداف، فإن هناك حاجة إلى خطة لإخلاء مزيد من السجناء إلى سجون في مناطق آمنة، ما قد يسبب المزيد من الاكتظاظ، وما يفترض مراعاة القضاة لهذا الوضع الحسّاس واتخاذ نهج جديد للتخفيف من التوقيف الاحتياطي عبر تطبيق المواد 107 و108 و111 من قانون أصول المحاكمات الجزائية المعنية بالتوقيف الاحتياطي وغيرها من المواد التي ترعى إخلاء السبيل.