أشادت مواقع التواصل الاجتماعي بالكاتب والصحافي الأميركي لـ"وضوحه الأخلاقي" ومعالجته "للتحيز ضد الفلسطينيين" خلال مقابلته مع برنامج CBS Mornings. وواجه أحد مقدمي البرنامج التلفزيوني، توني دوكوبيل، ردات فعل عنيفة، بعد أن أشار إلى أن المؤلف والمفكر، تا-نهيسي كوتس، يتبنى وجهات نظر "متطرفة" في كتاباته عن الفلسطينيين.
أسئلة CBS العدائية
مناسبة لقاء CBS Mornings مع كوتس، الاثنين الماضي، كانت هي أحدث كتاب له، الذي يحمل اسم "الرسالة"، وهو عبارة عن مجموعة من ثلاثة مقالات حول تجارب المؤلف في السنغال وجنوب أميركا وفلسطين. خلال المقابلة قال دوكوبيل إنه أراد مناقشة القسم الخاص بإسرائيل وفلسطين، وقال: "عندما أقرأ الكتاب، أتخيل لو أنني حذفت اسمك منه، وحذفت الجوائز والإشادة، وحذفت غلاف الكتاب، وزالت دار النشر، فلن يكون محتوى هذا القسم خارج مكانه في حقيبة ظهر المتطرفين".
كما اتهم صحافي CBS Mornings كوتس بإهمال "الكثير" من المنظور الإسرائيلي، وبأن كتاباته عن إسرائيل وفلسطين "تنزع الشرعية عن ركائز إسرائيل"، ثم قفز إلى سؤال اتهامي: "هل هذا لأنك لا تعتقد أن إسرائيل في أي حال لها الحق في الوجود؟"، ثم أضاف لاحقًا: "وإذا كانت إجابتك لا، فأعتقد أن السؤال يصبح لماذا يحق للفلسطينيين الوجود؟ لماذا يحق لعشرين دولة إسلامية مختلفة الوجود؟".
ردّ كوتس على أسئلة صحافي CBS الهجومية بعقلانية، إذ قال إنه يريد تسليط الضوء على منظور لا نراه في التغطية الإعلامية السائدة في الولايات المتحدة لإسرائيل وفلسطين. وأوضح: "لا يوجد شيء يزعجني في الدولة اليهودية. أنا منزعج من فكرة الدول المبنية على أساس العرق، بغض النظر عن مكانها. لا أريد دولة حيث تضع أي مجموعة من الناس حقوق المواطنة الخاصة بها على أساس العرق"، "دولة إسرائيل هي دولة يعيش نصف سكانها على مستوى واحد من المواطنة وكل شخص آخر تحكمه إسرائيل يعيش على مستوى آخر، بما في ذلك المواطنون الفلسطينيون الإسرائيليون"، في إشارة إلى عرب 48، "إما أن يكون الفصل العنصري حقًا أو باطلًا. الأمر بسيط حقًا، حقًا".
مواقع التواصل تتضامن مع كوتس
بعد المقابلة انتقدت مواقع التواصل الاجتماعي الصحافي، ووصف المعلقون أسلوبه بالعدائية، كما أشادوا بطريقة الكاتب في تعامله مع هذا الأسلوب. كتب محامي حقوق الإنسان قاسم رشيد في منشور على "إكس": "لقد وصف البروفيسور كوتس، أحد أشهر المفكرين وأكثرهم إنجازًا في عصرنا، بأنه متطرف، لأن كتابه يجرؤ على التركيز على الإنسانية الفلسطينية"، وغرّدت الصحافية هايدي مور: "إنه عام مخزٍ ومحرج حقًا للصحافة، إذ رأينا كيف أن زملاء عدة مؤيدون للفصل العنصري، ومؤيدون للإبادة الجماعية، وعنصريون بطرق أخفوها عن الأنظار".
هذا وذكر موقع ميدل إيست آي أن معلقين طالبوا بإقالة الصحافي من منصبه أو تقديم اعتذار لكوتس، فيما أعرب المستخدمون أيضًا عن اهتمام متزايد بشراء كتاب "الرسالة" بعد المقابلة، كطريقة لإظهار الدعم لعمل كوتس بشأن القضية الفلسطينية.