شنّ العدو الإسرائيلي، عشرات الغارات الجوية على مناطق متفرقة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. وتتركّز الغارات بشكل أساسي على القرى الجنوبية، ولا سيما تلك القريبة من الشريط الحدودي، الذي يشهد محاولات للتوغل البري. واستهدفت إحدى الغارات مبنى في ساحة بلدة الجية الساحلية (قضاء الشوف)، فيما شنّ العدوّ غارات على محيط مستشفى تبنين الحكومي (قضاء بنت جبيل) ومحيط مستشفى الشيخ راغب حرب (قضاء النبطية)، في إطار سياسة بدأها لإخراج القطاع الطبي من الخدمة. وهو بالفعل، تمكّن من دفع 5 مستشفيات حتى الآن، 4 منها في الجنوب، إلى وقف خدماتها الطبية، فيما يستمر في استهداف مراكز ومسعفي «الهيئة الصحية الإسلامية» على كامل الأراضي اللبنانية.وكان ليل الجمعة - السبت قد شهد قصفاً عنيفاً على الضاحية، طاول بـ 12 غارة محيط «مسجد القائم» وبرج البراجنة ومحيط «مجمع سيد الشهداء» في حارة حريك والرويس وحيّ الأبيض والأجنحة الخمسة في الشويفات. كما شنّ العدو للمرة الأولى غارة على منزل في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين، القريب من طرابلس، حيث استشهد القيادي في «كتائب القسام» سعيد عطا الله علي مع زوجته وابنتَيه. وشنّ غارة أخرى على بلدة الفيضة - سعدنايل في البقاع، استشهد فيها المقاوم القسامي محمد حسين اللويس. وفي آخر حصيلة للضحايا، أعلنت وزارة الصحة أمس استشهاد 25 شخصاً وإصابة 127 خلال 24 ساعة، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 2,036 شهيداً و9,662 جريحاً. كما ارتفعت الحصيلة الإجمالية للغارات والقصف إلى 9,073 اعتداءً.
في سياق آخر، يعمد العدوّ منذ ليل الخميس - الجمعة إلى استهداف كل من يقترب من مكان الغارات العنيفة التي شنّها على منطقة المريجة في الضاحية، ولا سيّما الأطقم الطبية. وتزعم وسائل إعلام عبرية وعربية أن العدوّ استهدف مقراً تحت الأرض للمقاومة، خلال اجتماعٍ قيادي رفيع لحزب الله.
وفي ظلّ الاعتداءات المستمرة، نبّه الجيش، في بيان، إلى أنّ «العدوّ يعمد إلى نشر محتوى إعلامي على بعض منصات التواصل الاجتماعي، مثل مقاطع الفيديو والروابط (links) والتطبيقات (applications)، بهدف استدراج المواطنين إلى مواقع مخصّصة للتجسس وجمع المعلومات أو تجنيد العملاء». وحذّر الجيش المواطنين من «خطورة الدخول إلى هذا المحتوى وتتبُّعه والتعامل معه لما ينطوي عليه من مسؤولية قانونية وخطر أمني على الوطن والمجتمع، وذلك في سياق المخططات المتواصلة من جانب العدوّ الإسرائيلي ضد لبنان».