تواصل جمعية "وتعاونوا" مساعيها الحثيثة لدعم العائلات النازحة في شمال لبنان جراء العدوان الذي يمارسه الكيان الصهيوني منذ قرابة الشهر، حيث تمثل هذه الجهود استجابة سريعة للاحتياجات المتزايدة لأهلنا القادمين من الجنوب والضاحية. تشمل مناطق التركيز عكار، طرابلس، زغرتا، البترون، المتن وجبل لبنان، بالإضافة إلى صيدا وبيروت، حيث يتم تقديم المساعدات للمراكز التي تستضيف النازحين.
أنواع المساعدات المقدمة
مدير جمعية "وتعاونوا" عفيف شومان عرض في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنواع المساعدات التي تقدمها الجمعية والتي تتضمن مواد غذائية أساسية، أدوية، حليب أطفال، وحفاظات لكبار السن والعجزة، حسب توفرها. وعلى الرغم من الصعوبات اللوجستية، تمكّنت الجمعية حتّى الآن من الوصول إلى نحو 30 إلى 35 ألف منزل، مقدمةً الدعم للعائلات المتضررة.
التحديات اللوجستية
شومان قال إن الجمعية تواجه تحديات كبيرة في توصيل المساعدات، لا سيما في المناطق النائية والعالية، حيث تعاني من ظروف جوية قاسية ووجود طرق وعرة. "نحن نبذل قصارى جهدنا للوصول إلى جميع المناطق، لكن المسافات الجغرافية وصعوبة النقل تعيق تقدمنا"، كما يقول أحد ممثلي الجمعية. وأضاف أن هناك حاجة إلى وسائل التدفئة في المناطق التي تعاني من انخفاض شديد في درجات الحرارة، وخاصة في المناطق الجبلية. وتعمل الجمعية على تقديم الدعم للأسر في هذه المناطق لتلبية احتياجاتها الأساسية.
مساعدات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية
مدير الجمعية "وتعاونوا" كشف عن تسلّم مساعدات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر جمعية الإمام الرضا، حيث تم توزيع 1500 مساعدة في منطقة عكار، مع خطط لمرحلة ثانية وثالثة مستقبلًا. يشار إلى أن عدد النازحين في عكار يتراوح بين 140 إلى 150 ألف شخص، بما يعادل حوالي 27 أو 28 ألف عائلة.
تضامن الأهالي والمبادرات المجتمعية
شومان تطرق في حديثه إلى ظهور المبادرات المجتمعية في شمال لبنان ما أظهر تضامنًا ملحوظًا، حيث فتح العديد من الأهالي بيوتهم لاستضافة النازحين. ويشير إلى أن 85% من النازحين يقيمون في بيوت مفتوحة لهم بشكل مجاني، مما يعكس روح الكرم والتضامن في هذه الأوقات العصيبة.
التنسيق مع حزب الله
يشدد شومان في حديثه لـ"العهد" على أن الجمعية تعمل بالتنسيق الكامل مع حزب الله، خاصة في المنطقة الخامسة من شمال لبنان، لتقديم الدعم الفوري والفعال. كما تم فتح صيدلية في منطقة برقايل لتلبية احتياجات الأهالي من الأدوية بشكل مجاني، مما يضيف بعدًا جديدًا للمساعدات المقدمة.
فريق عمل من متطوعين
يشارك أكثر من 1500 متطوع في نشاط جمعية "وتعاونوا" بحسب شومان، حيث يقومون بجولات ميدانية لتقييم احتياجات الأسر المتضررة. ويضيف: "نحن نعمل بتنسيق مع جميع المبادرات والجمعيات لضمان وصول أكبر عدد ممكن من المساعدات".
رسالة أمل
ختامًا، أكد شومان التزام الجمعية بتقديم الدعم المستمر حتّى تحقيق النصر، مشيدًا بروح التعاون بين جميع الفئات. وعلى الرغم من التحديات، يظل الهدف هو تقديم العون للمحتاجين ودعم الأسر النازحة حتّى تتحسن الأوضاع.