بموازة الجبهة العسكرية التي يقودها مجاهدو المقاومة الإسلامية ويسطّرون فيها أشرف صور الدفاع عن الحدود اللبنانية، دفعت كلمة الميدان إلى تفعيل جبهة سياسية دبلوماسية، بدأت أولى صورها من عين التينة حيث وصل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت صباح اليوم الاثنين، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري على مدار ساعة ونصف، ليخرج بعدها بكلمة مطبوعة أدلى بها إلى الصحفيين، جدّد فيها ما كان متوقعًا من التشديد على تطبيق القرار 1701، وذلك في الوقت الذي تدعم فيه الولايات المتحدة الأميركية ربيبتها "إسرائيل" في الحرب الوحشية على لبنان، وهي التي خرقت القرار المذكور آلاف المرات على مدار 18 عامًا.
وفيما وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري اللقاء بهوكشتاين بالجيد، لافتًا إلى أنّ "العبرة في النتائج"، قال الموفد الأميركي في كلمته إنّ "عدم تطبيق القرار 1701 هو سبب احتدام واستمرار النزاع"، مضيفًا "بعد أشهر طويلة من النزاع لم نتمكّن من حلّه وأشعر بالحزن حيال أوجاع لبنان. الوضع خرج عن السيطرة وربط مستقبل لبنان بالنزاعات ليس في مصلحة اللبنانيين" وفق تعبيره.
وتابع: "ملتزمون حل النزاع في لبنان وفقًا للقرار 1701 ولكن التزام الجانبين بالقرار 1701 ليس كافيًا والحكومة اللبنانية بحاجة للمساندة وواشنطن ملتزمة بتقديم المساهمة اللازمة"، مضيفًا "القرار 1701 نجح في وقف الحرب عام 2006 وهدفنا الوصول إلى اتفاق شامل يشمل تطبيق القرار".
وأشار إلى أن "المجتمع الدولي ملتزم إعادة الإعمار ودعم الجيش اللبناني ولن أخوض محادثات حول تعديل القرار 1701 وإنما إمكانية تطبيقه"، على حدّ قوله، لافتًا إلى أن "إدارة الرئيس جو بايدن تتطلع لضمان أن يكون هذا هو الصراع الأخير في لبنان لأجيال قادمة"، حسب كلامه.
وأردف "أميركا تريد إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، ونعمل مع لبنان و"إسرائيل" للوصول إلى صيغة تضع حدًا للنزاع القائم"، لافتًا إلى أنّ الأمور يجب أن تختلف عن السنوات الـ18 السابقة وبالتالي يجب تطبيق القرار 1701.
يوم عين التينة كان حافلًا بالزوار من الخارج، فبعد هوكشتاين حلّ أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ضيفًا على رئيس مجلس النواب الذي تزامن وصوله مع اجتماع الرئيس بري بهوكشتاين لينضم وفق معلومات "العهد" إلى الاجتماع لدقائق في سياق الدردشة، قبل أن يجتمع منفردًا مع الرئيس بري على مدار ساعة تقريبًا.
وبعد اللقاء، لفت أبو الغيط إلى أنّ "الجامعة تقف إلى جانب لبنان في هذه المحنة"، مبديًا أمله في أن "لا ننتظر كثيرًا في تحقيق الانفراجة المطلوبة لأنّ الموقف خطير والعنف "الإسرائيلي" وإهدار الحياة مثلما نشهد على الأرض يحزن الإنسان ونأسف أن نرصد هذا القدر من الإهمال من قوة تحدثت كثيرًا عن المبادئ في العالم".
وقال: "القرار 1701 محوري وينبغي تنفيذه حرفيًا وفي أسرع وقت ممكن ولا نسمح بالقسوة التي عوملت بها اليونيفيل في جنوب لبنان"، وتابع: "أكدت أولويات محدّدة أهمها وقف إطلاق النار فورًا وانتخاب رئيس للبلاد".
ورأى أنه من المحزن أن نرى "عدم اتّخاذ مجلس الأمن الدولي ردًا رادعًا على اعتداء "إسرائيل" على "اليونيفيل""، مضيفًا "من الضروري أن يحصل لبنان على ضمانات بأن لا تعاود "إسرائيل" هجماتها، كما نرفض أي تدخلات أجنبية على الأرض اللبنانية".
ولفت أبو الغيط إلى أنه تحدّث مع الرئيس بري واستمع إلى رؤيته ونقاشه مع المبعوث الأميركي وما توصل إليه من احتمالات وتفهمات، معبّرًا عن رفضه التام للعنف "الإسرائيلي" البالغ.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان بالإمكان القضاء على حزب الله، قال أبو الغيط: "القضاء على هذه الحركة والفكرة يأخذنا إلى مقال في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية والذي يقول لا تستطيع أن تلغي الفكرة".