يتواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان، لليوم الثامن والعشرين، مخلّفاً حتى يوم أمس نحو 2500 شهيد ونحو 12000 جريح. وكان عنوان اعتداءات العدو أمس استهداف فروع «جمعية القرض الحسن» في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، بعد إعلان المتحدث باسم جيش العدو، دانيال هاغاري، أنه سيهاجم «بنى تحتية» مالية تابعة لحزب الله، وتبعه المتحدث بالعربية أفيخاي أدرعي، بنشر تحذيرات وخرائط تُظهر المباني المنويّ استهدافها. وفاقت الغارات الإسرائيلية ضمن هذا السياق الـ20 غارة، استهدفت فروعاً للقرض الحسن في الجنوب والضاحية والبقاع. ومن الواضح أن هذه الاستهدافات تأتي ضمن الخطة الإسرائيلية للحرب على لبنان، والتي تتألف، وفق ما سبق أن نُشر عنها من دراسات في الكيان، من مراحل عدة، أولاها عسكرية بحتٌ، قبل أن تنتقل إلى استهداف البنية الاجتماعية والاقتصادية لـ»بيئة حزب الله» في لبنان.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن «الغارات على فروع مؤسسة القرض الحسن هدفها إضعاف علاقات حزب الله بمجتمعه». ويبدو أن العدو، باستهدافات أمس، افتتح المراحل الجديدة. كما نفّذت إسرائيل هجماتها الواسعة هذه على بيروت، رغم «الوعد» الذي أعطاه نتنياهو للرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك بذريعة استهداف منزل نتنياهو، وبسبب تكثيف المقاومة في لبنان هجماتها الصاروخية على مدن وقواعد حسّاسة في كل الشمال الفلسطيني. كما يقع نتنياهو، تحت ضغوط وانتقادات من شركائه في الائتلاف الحكومي، إضافة الى سياسيين ومحللين متطرّفين، يطالبونه باستمراره بضرب بيروت، وينتقدون موافقته على الطلب الأميركي بخفض الاستهدافات في بيروت. كذلك، من الواضح أن ثمة توجّهاً لدى المستويين الأمني والسياسي في الكيان، لاستغلال قضية استهداف منزل نتنياهو، في سياق الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران.
تستهدف هذه المرحلة من العدوان البنية الاجتماعية والاقتصادية لـ«بيئة حزب الله»
من جانبه، قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس، إن هدف إسرائيل في حربها عند الحدود الشمالية هو «تنظيف المنطقة بالكامل لإعادة المواطنين إلى بيوتهم».
في المقابل، استهدفت المقاومة، ردّاً على اعتداءات العدو على قرى الجنوب، مدينة صفد المحتلة ومستعمرتي روش بينا وكريات شمونة بصليات صاروخية، كما استهدفت قاعدة فيلون في روش بينا شرق مدينة صفد.
وفي إطار سلسلة «عمليات خيبر»، ورداً على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو، قصفت المقاومة، أمس، قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا، وقاعدة شمشون (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) غرب بحيرة طبريا، إضافة الى مدينة حيفا، بصليات صاروخية نوعية.
واستهدفت المقاومة أيضاً تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في منطقة السدانة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، في مستعمرات يعرا وشلومي وأدميت وكتسرين ويفتاح ومسكفعام، وفي ثكنات هونين ومعاليه، وقاعدة بيريا للدفاع الجوي. واستهدفت بصليات صاروخية كبيرة تجمعات قوات العدو في المدرسة ومبنى البلدية القديمة والمحيط الشرقي في بلدة مركبا، وعلى مرتفع القلعة في بليدا، وفي وادي هونين غرب بلدة العديسة، وعند بوابة فاطمة في بلدة كفركلا، بصليات صاروخية كبيرة.
استهداف الجيش واليونيفل
وفي الجنوب، قال الجيش اللبناني إن 3 من جنوده استشهدوا في استهداف إسرائيلي لآلية تابعة للجيش على طريق عين إبل - حانين. وأعلنت «اليونيفل» أن جرافة إسرائيلية هدمت في وقت سابق أمس «عمداً» برج مراقبة وسياجاً محيطاً بموقع للأمم المتحدة في مروحين. وأضافت في بيان أنها تذكّر من جديد «الجيش الإسرائيلي وجميع الجهات الفاعلة بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات». وأشار البيان إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي كان «قد طلب من اليونيفل بشكل متكرر إخلاء مواقعها على طول الخط الأزرق، وتعمّد إلحاق الضرر بمواقع الأمم المتحدة. وعلى الرغم من الضغوط التي تمارس على البعثة وعلى البلدان المساهمة بقوات اليونيفل، فإن جنود حفظ السلام لا يزالون في جميع مواقعهم. وسنواصل القيام بالمهام الموكلة إلينا في المراقبة ورفع التقارير».