…شيئا فشيئا، تنكشف صور الأحقاد السادية الوحشية الصهيونية على الحياة والماء والهواء والآثار والقرى والسياحة والبيئة والجمال والشجر في لبنان… فكل شيء مباح بالنسبة إليهم وسط "التدليل" الأميركي الفاضح لنتنياهو وجيشه غير الأخلاقي….!
تجلى هذا في استخدام الأسلحة الأميركية الفتاكة؛ مثل الفوسفورية والمستخدمة لأول مرة والمحرمة دوليًا… حيث نعثر بعد كل ضربة على الدمار المهول وتحويل الحياة إلى موت… فحجم الدمار الهائل في بعض القرى والمعالم الجنوبية كفركلا والخيام… مرورا بسوق النبطية ومبان شاهقة وأثرية في مدينتي صور وبعلبك وأحياء من الضاحية الجنوبية ومارون الراس وحديقتها الرائعة اللامعة وغير ذلك من أمكنة… يكاد لا يتخيله عقل.
إذ إنّ معالم كاملة أخفيت وخرجت منها رائحة الموت… عدا عن دفن عائلات كاملة تحت الركام ومنازل كانت بالأمس القريب تضج بالحياة!
المؤلم حقا تعمّد استهداف أماكن قريبة من المعالم الأثرية، وتضرر بعض القلاع، ونسف مقامات تعود جذورها إلى عمق التاريخ وحافظ عليها الجنوبيون بقلوبهم ورموشهم!
كأنه لم يرقَ للسادي الصهيوني الاكتفاء بزهق أرواح عشرات العائلات واستهداف مئات الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين، ليكمل جريمته برمي صواريخ محرمة، وهو ما تؤكده الوقائع وشهادات الناجين والأهالي الذين يشمون بعد كل غارة للمباني وتحديدًا بالضاحية الجنوبية لبيروت، يشمون رائحات كريهة تحدث لهم الصداع والتقيؤ…وسط شكوك قد تصل إلى اليقين في استخدام أسلحة اليورانيوم المنضد وغيرها… وهو ما تتحقق منه بعض الجهات المعنية وإن أكدته جهات أخرى…
زد على ذلك، أن قذائف الدبابات على الحدود، والتي كادت لا تهدأ…خلفت حرائق في مساحات حرجية وزراعية واسعة آتية على حقول الزيتون وأشجار معمرة والليمون والمحاصيل الزراعية من تبغ وخضار وفواكه… ويضاف إلى ذلك التهديد المباشر من الصهاينة للمزارعين باستهدافهم متى حاولوا جني محصولهم.. وهو ما حصل فعلاً في غير مكان…
ما لوث البيئة وأضر بصحة المواطنين استهداف محطات وقود.. ويضاف إلى ذلك التلوث البيئي الصوتي السمعي الناتج عن خرق جدار الصوت العنيف المرعب جدا للطفل والمسن في آن… فضلاً عن قصف طريق المصنع على الحدود اللبنانية السورية وما أحدثه من أضرار كبيرة… فضلًا عن قصف طرق ومعابر أخرى وأسواق ومؤسسات تجارية وحيوية، مثل سوق النبطية ومحال بصور…
كما أن أماكن العبادة والمدارس ومجالس العزاء والمكتبات الخاصة لم تسلم من السادية والانتقام الصهيوني… فرأينا جميعًا على شاشات التلفاز مساجد تنسف مع قراها وسط قهقهة الجنود…
مجمل القول: إن كل شيء مباح في عقيدة الصهاينة في لبنان، وهو سلوك مرضي ينطوي على تربية سيئة خطيرة على البشرية جمعاء… فهو سلوك انتقامي سادي مريض… وإلا بم يفسر استهداف أضرحة ومقابر لشهداء ومواطنين ورميها بصواريخ ثقيلة؟!