مع توسع الحرب وامتدادها إلى منطقة بعلبك- الهرمل لا يبدو أن النازحين المنتشرين في القرى الآمنة مطمئنون لجهة الحاجات المتوافرة لهم إن لناحية الاكل والأدوية وإن لناحية التدفئة على أبواب الشتاء، وخصوصا أن البقاع الشمالي منطقة باردة، ويبقى أن الأطفال هم أكبر ضحايا العدوان المتوحش الذي لم يوفر البشر ولا الحجر.
أمام هذا الواقع يقول رئيس حملة "الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية في حديث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام": "في الطريق الى بلدتي الفاكهة في البقاع الشمالي تجتاحك مشاعر الحزن والالم والوحشة وفقدان نبض حياة عايشته عمرا ، لما تشاهده من دمار عدوان اسرائيلي متوحش ممهور بشعارات عالمية براقة مزيفة ، وسرعان ما يحضرك التاريخ الظالم لعلاقة الدولة ولبنانها الكبير بالمنطقة . وما ان تصل وتباشر مهمتك الصحية في مراكز النزوح حتى تختلط مشاعر التلاقي الايجابية بالمرضى والناس مع واقع المراكز المحتضنة وتحدياتها وابرزها : الغياب شبه التام للدولة وخطط الطوارىء بمستوييها الحكومي والصحي الوزاري سواء بالاشراف التنظيمي أو بالمساعدات . حضور ضعيف لهيئات ما سمي بالمجتمع المدني ngos ومن حضر منها تشوب اعماله ارتباكات وارتكابات . الادوية بحاجة الى ترتيب العلاقة مع مراكز الرعاية الصحية كما تنظيم توزيعها والاهم التدقيق في اختيارها للهدف الصحيح وبدون عشوائية. المخاطر الناتجة عن الاكتظاظ البشري و ضعف متطلبات النظافة العامة والفردية ما يهدد بامراض جلدية وفيروسية ستزداد مع التدخين داخل غرف مكتظة الأمر الذي يدفع ثمنه غير المدخن. تحديات التدفئة التي فرضها برد المنطقة القارس. الانطباع الاكثر ايلاما مشهد الاطفال المتاثرين بفعل القصف والرعب انهيارات عصبية وتبولا لااراديا وغيره عند سماع صوت قوي ،ما يتطلب استحضار حفاضات لاعمار حتى ٧ و ٨ أعوام ويتطلب اهتماما نفسيا وزرع الامان في النفوس. لا بد من التوجه بالشكر لمدارس البلدة واداراتها والمشرفين لما يقومون به في مواجهة تجربة صعبة لوجستيا واجتماعيا ".
ختم: " لكن اللافت في الأمر أن المنطقة لا تحظى بتغطية إعلامية كافية تعكس معاناة النازحين والأهالي على حد سواء، ما يزيد الصعوبات التي لو أخذت حقها إعلاميا لتلقّت ربما الحلول المطلوبة".