أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 200 طفل استشهدوا في لبنان، بمعدل "أكثر من ثلاثة" أطفال يوميًا، في غضون شهرين تقريبًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان. ومن جهة أخرى، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن 13% من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها.
يونيسف: تشابه مخيف لما يتعرض له أطفال لبنان مع غزة
وقال المتحدث باسم يونيسف جيمس إلدر، في تصريح صحافي في جنيف: "رغم مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين، إلا أن اتجاهًا مقلقًا يبرز ويظهر أنه يجرى التعامل بلامبالاة مع هذه الوفيات من جانب هؤلاء القادرين على وقف هذا العنف"، مضيفًا: "نأمل ألا يشهد العالم مرة أخرى استمرار نفس مستوى القتل الدموي للأطفال في غزة، على الرغم من وجود أوجه تشابه تقشعر لها الأبدان بالنسبة للأطفال في لبنان".
وحدّد إلدر أوجه التشابه بين أثر العدوان الإسرائيلي على لبنان مع العدوان على غزة في أربع نقاط تشمل وجود مئات الآلاف من الأطفال بلا مأوى في لبنان، واستهداف الاحتلال الكثير من البنى التحتية التي يحتاج الأطفال إليها، مضيفًا: "وعلى الرغم من الجهود التي بُذلت في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني لفتح بعض المدارس أبوابها أمام الأطفال في لبنان، فقد أُغلقت جميعها مرة أخرى، نظرًا لتوسع نطاق الهجمات خلال عطلة نهاية الأسبوع". واصفًا التشابة الرابع مع غزة بـ"المخيف" ومشيرًا إلى: "التأثير النفسي الخطير على الأطفال، فقد أصبحت علامات الاضطراب النفسي مقلقة وواضحة بشكل متزايد".
عن الاستجابة للأزمة الإنسانية في لبنان، أشار إلدر خلال المؤتمر الصحافي إلى أن يونيسف قدمت عشرات الآلاف من البطانيات وأكياس النوم والفرش ومستلزمات النظافة والوجبات الغذائية وجهّزت مئات الحمامات والمراحيض في مراكز الإيواء. كذلك دعمت إعادة فتح المدارس الرسمية والفرق الصحية المتنقلة في الوصول إلى الأطفال. مضيفًا: "نُقدم أيضًا الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال. ونوفّر أطنانًا من الإمدادات الطبية لنظام صحي يتعرّض للهجوم. وعملنا في مجال المياه ساعد 450 ألف شخص في الحصول على المياه الصالحة للشرب. معلّقًا: "كل هذا تقوم به اليونيسف على الرغم من أنّ نداءها الأخير جرى تمويله بنسبة أقل من 20 في المائة. ومع اشتداد الهجمات، يزداد مستوى الحاجة".
الصحة العالمية: تضرر 13% من مستشفيات لبنان
من جهة أخرى، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن 13% من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها، ما أدى إلى الحد بشكل كبير من الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية. وأكدت المنظمة وقوع 136 هجوما على المرافق الصحية منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن استشهاد 212 شخصا من العاملين في مجال الصحة باستشهاد 70 شخصا الأسبوع الماضي.
من جهته، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بأن المدنيين وعمال الإغاثة والعاملين في مجال الصحة في لبنان لا يزالون يتأثرون بتصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على جميع أنحاء البلاد، مع استمرار الهجمات على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، وتعرضها لغارات جوية، ما تسبب في فرار مزيد من الناس من منازلهم.
ويواصل شركاء الأمم المتحدة في مجال الصحة بلبنان دعم الاستجابة التي تقودها الحكومة، وحتى 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تلقى أكثر من 300 مركز صحي أدوية لدعم النازحين. حيث تقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وشركاؤها أن مليون شخص بحاجة ماسة إلى دعم المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء البلاد، حيث ساعدت "يونيسف" منذ منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي في إصلاح مرافق المياه التي وصلت إلى 1.5 مليون شخص.
كما أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتوزيع أكثر من 428 ألف مادة إغاثية على نحو 230 ألف نازح في مختلف أنحاء لبنان منذ سبتمبر من هذا العام. يذكر أن لبنان يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ أكثر من عام، زادت وتيرته منذ نهاية سبتمبر الماضي، ما أدى إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين، ونزوح أكثر من مليون شخص.