أوراق اجتماعية

‏وزراء ونواب واتحادات بلديات بعلبك الهرمل بحثوا مع النابلسي في ملف مسح الأضرار ورفع الأنقاض

post-img

عقد اجتماع في قاعة اتحاد بلديات بعلبك، بحث في موضوع مسح أضرار العدوان "الإسرائيلي" ورفع الأنقاض في محافظة بعلبك الهرمل وقضاء زحلة، وآليات العمل في هذا الملف، حضره وزيرا الأشغال العامة والنقل والزراعة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية وعباس الحاج حسن، رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب حسين الحاج حسن، والنواب: غازي زعيتر، علي المقداد، رامي أبو حمدان، إيهاب حمادة، وملحم الحجيري، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة العميد بسام النابلسي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلًا برئيسة دائرة البلديات في المحافظة هبة زعيتر، علي محمد الحاج ممثلًا الاستشاري "شركة خطيب وعلمي"، مسؤول مكتب الشؤون البلدية في حركة أمل بسام طليس، مسؤول المكتب في إقليم البقاع صبحي العريبي، مدير مديرية العمل البلدي في حزب الله في البقاع الشيخ مهدي مصطفى، معاون مسؤول منطقة البقاع في حزب الله هاني فخر الدين، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، ورؤساء اتحادات بلديات.

الحاج حسن

بعد الوقوف دقيقة إجلالًا لأرواح شهداء الجيش والشعب والمقاومة، قال النائب الحاج حسن: "الآن، أمامنا مهمّة كبيرة تتمثل في إعادة إعمار لبنان. لقد بدأنا بالفعل العمل في هذا المجال. بدأنا بتقديم المساعدة في إيواء العائلات المتضررة من خلال توفير المنازل البديلة أو تأثيث المنازل، وقد بدأنا أيضًا بعمليات الترميم، ونحن نعمل على توثيق هذا العمل، لأن هناك حالات من الضرر تتطلب الإسراع في ترميم المنازل".

وتابع: "نطالب الجهات المعنية في الدولة، وخصوصًا الهيئة العليا للإغاثة، بضرورة البدء في الكشف عن الأضرار في المنازل المتضررة بسرعة. فقد بدأ بعض المواطنين بعمليات الترميم بأنفسهم، وبعضهم الآخر يحتاج إلى الدعم لإزالة الركام والبدء في أعمال البناء. كما نطالب بزيادة السرعة في تنفيذ عمليات هدم البيوت المهدمة، لأن هذا سيؤثر في خطط إعادة البناء".

وأكد أن "هناك ضرورة لاستعجال العمل في إصلاح المستشفيات، المراكز الصحية، المدارس، المراكز الحكومية، ومرافق الكهرباء والمياه، والمرافق التجارية والصناعية والزراعية والسياحية، لأن بعض المناطق تعاني من بطء في تقديم الخدمات الأساسية. ونطالب الجهات المعنية بأن تسرع في تقييم الأضرار، وتبدأ العمل على إصلاح الأضرار في القطاعات المختلفة".

وأردف: "في ما يخص المواقع الأثرية، من المهم الإسراع في الكشف عن الأضرار التي لحقت بها، وبخاصة المواقع الأثرية في بعلبك التي هي من بين المواقع العالمية المهمة".

وختم الحاج حسن مشيرًا إلى "أننا قد قمنا بتجهيز قائمة بأسماء رؤساء البلديات واتحاداتها، وأرقام هواتفهم، لتسهيل التواصل مع المعنيين من أجل تسريع عملية تقييم الأضرار والإغاثة. وندعو الجميع إلى تسريع وتيرة العمل، فنحن بحاجة إلى تنفيذ هذه المهام بأسرع وقت ممكن".

حمية

وأشار الوزير حمية إلى أنه "منذ اليوم الأول لوقف العدوان "الإسرائيلي" على مختلف القرى والبلدات والمدن، بدأنا في وزارة الأشغال، بمباشرة صلاحياتنا اعتبارًا من الساعة الرابعة صباحًا، وكان همنا الأساسي حينها هو إعادة فتح الطرقات في جميع المناطق المتضررة".

وتابع: "في ما يتعلق بمسح الأضرار وإزالة الأنقاض وإعادة الإعمار، انصبّت النقاشات خلال الأيام العشرة الأولى بعد وقف إطلاق النار على تحديد الجهات المختصة التي ستتولى هذه المهام، بهدف الشروع في عملية إعادة الإعمار، وقد جرت هذه النقاشات بالتنسيق مع أهلنا أبناء المناطق المتضررة، للوصول إلى رؤية مشتركة ومنسجمة. وبناءً على ذلك، صدر القرار من الحكومة الأسبوع الماضي بتكليف كلّ من مجلس الجنوب في محافظتي الجنوب والنبطية، والبقاع الغربي، واتحاد بلديات الضاحية الجنوبية بمهمة مسح الأضرار ورفع الأنقاض، على أن يتم ذلك بالتعاون مع الهيئة العليا للإغاثة التي ستقدم الدعم الفني، أما بقية المناطق اللبنانية، فقد أُسندت مهمّة مسح الأضرار فيها إلى الهيئة العليا للإغاثة بالتعاون مع شركة "خطيب وعلمي" الاستشارية. وفي ما يتعلق بإزالة الأنقاض، صدر قرار من رئيس الحكومة يوم الاثنين بتكليف اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية المسؤولية عن هذه المهمّة ضمن نطاقها الجغرافي".

وأضاف: "لقد عقدنا العديد من الاجتماعات لتحقيق هدفين رئيسيين:

1. السرعة في الإنجاز، لضمان إزالة الأنقاض بأسرع وقت ممكن، إذ إن بقاء الأنقاض يعرقل استعادة الحياة الطبيعية في المناطق المتضررة.

2. الشفافية في العمل: وهو هدف أساسي لضمان مصداقية الجهود الحكومية، بخاصة مع الحاجة إلى طلب المساعدات الدولية. ولذلك، شددنا على ضرورة أن تلتزم الحكومة اللبنانية بأقصى درجات الشفافية لتشجيع الدول والمؤسسات الدولية على تقديم الدعم اللازم".

وأردف: "في هذا السياق، تم إعداد دفتر شروط بالتعاون مع شركة "خطيب وعلمي" الاستشارية، بما يتماشى مع قانون الشراء العام. وقد حصل دفتر الشروط على موافقة إدارة الشراء العام صباح يوم الثلاثاء الماضي، وعُقد اجتماع نهائي يوم الأربعاء في وزارة الأشغال بحضور الجهات المحلية والدولية المعنية، وتم إدراج دفتر الشروط ضمن جدول أعمال مجلس الوزراء في جلسته المقبلة".

وختم حمية: "ابتداءً من صباح يوم الأربعاء، باشرت الجهات المعنية، وهي اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، ومجلس الجنوب، والهيئة العليا للإغاثة، بتنفيذ الأعمال المتعلّقة بإزالة الأنقاض بشكل مباشر. أما مهمّة مسح الأضرار في المناطق الأخرى، فقد تم تكليف الهيئة العليا للإغاثة بها، بالتعاون مع شركة "خطيب وعلمي" والاتحادات البلدية المختلفة. إننا ندرك بأن هذا الطريق طويل، ولكننا مستمرون في متابعة الخطوات بشكل منهجي ودقيق، بهدف إعداد ملف شامل ومتكامل لعملية إعادة الإعمار".

وزير الزراعة

وقال الوزير الحاج حسن: "تجربتنا مع إغاثة أهلنا الصامدين والنازحين ومراكز الإيواء كانت صعبة، كفى تأخيرًا من الحكومة ومن اللجنة. نتمنّى في هذه المرحلة ألا يكون هناك تأخير، لأننا نعلم تمامًا أن موضوع التمويل هو أمر أساسي".

وتحدث عن الشق المتعلّق بمسح الأضرار الزراعية، معتبرًا أن "الحكومة شكلت لجنة مع الوزير حمية تمثل جميع الهيئات الحكومية والإدارية، ولكن في ما يخص الشق الزراعي، فإن هذا الأمر يقع تحت مسؤولية وزارة الزراعة. لأننا أيضًا قد وضعنا خطة كاملة، شركاؤنا فيها الهيئات الأممية التي تعمل، ونحن نتحدث تحديدًا عن الفاو، الـWFP، والـWNDP. بالطبع، هذا الأمر إن شاء الله سيكون قد حُسم نهائيًا الأسبوع القادم".

وتابع: "لدينا طاقم بشري مكون من 600 كادر سيكونون على الأرض، وشركاؤنا جميعًا من البلديات وصولًا إلى كلّ المعنيين على صعيد الوطن. لدينا تحديدًا أربع محافظات: النبطية، الجنوب، البقاع الأوسط، وبعلبك الهرمل، لكي نتمكّن خلال شهرين من الآن من إجراء مسح زراعي. بالطبع، إخواننا في حزب الله، جزاهم الله خيرًا، يقومون بإجراء المسح، وإخواننا في حركة أمل قاموا أيضًا بالمسح. وباقي التنظيمات والأحزاب قد قاموا بذلك أيضًا بشكل جيد. ولكن هذا لا يعني أن نتخلى عن دورنا كوزارة وكحكومة، فهذا الأمر أساسي". 

النابلسي

بدوره، قال العميد النابلسي: "جئنا اليوم لنعاين على الأرض حجم المعاناة والضرر الذي لحق بنا جراء العدوان، وذلك لكي نتمكّن من تقدير المبالغ التي نحتاجها لمسح الأضرار وإزالة الردم وبدء عملية إعادة الإعمار. إنها مهمّة كبيرة جدًا، وإن شاء الله سيكون العمل على المسح والتقييم دقيقًا ومهنيًا". 

وأمل أن "يبدأ العد العكسي لعملية الترميم، ونحن في طور التحضير لإجراء المسح الميداني. لن نوفر جهدًا في سبيل الوصول إلى الهدف بأسرع وأضمن طريقة ممكنة، مع تجنب جميع الصعوبات التي قد نواجهها".

وأشار إلى أن "إعادة الإعمار والمسح يتطلبان أموالًا ضخمة، ولذلك نحتاج إلى أن تكون الخطوة الأولى، وهي إزالة الردم، ناجحة تمامًا، بحيث نعطي صورة واضحة ومقبولة لأي جهة مانحة، مما يساعدنا في إقناعهم بأن الأموال ستذهب إلى أصحاب الحاجة بشكل شفاف وسليم".

زعيتر

بدوره رأى النائب زعيتر أن "من واجب الحكومة وضع خطة متكاملة. ليس من المقبول أن تقتصر الأمور على بدء العمل في الضاحية، بل يجب وضع خطة شاملة، تبدأ بالعمل الفعلي في جميع المناطق المتضررة على حد سواء"، وقال "لنكن واضحين، الخطة يجب أن تكون شاملة لجميع المناطق المتضررة في لبنان، وليس فقط تخصيص العمل لمناطق معينة، وإنما ينبغي على الحكومة وفرق العمل التابعة للهيئات أن تتوزع على جميع المناطق المتضررة".

وتابع: "يجب علينا أن نستقبل هؤلاء المهجرين، وأن نعمل على توفير كلّ سبل الدعم لهم حتّى يتمكّنوا من العودة إلى قراهم بسلام وأمان، معززين مكرمين، وألاّ يتعرضوا لأيّ تهديد أو صعوبات أخرى. أرجو أن يتم أخذ هذه النقطة في الاعتبار في الجلسات القادمة، وأن يتم التنسيق بين الهيئة العليا للإغاثة والوزارات المعنية، وأن نتعاون جميعًا لتحقيق ذلك".

المقداد

وأثار النائب المقداد موضوع النازحين اللبنانيين من قراهم وبلداتهم في ريف القصير، معتبرًا أن "هذا الموضوع بالغ الأهمية، ويكتسب الآن من الأهمية بمقدار ما يتعلق بإعادة الإعمار ورفع الردميات. خاصةً وأن هناك أطفالًا في الشوارع، وهناك مرضى لا يستطيعون الحصول على العلاج، بل حتّى الصليب الأحمر الدولي عجز عن نقل المرضى الذين يموتون على الحدود بين جوسيه والمصنع، ولم يتمكّن من إيصالهم إلى المناطق الآمنة".

وأردف: "أعلم أن هذه القضية ليست مسؤوليتكم، ولا هي موضوع اجتماعنا اليوم، لكن من الضروري أن نلفت الانتباه إلى هذه الحالات الإنسانية الملحّة. هل سمعتم يومًا من الهيئة العليا للإغاثة أو من هيئة الطوارئ أو لجنة إدارة الكوارث شيئًا عن هذه الحالات في الإعلام؟ هل سمعتم أحدًا يطرح هذا الموضوع؟ لم يُذكر أي شيء عن هؤلاء الناس الذين يعانون".

وأوضح: "بالأمس، عملنا على مساعدة أكثر من 200 شخص على الحواجز الداخلية اللبنانية، وكان من المستحيل أن يمروا رغم أنهم يحملون الهوية اللبنانية. ليس عن الحدود فقط نتحدث، بل عن الحواجز داخل لبنان. هناك أشخاص، بمن فيهم الأطفال، اضطرّوا للبقاء في العراء لمدة ثلاثة أيام، لا يستطيعون المرور حتّى لمسافة 100 متر من الحاجز".

وطالب المقداد بأن "يكون هناك تدخل عاجل. هناك مشكلة كبيرة، ويجب أن نبدأ بحلول حقيقية من الداخل، لا يمكن أن نترك الأمور هكذا. هناك أشخاص، سواء كانوا من المواطنين أو من أهل المنطقة، يستحقون الشكر على ما قدموه من دعم. كما نقدر دور بعض البلديات والأفراد الذين فتحوا بيوتهم لمساعدة المحتاجين، لكن هذا لا يكفي".

حمادة

من جهته، تطرق حمادة أيضًا إلى موضوع اللبنانيين النازحين من بلداتهم ومزارعهم في سورية، فقال: "هناك قضية مهمّة تتعلق بلبنانيين يعيشون في أكثر من 33 قرية ومزرعة في ريف القصير وحمص. هؤلاء اللبنانيون موجودون في مناطق كانت جزءًا من لبنان قبل أن تُحدد الحدود مع سورية، حيث تعود ملكياتهم العقارية إلى أيام الاحتلال العثماني وإلى تاريخ يمتد لأكثر من 500 عام. هؤلاء اللبنانيون هم أصحاب حق في أراضيهم وممتلكاتهم، يقدر عددهم بحوالي 5000 وحدة سكنية، ومن بينهم عائلات معروفة مثل بيت النائب غازي زعيتر وبيتي، وهؤلاء اللبنانيون ينتشرون شرق وغرب نهر العاصي. مع الأسف، تم تدمير هذه المناطق بالكامل، حيث تم حرق وسرقة جميع المنازل، وأصبح هؤلاء اللبنانيون مشردين في لبنان الآن، وبشكل خاص في مناطق مثل الهرمل". 

وفيما سأل حمادة "هل يعرف اللبنانيون في الداخل ما حدث؟"، قال "لم نسمع أي تصريح رسمي من الحكومة اللبنانية أو أي جهة مسؤولة حول ما جرى لهذه العائلات. هؤلاء اللبنانيون لا يقتصرون على كونهم نازحين بل هم أصحاب هوية لبنانية ومواطنون يستحقون الدعم، ولكن لم نسمع أي صوت رسمي يدافع عنهم أو يطالب بحمايتهم".

ولفت إلى "أنهم يعيشون الآن في ظروف صعبة جدًا، فغالبيتهم موجودون في لبنان، ولكنهم لا يعرفون هنا أي شيء عن أرزاقهم أو أعمالهم أو بساتينهم التي دُمّرت. حتّى الأشجار في بساتينهم تم قطعها، وهذا يشمل أيضًا محلات تجارية، سوبر ماركت، عيادات طبية، بيوت، مزارع، ومعامل ألبان وأجبان، حيث كان اقتصاد كامل لهذه العائلات ينعكس على حياتهم وحياة 30 ألف نسمة".

وتابع: "أما عن الهيئة العليا للإغاثة والحكومة اللبنانية، فلا يبدو أن هناك أي تحرك جاد لحل مشاكل هؤلاء اللبنانيين. وزير الشؤون الاجتماعية كان موجودًا في الهرمل اليوم، ولكن لم يكن هناك أي اهتمام حقيقي أو تواصل مع البلديات أو مع الأشخاص المتضررين. هل هذه هي الدولة التي نريدها؟ هل هذه هي الحكومة التي يجب أن تكون موجودة لمساعدة مواطنيها؟".

وتمنى حمادة "أن نسمع أفعالًا لا مجرد كلمات، لأن هذا ليس موضوعًا يخص المسؤولين السياسيين فقط بل هو قضية إنسانية تستدعي تحركًا حقيقيًا".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد