أوراق سياسية

فضل الله: إعادة الاعمار أولوية والدولة مسؤولة عن مواجهة الخروقات الصهيونية

post-img

أحيا حزب الله ذكرى شهداء بلدتي عيتا الجبل وبرعشيت الذين قضوا في العدوان الصهيوني على لبنان باحتفالين تكريميين أقيما في حسينية البلدتين، بحضور جمع من العلماء وحشد من ابناء البلدتين، ومشاركة النائب حسن فضل الله الذي ألقى كلمة حزب الله فأكد أن تضحيات هؤلاء الشهداء منعت الجيش "الإسرائيلي" من احتلال جنوب الليطاني وتهجير أهل الجنوب لإقامة منطقة عازلة، وأنّ مقاومةً يستشهد فيها سماحة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين ويستشهد فيها هؤلاء القادة والمجاهدين لا يمكن أن تتراجع أو تُهزم أو تضعُف أو أن ينتزع أحد منها في لبنان أو في المنطقة سلاحها".

وقال إنّه "عندما يستشهد القادة نزداد قوة وتمسكًا بمقاومتنا"، مضيفًا: "في الحرب قلنا لهم على الملأ وفي مواجهة آلة القتل "الإسرائيلية" إنّ شعبنا في لبنان اليوم هو أكثر تمسكًا بالمقاومة وبسلاحها وبوجودها، ولا نتحدث عن حزب الله السياسي، نحن نتحدث عن المقاومة التي قاتلت في الجنوب وفي كل لبنان والتي ستواصل هذا الطريق وهي قدمت تضحيات وأثمان ولديها آلام وأوجاع وغصة ودمعة لكنها أسقطت أهداف العدو وبقينا في أرضنا وعدنا إلى قرانا مرفوعي الرأس بفضل هذه الدماء".

وأردف فضل الله: "عندما حصل الاتفاق على وقف إطلاق النار، نحن وافقنا من موقع القوة، لأننا كنا نقول منذ اليوم الأول أننا لا نريد لهذه الحرب أن تستمر، ولكننا لم نوقفها بأي ثمن وكيفما كان، أوقفناها على أسس وقواعد قبلنا بها، ولم تكن لدينا مشكلة في يوم من الأيام أن تكون السلطة في جنوب الليطاني وفي أي مكان للجيش اللبناني، والجيش اللبناني كان متواجدًا على الحدود واستُهدف من قبل العدو "الإسرائيلي" وقضى له شهداء، واليوم ليست لدينا أية مشكلة على الإطلاق في أن ينتشر الجيش ويعزز وجوده ويتحذ الإجراءات المناسبة".

وقال: "نحن على تنسيق وتوافق مع الجيش اللبناني، وإن كان هناك أي أمر يحتاج للمعالجة نعالجه معه، وعندما كانت تجري المفاوضات السياسية وضعنا شرطًا بأنّ الأمن في لبنان للبنانيين، وأنّ السلطة على الأرض اللبنانية تكون للقوى الرسمية اللبنانية ولا نقبل بأية وصاية خارجية، ولا نقبل بأية إجراءات خارجية، واليونيفيل تعمل وفق قواعد الاشتباك ووظيفتها دعم وإسناد الجيش اللبناني، والجهة المسؤولة عن الجيش هي الحكومة اللبنانية، ولا مشكلة لدينا في هذا الأمر في كل لبنان، ونحن نريد للدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها، والمقاومة في الأصل وُجدت نتيجة غياب الحماية التي كان من المفترض أن توفرها الدولة من عام 1948 إلى يومنا هذا".

وحول الخروقات الصهيونية، رأى فضل الله أنّ "هناك فرصة أمام الدولة اللبنانية لتؤكد القدرة على توفير الحماية، وفي هذه الستين يومًا نحن نترك الفرصة للحكومة فلتجري اتصالاتها ولتقم بإجراءاتها المطلوبة، وتُتابَع مع الحكومة والمعنيين، والمقاومة تعرف ماذا عليها أن تفعل في مواجهة هذه الخروقات".

وشدد على أن هذه الاعتداءات "الإسرائيلية" هي محاولة لفرض معادلة جديدة، ولكن من زاوية أخرى بالنسبة لنا هذه واحدة من الأدلة على الحاجة الوطنية إلى المقاومة لكي تحمي وتدافع عن بلدها، ونحن لسنا بحاجة إلى دليل على الحاجة إلى المقاومة، ولكن خطاب كثيرين في البلد يتحدث عن أن القرارات الدولية تحمي، فهذا العدو منذ وقف إطلاق النار يعتدي على لبنان، وسأل: "فليقل لنا الذين يدعون أن هناك مجتمع دولي وقرارات دولية كيف سيحمون البلد؟".

وتطرّق فضل الله للحديث عن ملف إعادة الإعمار، موضحًا أن "حزب الله يعطي هذا الملف الأولوية وهو يحتاج إلى تعاون وصبر لأننا لا نزال نشيع شهدائنا والعدو لا يزال يمارس اعتداءاته وفي بعض القرى هناك تواجد للعدو، ومع ذلك العمل بدأ وسيجري مسح لجميع الأضرار، وهناك آلية محددة من قبل حزب الله، فالأضرار مهما كان حجمها ستعالج، وملف الايواء تتم متابعته من خلال لجان محلية".

وأردف النائب فضل الله: "نحن نعرف أنّ الناس تريد أن تسكن في بيوتها في أسرع وقت، ولكن هذا يحتاج إلى إجراءات ولجان كشف كي يتمكن كل شخص من أخذ ما يستحق، ويجب أن نتساعد فيما بيننا، وأي مواطن يواجه مشكلة سنحاول معالجتها، فتشكيلات حزب الله تعمل على مدار الساعة ليعود الناس إلى بيوتهم بعزة وكرامة، وفي الموازاة نتعاون مع الحكومة كي تبدأ ازالة الردم ومسح الأضرار والتعويض بمعزل عما يقدمه حزب الله، وهناك ملفات أخرى لها علاقة بإصلاح الأضرار في شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات وقد بدأ العمل فيها وأنجز بعضها وتحتاج إلى مزيد من الجهد وهي قيد المتابعة من قبلنا مع الجهات المعنية".

أمّا في ما يتعلّق بالأحداث الجارية في سورية، قال فضل الله: "عندما واجه حزب الله تنظيم "داعش" في سورية في 2012 كان إلى جانب الدولة والجيش، وكان موقفنا أننا في موقع المساندة للجيش السوري من أجل أن نمنع الخطر عن بلدنا لأنّ هؤلاء استهدفوا بلدنا واحتلوا الجرود واعتدوا آنذاك بالسيارات المفخخة والانتحاريين وما شابه، وكان هناك خطر من "داعش" بتهديدها للمقامات والمقدسات، وعلى مدى 5 سنوات من 2012 إلى 2017 حمينا بلدنا وقدمنا الدعم للجيش السوري كي يمنع هذا المشروع من السيطرة على سورية والذي تمدد في العراق".

 

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد