أوراق سياسية

جلسة الخميس.. تنافس سعودي ـ قطري على تسويق رئيس!

post-img

غسان ريفي ـ سفير الشمال
    
ثلاثة أيام تفصل اللبنانيين عن جلسة التاسع من كانون الثاني الجاري والتي قيل عنها الكثير، وصولا الى رغبة رئيس مجلس النواب نبيه بري بوصل النهار بالليل وتأمين كل المستلزمات التي قد يحتاجها نواب الأمة للبقاء في القاعة الى أن يتصاعد الدخان الأبيض من قبة البرلمان.

لا شك في أن محاولات الرئيس بري تعكس إرادة صادقة في أن يكون للبنان رئيسا للجمهورية يوم الخميس المقبل، إلا أن الرياح النيابية ما تزال تسير بعكس ما تشتهي سفن عين التينة، في ظل الانقسامات السياسية والتجاذبات القائمة حول هذا الاستحقاق، الذي عاد المعنيون فيه الى تعليق فشلهم في التوافق على شمّاعة مصطلح “المواصفات” علما أن الوقت المتبقي لفتح صندوقة الاقتراع لم يعد يحتمل مثل هذا الترف، بل يتطلب طرح الأسماء المرشحة علناً لإختيار واحد منها للإنتقال من المجلس النيابي الى قصر بعبدا.

حتى الآن لا شيء محسوما في جلسة الخميس، حيث تشير موازين القوى الى أن فريقا بمفرده لا يستطيع أن يأتي برئيس للجمهورية، لا بـ 86 صوتا، ولا حتى بـ65 صوتا، وبالتالي فإن طرق التوافق الجزئي أو الشامل ما تزال غير سالكة وغير آمنة.

هذا الواقع يؤكد بما لا يقبل الشك أن الطبقة السياسية اللبنانية ما تزال قاصرة عن تحديد خياراتها، وأن الاستحقاقات الكبرى كانت وما تزال وستبقى بحاجة الى وصاية دولية أو إقليمية أو عربية، إنطلاقا من ثابتة أن رئيس الجمهورية لا يأتي إلا بقرار دولي ـ إقليمي وبتوافق محلي وهما غير متوفرين حتى الآن، حيث أن “المواصفات” التي عادت لتتصدر المشهد تغطي على خلافات اللجنة الخماسية، وعلى إنقسامات المكونات السياسية اللبنانية، وتفتح المجال أمام مزيد من التدخلات الخارجية في الاستحقاق الرئاسي.

هذه التدخلات فرضت نفسها خلال الأيام الماضية، حيث أشارت المعلومات الى حراك قطري ناشط منذ أسبوعين على خط التيارات السياسية بهدف تسويق أحد المرشحين ممن يدعم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وصولهم ويعمل على إقناع بعض الكتل النيابية بهم وصولا الى تأمين فوزه بـ65 صوتا في الجلسات المتتالية المفترض أن يعقدها الرئيس بري يوم الخميس المقبل.

وتضيف المعلومات أن المملكة العربية السعودية سارعت من خلال الوفد التي أرسلته الى لبنان برئاسة الأمير يزيد بن فرحان الى قطع الطريق على المحاولات القطرية، بالدخول كشريك مضارب على خط التسويق، حيث أوحى بن فرحان لكتل نيابية برغبة السعودية بوصول قائد الجيش العماد جوزيف عون الى سدة الرئاسة، وإكتفى بعرض المواصفات التي تنطبق عليه أمام كتل أخرى، كما أعطى إشارات واضحة عن أن لبنان سيكمل الطريق بمفرده إذا ما تم إنتخاب رئيس لا يرضي أشقاءه وأصدقاءه.

إستمع بن فرحان من الرئيس نبيه بري الى المعوقات التي تحول دون وصول العماد عون بما في ذلك تعديل الدستور، ولمس من كتل نيابية أخرى ومستقلين عدم ممانعة بإنتخابه، وخرج غير مرتاح من لقاء سمير جعجع الذي رفض الرغبة السعودية بفعل طموحاته الرئاسية التي كشفتها أكثر فأكثر تصريحات الحاج وفيق صفا من الضاحية الجنوبية أمس، وكانت بمثابة إستدراج كل من حول جعجع الى تأكيد ترشيحه، ما يشير الى أن لا مصلحة للقوات وحلفائها في المعارضة بجلسة يوم الخميس المقبل، بإنتظار دخول الرئيس ترامب الى البيت الأبيض عسى ولعل يصار الى توفير ظروف وصول قائد القوات الى سدة الرئاسة.

كل ذلك، يؤدي الى إستبعاد فرضية أن تسفر جلسة الخميس عن رئيس، إلا إذا ذللت مساعي الساعات المقبلة بعض العقبات، وجاءت كلمة السر مع وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين اليوم الى لبنان.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد