ديانا غسطين ـ سفير الشمال
في جلسة استثنائية، وبحضور الوفود الديبلوماسية العاملة على الاراضي اللبنانية، انتخب مجلس النواب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية بغالبية ٩٩ صوتاً من اصل ١٢٨ من الدورة الثانية، بعد أن تعذر حصد اكثرية الثلثين في الدورة الاولى.
من هو قائد الجيش الذي اضحى الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية والاول بعد مئوية لبنان الكبير؟
جوزيف عون، ابن بلدة العيشية الجنوبية، المولود في سن الفيل يوم ١٠/٠١/١٩٦٤، حائز على اجازة في العلوم السياسية بإختصاص الشؤون الدولية، واجازة في العلوم العسكرية. متأهل من السيدة نعمت نعمه واب لولدين خليل ونور.
ابن الجنوب الذي تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط في العام ١٩٨٣، ترقى في الرتب وصولاً الى تعيينه عماداً وقائداً للجيش بتاريخ ٠٨/٠٣/٢٠١٧ في عهد الرئيس السابق العماد ميشال عون.
والجدير ذكره، ان الرئيس الجديد، وابان خدمته في المؤسسة العسكرية اثبت مناقبية وكفاءة عاليتين اسهمتا في تبؤئه مراكز ذات مسؤولية عالية، كما نال اوسمة عدة.
الى ذلك، فإن محطات عديدة في مسيرة العماد عون اثمرت في جعله شخصية محبوبة، مقدّرة وذات ثقة، داخلياً وخارجياً منها معركة فجر الجرود ضد تنظيم الدولة الاسلامية سنة ٢٠١٧. اما المحطة الابرز التي طبعت مسيرة القائد، فكانت يوم منع التعرض للمدنيين الذيت افترشوا الشوارع مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية ابان ثورة تشرين عام ٢٠١٩. ولا تغفل عن الذاكرة ما قام به عون لدعم عناصر الجيش اللبناني بعد ما اثرت الازمة الاقتصادية على اوضاعهم الحياتية، حيث عمل جاهداً على تأمين مساعدات من دول مختلفة مثل الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وقطر والسعودية لتحسين اوضاع العسكريين. ناهيك عن وقوف الجيش تحت قيادة عون الى جانب المقاومة في حربها الاخيرة ضد العدو الاسرائيلي مقدماً التضحيات الجسام في سبيل الحفاظ على الارض.
من جهة اخرى، فإن تحديات كبيرة تطل برأسها مع العهد الجديد والحكومة المنتظر تشكيلها بدءاً من تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار مع العدو الاسرائيلي في الجنوب، والالتزام بكل مندرجات القرار الاممي ١٧٠١، وصولاً الى اعادة اعمار ما دمرته الحرب الاسرائيلية الاخيرة من الجنوب الى البقاع فالضاحية الجنوبية لبيروت .
والى جانب الشق الامني، يحل الطبق الاقتصادي ضيفاً اساسياً على طاولة العهد الجديد، ان لجهة استعادة اموال المودعين او لجهة لجم تدهور سعر صرف الليرة واعادة الثقة بالقطاع المصرفي والقيام بالاصلاحات الاقتصادية اللازمة لاعادة انتعاش الحياة الاقتصادية. اما المعضلة الاهم التي على الرئيس وفريق عمله الجديد المباشرة بها فتتمثل بإعادة بناء الدولة واصلاح مؤسسات القطاع العام التي اكل الدهر على قوانينها وشرب، واستشرى في داخلها الفساد حتى باتت اشبه بـ “حارة كل مين ايدو الو”.
اذاً، هو ضغط خارجي دولي انعكس اجماعاً داخلياً افضى الى انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية. وكما جاءت الخطوة عيدية للرئيس الجديد عشية عيد ميلاده الواحد والستين، عساها تكون عيدية للبنانيين بالعام الجديد وولادة للبنان الواحد الموحد، لبنان ملتقى الحضارت، لبنان “الرسالة”.