أوراق اجتماعية

سيارات للنازحين عالقة في العراق

post-img

صحيفة الأخبار 

بعد شهرين على وقف الحرب، وحلّ معضلة عودة غالبية النازحين اللبنانيين من العراق جواً، توشك حكومة بغداد على إقفال ملف «ضيوف العراق»، وتتحدّث مصادر عن «إمكان أخذ قرار بانتهاء مهلة الاستضافة أواخر الشهر الجاري، ما يحتّم على النازحين العودة الطوعية إلى بلدهم أو الاستحصال على إقامات شرعية». إلا أن الملف لن يُقفل تماماً قبل «تحرير» 70 سيارة لبنانية لدى الجمارك العراقية.

وكانت نحو 300 سيارة تقلّ نازحين عبرت سوريا مع بدء العدوان في طريقها إلى العراق. ومع إعلان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، عاد بعضها إلى لبنان عبر سوريا، فيما تعرّض البعض الآخر لمضايقات بعد سقوط النظام السوري، ما دفع النازخين إلى التريث في العودة بسياراتهم، وتمّت الاستعاضة عن ذلك بشحن السيارات بحراً. وبالفعل، «سُيّرت رحلتان لنقل 23 سيارة مع أصحابها في عبّارة تجارية، ويجري التحضير لرحلة ثالثة للانطلاق الأحد أو الإثنين المقبلين»، وفق السفير اللبناني في بغداد علي الحبحاب. لكن، ستبقى 70 سيارة عالقة في العراق، «35 منها عاد أصحابها إلى لبنان وأودعوها في أمانة الجمارك مستفيدين من خدمة قدّمتها الحكومة العراقية للنازحين بإعفاء سياراتهم من الرسوم الجمركية لمدة ستة أشهر، فيما هناك 35 سيارة أخرى لا يزال أصحابها في العراق».

ويعود حجز السيارات في الجمارك لسببين، أولهما مادي نظراً إلى كلفة الشحن المرتفعة التي تتجاوز 1700 دولار عبر البصرة و1000 دولار عن طريق بغداد، والثاني يرتبط بغياب المستندات، إذ إن العراق قدّم تسهيلات لمجيء اللبنانيين من دون جوازات سفر أو دفاتر تسجيل سياراتهم ووافق على عبور السيارات بمجرد حيازة صك بيع أو وكالة مثلاً. ولم تنجح جهود الحبحاب لدى السلطات التركية للسماح بعبور هذه السيارات أراضيها. أما تلك التي لدى أصحابها أوراق قانونية، فقد كان عليهم الذهاب إلى ميناء مرسين التركي عبر كردستان العراق في رحلة شاقّة تستغرق قيادة السيارة 20 ساعة، ومن ثم الذهاب في رحلة بحرية تستمر 12 ساعة إلى طرابلس، مع ما يرافق ذلك من تكاليف ورسوم. فيما الحل الأمثل لأزمة غياب المستندات ولتأمين عودة السيارات بكلفة أقل هو التنسيق مع الجانب السوري عبر معبر البوكمال مباشرة إلى سوريا فلبنان أو عن طريق الأردن ثم إلى سوريا فلبنان.

يُذكر أن غالبية النازحين اللبنانيين إلى العراق عادت إلى لبنان. وفيما تتحدّث مصادر المديرية العامة للأمن العام عن 4 آلاف لبناني لا يزالون هناك، يؤكد الحبحاب أن العدد «أقل من 1000 نازح»، مشيراً إلى أنه في البصرة مثلاً «لم يعد هناك نازحون كما غابوا نهائياً عن جميع مضائف العتبات المقدّسة، في حين لا يتحدث أحد من المعنيين في بغداد عن نازحين لبنانيين». ويعود ذلك إلى تسيير الطيران العراقي رحلاته اليومية مؤمّناً عودة 150 نازحاً مجاناً بعدما حصل على موافقة للتحليق فوق الأجواء السورية، وتخفيض شركة طيران الشرق الأوسط «الميدل إيست» أسعار التذاكر من 352 دولاراً إلى 199 دولاراً.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد