الوكالة الوطنية
حاول جنود العدوّ، المتمركزون عند المدخل الرئيسي لبلدة يارون من جهة بنت جبيل، جاهدين الاحتفاظ بموقع تمركزهم الذي يتحكّم بالدخول إلى البلدة. وبعد محاولات متكرّرة من الأهالي للدخول، انتقل الجنود إلى نقاط داخل البيوت القريبة، وأطلقوا الرصاص مباشرة على الأهالي، ما أوقع إصابتين بين المدنيين. عندها، توجّه الأهالي بمواكبة الجيش اللبناني وسيارات الصليب الأحمر وجرافات البلدية إلى المدخل الآخر للبلدة من جهة رميش، ودخلوا إلى أحيائها الغربية وصولاً إلى ساحتها حيث توقّفوا بسبب وجود جنود العدو في الأبنية القريبة. وفيما تمكّن عدد من الأهالي من الوصول إلى منازلهم المدمّرة، لفت رئيس البلدية علي تحفة إلى أن الجيش اللبناني «تجاوب مع الأهالي والبلدية، وثبّت نقاط تمركز في كل مكان نصل إليه، بوضع عدد من العناصر وآلية عسكرية». وأضاف: «تمكّنّا اليوم من استعادة ثلثي أراضي البلدة، وسنعمل على استحداث طريق فرعية توصل يارون ببنت جبيل، إلى أن ينسحب العدو من الطريق الرئيسية».
«يارون الحلوة ستعود كما كانت، وسيعيد مغتربوها بناء قصورهم وتجميل الطرقات، كما حصل بعد عدوان تموز 2006»، تقول أم حسن فرحات، مشيرة إلى أن العدوّ «دمّر عدداً من قصور البلدة، إضافة إلى المسجد والكنيسة والمراكز العامة، وجرف ما تيسّر من الأشجار».
كذلك عزّز أبناء بليدا وعيترون حضورهم أمام مدخل عيترون لجهة بنت جبيل. وقال مصطفى مواسي إن «حماسة أبناء البلدة كبيرة جداً. كثيرون تركوا أعمالهم وتفرّغوا للحضور يومياً إلى مدخل البلدة، وكأنهم أصبحوا على يقين بأن عيترون لن تعود من دون بذل مزيد من التضحيات»، فيما عزّز العدو تمركزه في أكثر من مكان على أطراف عيترون ومنع تقدّم الأهالي. والأمر نفسه حصل في بلدات: حولا، مركبا، ميس الجبل والعديسة. ففي الأخيرة، تقدّمت جرافة للعدوّ باتجاه مدخل البلدة من جهة بلدة الطيبة، ورفعت ساتراً ترابياً لمنع تكرار محاولات دخول الأهالي.
وفي بلدة حولا التي شهدت سقوط شهداء وجرحى منذ الأحد الماضي، وتمكّن الأهالي من دخول أجزاء منها، حاول العدوّ أمس التقدّم من طريق مواز في منطقة المرج المتصلة بوادي السلوقي، وعمد إلى جرف وتفجير عدد من المنازل، ورفع ساتراً ترابياً ضخماً في أحد الممرّات التي قد تسمح بتقدّم الأهالي. وفي منطقة الساقية المتصلة بوادي السلوقي، عثر الأهالي على جثامين أربعة شهداء، فيما عمد العدو إلى إحراق عدد من المنازل في الحيّ الغربي لبلدة ميس الجبل.