أثار غياب اسم المخرج الفلسطيني - المصري طارق العريان عن تتر البداية والنهاية لمسلسل «معاوية» (تأليف خالد صلاح) جدلًا واسعًا بين الجمهور. وبرزت تساؤلات عدة حول الأسباب الحقيقية التي دفعت العريان إلى اتخاذ هذا القرار، خاصة مع تداول أنباء تشير إلى رغبته الشخصية في حذف اسمه من العمل.
في هذا السياق، كشف المخرج أحمد مدحت، الذي تولى إخراج المسلسل بعد توقفه، أن طارق العريان طلب بشكل مباشر حذف اسمه من شارة العمل، رغم مشاركته في مراحل التصوير الأولى. وأوضح مدحت، خلال مداخلة هاتفية إذاعية، أن قرار العريان جاء نتيجة لاستيائه بعد حذف القائمين على العمل بعض المشاهد في مراحل المراجعة، وهو ما قد يكون السبب الرئيسي وراء طلبه. وأكد مدحت أنه لا يرى نفسه طرفًا في هذا الموضوع، معربًا عن احترامه الكامل للعريان. وأضاف مخرج «عرفة البحر» أنه تولى إخراج المسلسل بعد توقف العمل لفترة، وأنه كان بمثابة «المنقذ» لإحياء المشروع واستكماله.
التعديلات والتكاليف المرتفعة
أشار مدحت كذلك إلى أن «معاوية» خضع لمراجعات مكثفة من «هيئة العلماء» في السعودية، ما أدى إلى إجراء تعديلات كثيرة في السيناريو، وهو ما أثار جدلًا بين الجهة المنتجة وفريق العمل. كما تحدث عن الاختلافات في الرؤى الفنية، موضحًا أن الجهة المنتجة تكبّدت تكاليف ضخمة، ما ولّد تباينًا في وجهات النظر حول كيفية تقديمه بالشكل الأمثل. ومع ذلك، أشار إلى أنه لا يعرف التكلفة الدقيقة للعمل التاريخي الذي سبق أن تردّد أنَّها وصلت إلى 3 ملايين دولار أميركي.
جدل منذ اللحظة الأولى
منذ بدء عرضه في شهر الصوم، يتعرّض «معاوية» لانتقادات عدّة، إذ هناك من يرى أن العمل خرج بنص ركيك ومشاهد لا ترقى إلى مستوى عمل تاريخي بهذا الحجم. مع العلم أن شبكة mbc السعودية رصدت ميزانية ضخمة له، وتأجّل عرضه ثلاث سنوات إثر مشكلات تقنية واجهته، واعتراض بعض هيئات العلماء المسلمين عليه.
قبل ذلك، أعلنت «هيئة الإعلام والاتصالات» في العراق، في بيان لها عن منع بث مسلسل «معاوية»، قائلةً: «إن عرض أعمال ذات طابع تاريخي جدلي قد يؤدي إلى إثارة السجالات الطائفية، ما يهدّد السلم المجتمعي ويؤثر في النسيج الاجتماعي، وخصوصًا في الشهر الفضيل».
تدور أحداث العمل في إطار ملحمي، متطرقةً إلى الفتنة الكبرى التي أحدثت شرخًا للأمة الإسلامية، أي الفترة التي تبدأ بالفتنة بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان، مرورًا بتولّي الإمام علي، ثم استشهاده وتولي الحسن، ثم تنازله وتولي معاوية، وتولي يزيد، وحتى استشهاد الحسين في كربلاء. كما يتناول أحداث معركتَي الجمل وصفين.
أما قائمة الأبطال، فتضم: السوري لجين إسماعيل، والأردني إياد نصّار، إلى جانب التونسيين: عائشة بن أحمد وجميلة الشيحي وسهير عمارة وجمال المداني ومنصف العجنقي ومراد الغرسلي وغيرهم.