علاء اللامي/ جريدة الأخبار
مسلسل المئة مليون دولار
حين راج خبر إنتاج مسلسل «معاوية» قبل سنتين، كتبتُ مقالة بعنوان «مسلسل معاوية: بين محاذير الفتنة ولا جدوى المنع» (الأخبار 26 شباط/ فبراير 2023) ناقشت فيها التداعيات الاجتماعية والسياسية المحتملة لتسويق هذا المسلسل وبثّه.
خلصتُ إلى أن اعتماد طريقة منع الأعمال الفنية وحظرها لم تعد مجدية في زمن الفضاء الإعلامي المفتوح وأتيت بأمثلة عملية تدعم هذا الرأي، وأن الجهد التثقيفي النقدي والمنهجي الذي يواجه أعمالاً كهذه يبقى أكثر فائدة وجدوى، وأصح من حيث المشروعية المدافعة عن الإبداع الفني والأدبي ضد قرارات المنع والتحريم والقمع.
اليوم، وقد أُنتِجَ مسلسل «معاوية» بميزانية ضخمة فاقت مئة مليون دولار، وشرعت شبكة MBC السعودية ببثه، أعود إلى هذا الموضوع، لتسجيل بعض الأفكار والملاحظات حوله بعد مشاهدة بداياته، على أمل العودة إليه في مقالة أخرى بعد اكتمال عرض حلقاته.
المسلسل من إخراج الفلسطيني الأميركي طارق العريان، الذي عُرف بإخراج عدد من الأفلام والكليبات الغنائية، الذي انسحب قبل أن يتولى أحمد مدحت الاخراج وتأليف الإعلامي والممثل ومقدم البرامج المصري خالد صالح، أي إنَّ الرجلين لا علاقة لهما بالتأريخ والأعمال الفنية التأريخية وخاصة التأريخ العربي الإسلامي ودقائقه.
شخصية تأريخية تأسيسية
معاوية بن أبي سفيان شخصية إسلامية - بمعنى من داخل السردية الإسلامية بكل ما فيها - وهي شخصية من الوزن الثقيل بالمعنى التأريخي النقدي المحايد، ومن حيث المساحة الحَدَثيَّة التأريخية، وليس بالمعنى المعياري الديني المذهبي والفقهي ضمن ثنائيات من قبيل؛ مؤمن كافر/ حرام حلال، فلا يدخل هذا المعنى ضمن اختصاصي واهتماماتي النقدية لأنه من مشمولات رجال الدين والفقهاء لا المؤرخين والباحثين.
معاوية شخصية استثنائية تأسيسية بالمعنى الجوهري والمضموني؛ فهو أول حاكم «مَلك» عربي ساد قومَهُ بالقوة المادية الغاشمة والدهاء السياسي بعد ظهور الإسلام، وحوَّل الحكم الشوروي القائم على البيعتين الخاصة والعامة إلى حكم ملكي وراثي مع كل مظاهر الحكم الكسروي الهرقلي الاستبدادي العنيف الذي كان قائماً آنذاك، وجاءت الموجة العربية المسلمة من جزيرة العرب لتكتسحه وتدمره.
أعتقد أنَّ الهدف الإعلامي والسياسي الأساسي لهذا العمل هو تسويغ وشرعنة الحكم الملكي الوراثي الاستبدادي الذي أسّسته الأسرة الأموية، ومن بعدها العباسية والفاطمية والدفاع عنه حتى حين بلغ ذروته في حكم الحق الإلهي المقدس، وتحوّل الحاكم إلى «ظل الله في الأرض»، أو بكلمات المنصور العباسي «إنما أنا سلطان الله في أرضه أسوسكم بتوفيقه وتأييدهِ». هدف المسلسل إذن، تسويغ وشرعنة هذا الحكم الطاغوتي الوراثي الاستبدادي، دينياً، في عصرنا الحاضر على حساب حكم الشورى الأقرب جوهراً إلى مفهوم الديموقراطية والمساواة.
على أساس هذه الفكرة الجوهرية، فكرة التفريق بين الخلافة الشورية والمُلك العضوض (حكم فيه ظلم وعسف واستبداد)، نهض كتاب «الخلافة والمُلك» بقلم أحد أركان السلفية الإسلامية المعاصرة – ويا للعجب - هو أبو الأعلى المودودي.
في هذا الكتاب نجد نقداً لاذعاً لا هوادة فيه لمعاوية بن أبي سفيان حيث يعتبره المؤلفُ مسؤولاً عمّا حدث للإسلام والمسلمين بعد انقضاء العهد الراشدي، مع أنّ المودودي لم يكن ممَّن يلعنون معاوية كبعض العلماء السنة مثل عبيد الله بن موسى العبسي شيخ البخاري، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني وهو أستاذ الإمام أحمد، وصاحب «المصنف» كما يذكر الباحث عدنان إبراهيم، بل كان المودودي يترضى عليه أحياناً و«يعترف بأفضاله ومحامده» لكنه لا يرى بأساً من أن يقول إنه أخطأ حين أخطأ (ص97).
يسجل المودودي في الكتاب أن الخطأ الفاحش الذي ارتكبه الخليفة الرابع علي بن أبي طالب هو أنه تأخّر في عزل عامله على الشام معاوية، وكان يسمع لرأي المغيرة بن شعبه الذي كان ينصحه بعدم عزل معاوية واستفزازه، فيما كان عليه أن يعزله قبل أن يستفحل خطره (ص84).
مَن بدأ بتوريث الحكم في الإسلام؟
يُقال إنَّ معاوية وعشيرته أمية لم يكونوا الوحيدين أو البادئين بالحكم الوراثي في السردية الإسلامية، فالعلويون قالوا به، وبايعوا الحسن بن علي بعد اغتيال أبيه.
لقد يبدو هذا صحيحاً شكلاً ومظهراً، لكن إذا شئنا الدقة التأريخية، فلا يمكن اعتبار مبايعة الحسن بالخلافة توريثاً صريحاً مستوفياً لأركان الوراثة المعروفة. فالإمام علي ـــ كما تنص على ذلك جميع المصادر السُّنية بخلاف الشيعية التي تعتقد بالوصية والإمامة المعصومة المتوارثة ـــ لم يوصِ بها لابنه الحسن، بل ترك الأمر شورى بين المسلمين، فبايع الخاصةُ والعامةُ الحسنَ خليفةً.
لقد اعتبر جَمعٌ من علماء أهل السنة والجماعة أن مدة الستة أو الثمانية الأشهر التي تولّى فيها الحسن الخلافة تعدُ جزءاً من الخلافة الراشدة ومكملة لها ومنهم: أبو بكر بن العربي والقاضي عياض وابن كثير وابن أبي العز، ومحمد عبد الرؤوف المناوي.
لقد تنازل الحسن عن الخلافة طوعاً لمعاوية، وليس لأحد بنيه بعد الصلح الشهير معه، وقبل أن يكمل عامه الأول، على أن تعود له من بعده. فلم يف معاوية بوعده في هذا الصلح ذي الشروط الخمسة عشر مع الحسن، بل تتهمه مصادر التراث بأنه غدر بالحسن واغتاله بالسم، ليخلو له الجو فيورّث المُلكَ بعد موته إلى ابنه يزيد. ويعلّل ابن خلدون - وهو سفياني الهوى- ذلك في المقدمة كالآتي:
"وقد عهدَ معاويةُ إلى يزيد خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه، مع أن ظنهم كان به صالحاً، ولا يرتاب أحد في ذلك، ولا يظن بمعاوية غيره، فلم يكن ليعهد إليه، وهو يعتقد ما كان عليه من الفسق، حاشا لله لمعاوية من ذلك» (المقدمة ط3، 1981، ج2، ص603).
أما الحقيقة التي ترويها مصادر التراث الإسلامي، فتقول شيئاً آخر حول توريث معاوية الحكم لابنه يزيد. فقد خطب في المدينة طالباً البيعة لابنه يزيد. وحين لم يجد تجاوباً، بل كان المسلمون وفي مقدمتهم أبناء الصحابة يردون عليه بجفاء، قال معاوية: «أقسم بالله لئن رد عليَّ أحدكم كلمةً في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف إلى رأسه.. ثم دعا صاحب حرسه بحضرتهم فقال: أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيف، فإن ذهب رجل منهم يرد عليَّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهم. ثم خرج وخرجوا معه حتى رقى المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم لا يُبتُّ أمرٌ دونهم ولا يُقضى إلا عن مشورتهم، وإنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد، فبايعوا على اسم الله! فبايع الناس... فلقي الناسَ أولئك النفرُ فقالوا لهم: زعمتم أنكم لا تبايعون فلمَ بايعتم؟ قالوا: كادنا وخفنا القتل/ ورد الحدث في غالبية المصادر الإسلامية القديمة ومنها (الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 3 - الصفحة 511/ والعقد الفريد ج 4 ص 372).
معروف أن بني العباس سلكوا طريق الحكم الملكي الوراثي العضوض أيضاً، وحتى العلويون في طورهم الشيعي اللاحق حيث جعلوا نظريتهم في الحكم تقوم نظرياً وعملياً على أساسه في الدولة الفاطمية في مصر، وفي الممالك والسلطنات الإسلامية الوراثية وآخرها العثمانية التركية، والسعودية في نجد والحجاز، والعلوية الإدريسية في المغرب الأقصى والهاشمية في العراق والأردن.
هند والطلقاء
لقد أحدث معاوية بن أبي سفيان أحداثاً جساماً وجذرية في تأريخ الإسلام يمكن وصفها بالثورة السياسية والاجتماعية الضخمة ــ وقد يسميها بعض المعاصرين ثورةً مضادة من حيث الجوهر - حين أنشأ أول إمبراطورية تدين شكلاً بالإسلام وتُساس بالاستبداد العنيف الذي جاء الإسلام ليطيحه.
بالعودة إلى الحلقة الأولى، وبعد خمس دقائق فقط من بدايتها ومشاهدة ولادة هند بنت عتبة (الممثلة التونسية سهير بن عمارة) لابنها معاوية (يؤدي دوره الممثل السوري لجين إسماعيل)، يقفز المؤلف، إلى معاوية وهو في السابعة أو الثامنة من عمره، يقرأ رسالة كُتبت على رقٍّ من أخته رملة التي آمنت سراً بالإسلام، وهربت من دار أبيها ليلاً مع المهاجرين المسلمين إلى الحبشة. وفي رسالتها تدعو رملةُ أخاها معاويةَ إلى الإيمان برسالة الإسلام فيخرج الصبي معاوية ليلاً في الصحراء وهو يصرخ باسمها، ويظلّ حزيناً عليها لا يكاد يترك رسالتها إليه!
هكذا ينفتح المسلسل منذ دقائقه الأولى على تفصيلة صغيرة يُراد بها تأكيد أنّ معاوية كان قريباً روحياً من أخته المسلمة، ومتعلقاً بها عاطفياً وبالتالي بالإيمان بالدين الجديد الذي اعتنقته. ليس سهلاً تأكيد وتوثيق هذه القصة الصغيرة في السردية الإسلامية التراثية، فمن كان يهتم بصبي صغير ويدوّن أحداث طفولته عصر ذاك؟ ولكن كيف تصحّ هذه الجزئية، وصاحبها وبطل هذا المسلسل الباهظ التكاليف من الطلقاء، أي من الذين أسلموا كرهاً بعد فتح مكة، وسيطرة المسلمين عليها وتدمير الأصنام والأوثان في كعبتها؟
يربو عدد الطلقاء وفقاً للمصادر الإسلامية على ألف شخص منهم جميع أفراد أسرة أبي سفيان باستثناء أم المؤمنين رملة «أم حبيبة» التي تزوجها النبي بعد عودتها من الحبشة كما يسجل المودودي في كتابه «الخلافة والمُلك».
من الجدير بالذكر أن أم حبيبة لم تكن ممَّن يساومون على دينهم حتى مع أقرب الناس إليها؛ وقد زارها والدها أبو سفيان في المدينة قبل فتح مكة، وهي زوج النبي. وحين دخل أبوها غرفة النبي، طوت أم حبيبة فراش الرسول ورفعته وتركت أباها واقفاً. فسألها معاتباً لِمَ فعلت ذلك؟
ردت عليه كما أورد ابن عساكر في «التاريخ» (79/150) وابن سعد في «الطبقات» (8/79) والحافظ ابن حجر في «الإصابة» (7/653)، والحافظ الذهبي في «السير» (2/222- 223) وضعَّفه محدثون آخرون: «هذا فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنت امرؤ نجس مشرك. فقال: يا بُنية قد أصابك بعدي شر».
بعد سبع عشرة دقيقة من الحلقة الأولى، يقفز المؤلف ثانية بمعاوية إلى عمر شاب في الثامنة عشرة وهو يرافق والده في تجارته إلى الشام. وأقل ما يقال هنا إنَّ هناك انعداماً للتوازن الحدثي والزمني في كتابة السيناريو هو الحاضر.
كما أنَّ هناك إهمالاً متعمّداً لأمور وأحداث خطيرة كثيرة بخصوص ماضي وسمعة هند بنت عتبة أسال القدماء حولها مداداً وفيراً. من ذلك مثلاً ما كتبه ابن كثير في «البداية والنهاية» وغيره كثر حول اتهام زوجها الأول الفاكه بن المغيرة المخزومى لها بالزنا، ورحلتها إلى اليمن لتحكيم كاهن عرّاف هناك في اتهامها!
لقد حذف المؤلف كل هذه الأحداث، وطهَّر هند أم معاوية منها تطهيراً بأن بدأ الحلقة الأولى منها بولادة معاوية «ثمرة قلبها» كما كانت تناغيه.
• تغييب «آكلة الأكباد»
لقد كانت مشاهد معركة «أحد» بحضور هند أم معاوية، قصيرة ومضطربة إخراجياً. وحذف المؤلف والمخرج أحداثاً مهمة منها، وتحديداً، حذف ما قامت به هند مع جسد الشهيد حمزة عم النبي حين التهمت كبده بعدما اغتاله عبدها وحشي بأمر منها. ومذ ذاك أصبح المسلمون يلقبونها بهند آكلة الأكباد، وهو الحدث الذي أولاه مصطفى العقاد صاحب فيلم «الرسالة» الشهير أهمية وقدمه بطريقة فنية وإخراجية معبرة أبدعت فيها الفنانة الكبيرة منى واصف.
لمزيد من الإطراء والتطهير لابنها معاوية، أظهره لنا المسلسل حزيناً لهزيمة المسلمين في أحد، مكرِّراً لعبارات السلام والعقلانية، مجادلاً أمه حول أن النبيَّ محمداً ليس ساحراً كما تقول، بل إنَّ ما يقوله هو الحق. ولكن ذلك لم يدفع معاوية لإعلان إسلامه أو يمنعه من حضور إعدام الأسير المسلم خبيب بن عدي في مكة.
هنا يظهر الحزن والتكدر على معاوية لقتل الأسير المسلم! فهل سمع أهل المسلسل بقصة الصحابي الجليل حُجْر بن عدي، الذي أمر «الخليفة» معاوية بقتله صبراً «بالإعدام ذبحاً» لأنه لم يتبرأ من علي بن أبي طالب ويسبه علناً. و «القتلُ صبراً» فعل كانت العربُ تنفر وتشمئز منه لخسّته وتعتبره فعلاً منحطاً لا يقوم به إلا جبان رعديد لا علاقة له بالفروسية.
من الجدير بالذكر هنا، أن عناصر من مجموعات سلفية وهابية مسلحة سورية، تفاخر بولائها لدولة بني أمية، نبشت في 27 نيسان (أبريل) 2013 قبر الصحابي الشهيد حُجر بن عدي في مدينة عدرا في ريف دمشق واستخرجت الجثمان ودفنته في مكان غير معروف في إهانة سمجة وتدنيس للقبر وصاحبه الذي قُتل ظلماً قبل أكثر من ألف عام!
وفي الدقيقة 31 من الحلقة الأولى، يطل علينا معاوية من ريف دمشق فارساً أنيقاً وقد صار رجلاً تجاوز الثلاثين من عمره تقريباً والسنة هي السابعة للهجرة (629 م تقريباً)، كل هذا في نصف ساعة من الحلقة الأولى في مسلسل من ثلاثين حلقة! .. ثم جاء استدعاء هِرَقْل ملك الروم لأبي سفيان التاجر وابنه معاوية ليستخبر منهما عن هوية النبي الجديد في بلدهما الحجاز، وتم اللقاء بهما في قاعة بائسة أشبه بحمام تركي عتيق مهجور. فهي شبه مظلمة في قلعة أثرية متآكلة على وشك الانهيار، كالحة ومجردة من كل بهاء وزخارف تميزت بها قاعات البلاط البيزنطي المعروفة بفخامتها، فأين، يا ترى، ذهبت المئة مليون دولار التي خصصت لإنتاج المسلسل إنْ لم تظهر في ديكورات بلاط هرقل؟!
تنتهي الحلقة الأولى من المسلسل بمشهد معاوية بن أبي سفيان وهو (لابس أبيض في أبيض) ويتوضأ ليصلي صلاة المسلمين، ثم بلقطات من مشهد دخول جيش المسلمين إلى مكة فاتحاً، فعودة إلى معاوية وهو يصلي، ومع صوت في الخارج ينادي مكرراً أمر الرسول: «مَنْ دخل بيت أبي سفيان فهو آمن». وهنا يرفع معاوية يديه مؤدياً صلاة المسلمين مكبراً بصوت خاشع لا يخلو من حماسة: الله أكبر!
إن المشهد الختامي للحلقة الأولى يُظْهِرُ معاويةَ كأنه كان مسلماً مجاهداً في السر طوال حياته، بل ربما يذهب الظن بمن لا يعرف تأريخنا أنّ معاوية هو الذي فتح مكة ببطولته الشخصية! وكل هذا في الحلقة الأولى فقط من مسلسل في ثلاثين حلقة، حرص أهل المسلسل على أن تكون بجرعة كبيرة من الترويج والحماسة للتجربة الأموية إلى درجة تصدم المشاهد وترفع سقف الأهداف المتوخاة ألا وهي: تسويغ وشرعنة الملكية الوراثية الكسروية القيصرية، وتطهير وتنقية مؤسسيها ورموزها؛ معاوية وأبيه أبي سفيان وأمه هند على حساب التأريخ ومبادئ دولة الشورى والبيعتين.