توفي الفنان الفلسطيني وضاح زقطان عن 69 عامًا في مدينة رام الله، أمس الثلاثاء، بعد مسيرة فنيّة غنيّة في الشعر والغناء والمسرح. ولد وضاح زقطان في عين سارة في مدينة الخليل لعائلة تهتم بالثقافة والفنون، فوالده الشاعر خليل زقطان (1928 ــ 1980)، وشقيقتاه الكاتبة والفنانة التشكيلية زهيرة والكاتبة والناشطة أمل، وإخوته الشاعر غسّان والشاعر والكاتب الراحل زهير والمخرج المسرحي فراس، وزوجته الممثلة منيرة زريقي.
تنقل زقطان كثيرًا في صغره، نظرًا لطبيعة عمل والده في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، فقضى طفولته في مخيم العرّوب في مدينة الخليل، ومخيمي عقبة جبر وعين السلطان في مدينة أريحا، ومخيم الكرامة للاجئين الفلسطينيين في الأردن، حتى انتقلت العائلة إلى مدينة عمّان في العام 1967، ثمّ انتقل بدوره إلى بيروت فدمشق حتى استقر في رام الله في منتصف تسعينيات القرن الماضي.
في رصيده عشرات الأعمال الفنية، أبرزها المغناة والموجهة للأطفال، فقد أسس في العام 1977 الفرقة الغنائية "بلدنا" التي ضمّت 30 طفلًا في مدينة الرصيّفة في الأردن وفرقة موسيقية للأطفال تابعة لمركز هيا الثقافي حين أدار فرع المركز في المدينة نفسها. كما أسس فرقة "المسيرة" للأغاني الوطنية في بيروت قبل انتقاله إلى دمشق ثمّ عودته إلى عمّان ليؤسس فرقة "الرّايات" في منتصف العام 1983.
في العام 1984، أشرف وضاح زقطان على الإخراج الموسيقي لمسرحية "تغريبة زريف الطول"، التي ألّفها جبريل الشيخ وأخرجها هاني صنوبر. والتي شكلت "عملًا فنيًّا مفصليًّا في تاريخ المسرح الأردني".
عقب انتقال زقطان إلى رام الله، عمل في وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية، وأنتج العديد من برامج الأطفال التلفزيونية والإذاعية، أشهرها برنامج "طاق طاق طاقية"، الذي بثّته إذاعة "أمواج" آنذاك. استمر زقطان بالكتابة بعد تقاعده، وواظب على كتابة عمود في صحيفة الحياة الجديدة.
شر في العام 2014 ديوان قصائد بالفصحى والعامية عنوانه "حكي صغار"، وكتب كلمات أغنية "إلنا بلد"، التي غنّتها ريم تلحمي، كما لحّن أغنية "غدروا بي"، من كلمات والده الراحل وغناء فرقة "بلدنا"، والتي أعاد غناءها ونشرها ابن شقيقه غسان، المغني والمؤلف شادي زقطان.
ترك زقطان إرثًا فنيًا غنيًا وأثرًا كبيرًا على أجيال من الأطفال والشباب في كل من عمّان ورام الله، حيث عمل مع العديد من مؤسسات الأيتام وفتيان المخيمات والجمعيات. ونعاه الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين في بيان جاء فيه: "عودنا الموت أن يدهم قلوبنا من حيث لا نحتسب، وأن يسحب من بيننا عزيزًا على حين غرة، ليصدمنا بالأماكن الباكيات على مفارقيها قبلنا، وإذ نودع شاعرًا مرموقًا وزميلًا عابرًا للنسيان بوزن الشاعر والفنان وضاح زقطان، جوال الفرح وجواب مقاهي المدينة، نضع مشاعرنا بجهوزية الحزن على فراقه، ولن ننسى وصاياه الممهورة بإبداع المخلص لمشواره".