د. نزيه منصور/ نائب سابق
يحد لبنان غربًا البحر الأبيض المتوسط بطول ٢٢٥ كلم، وجنوبًا فلسطين المحتلة بطول ١٠٥ كلم، وشرقًا وشمالًا سوريا بطول ٣٣٥ كلم....!.
ترابط من الغرب سفن حربية ألمانية تحت راية الأمم المتحدة بناءً لقرار مجلس الأمن ١٧٠١ عقب عدوان ٢٠٠٦ للحؤول دون إدخال أسلحة بهدف حفظ أمن الكيان المؤقت. أما في الجنوب، فتنتشر القواعد العسكرية الصهيونية على طول الحدود اللبنانية-الفلسطينية المحتلة، وفي الشرق والشمال تتمركز نقاط مراقبة لبنانية - سورية بموجب اتفاقيات بين البلدين. وبعد انهيار حكم حزب البعث استلمت السلطة حكومة إدلب المدعومة تركيًا وبرضى أميركي أو ما يُعرف بـ"هيئة تحرير الشام" التي تضم مجموعات من مختلف البلدان الإسلامية وبواجهة سورية...!.
اللافت، ما إن وقف النار غير الثابت، شنت طائرات العدو غارات على مختلف القواعد العسكرية السورية البحرية والبرية والجوية ودمرت مئات الطائرات وآلاف الدبابات والمدرعات وعشرات السفن الحربية، من دون أي بيان أو احتجاج إعلامي يدين العدو، ولعب على الديموغرافيا السورية وتبنى البعض منها مستغلًا نقاط الضعف وهيمنة السلطة الحاكمة...!.
فجأة، تُقدمت قوات الأمن السورية التابعة لحكومة إدلب على تهجير وتدمير واعتقال وقتل اللبنانيين الذين يحمل بعضهم الجنسيتين اللبنانية والسورية ويملكون مزارع وأراضٍ ومنازل منذ عشرات السنين ومندمجين ومتأقلمين مع الشعب السوري في تفاصيل حياته الاجتماعية والمعيشية والتربوية، فضلًا عن حالات المصاهرة الواسعة بين مختلف العائلات من البلدين، وإذ بهذا الوئام التاريخي يتحول إلى مآسٍ وشن حرب على طول الحدود، خاصة في الشرق الشمالي واستعمال أحدث الأسلحة، فاضطرت العائلات والعشائر إلى ردع العدوان ودفع بالجيش اللبناني إلى التحذير بالتمادي والعمل على استقرار المنطقة، أضف إلى ذلك تهجير الشعب السوري بتهمة انتمائه للنظام البائد...!.
مما تقدم، أن ما أقدمت عليه قوات "هيئة تحرير الشام" يهدف إلى تسليط الضوء على الجبهة اللبنانية السورية وترك العدو يسرح ويمرح حيث يشاء على الأراضي السورية، وغض الطرف عن الجرائم التى ترتكب بحق الشعب السوري على قاعدة المثل الشعبي: ما فيه للفحل بينطح العنزة ...
إمعانًا في تنفيذ الاستراتيجية الأميركية الصهيونية تتهم حزب الله باتهامات باطلة يروج لها العدو وبذلك: ذاب الثلج وبان المرج.
بناءً عليه، تطرح تساؤلات عديدة منها:
١- لماذا لجأت حكومة إدلب إلى التحرش والاعتداء على اللبنانيين وفتح جبهة حرب؟
٢- لماذا لم تطلق رصاصة ولا بيان ضد العدو الذي ينتهك الإقليم السوري ويقصف ويدمر ويحتل أراضي سوريا؟
٣- لماذا سكتت معظم الكيانات السياسية على هذه التعديات بشقيها السوري والصهيوني؟
٤- هل يصطدم الجيش اللبناني مع قوات "هيئة تحرير الشام"؟