ناقشت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، في جامعة الأزهر فرع بورسعيد يوم أمس الثلاثاء، أطروحة الدكتوراة المقدمة من الباحثة هانم محمود أبو اليزيد، والتي توفيت في نهاية شهر ديسمبر/كانون الثاني الماضي بعد اتمامها رسالتها العلمية للحصول على درجة الدكتوراة .
كانت الباحثة التي عملت مدرسًا مساعدًا، في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، قد أتمت دراستها العلمية لنيل درجة الدكتوراة تحت إشراف لجنة علمية، وقامت بتسليم نسخ الرسالة للجنة المناقشة التي ضمت مناقشين خارجيين، ومع اقتراب موعد المناقشة، فجع الجميع بخبر وفاتها.
هذا؛ وأعلنت جامعة الأزهر أنه إيمانا واعترافا منها بقيمة العمل العلمي وضرورة حفظ حقوق الباحثة، قررت الجامعة المضي قدمًا في إجراءات المناقشة العلنية، ووضع اسم الباحثة على الكرسي المخصص لها خلال المناقشة رمزًا لتخليد ذكراها وجهدها العلمي.
جرت المناقشة وسط حضور أكاديمي وإنساني، وأشادت لجنة المناقشة بجودة الأطروحة وأصالتها، وقررت منح الباحثة درجة الدكتوراه تقديرًا لعملها المتميز. وصرح رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داود أن الجامعة ناقشت الرسالة للباحثة المتوفاة: "حتى لا يسطو أحد على بحثها العلمي"؛ بعدما بذلت فيه جهدًا كبيرًا على مدار سنوات، مؤكدا أن دراستها العلمية ستودع نسخة منها في مكتبة الكلية وأخرى في المكتبة المركزية لجامعة الأزهر، لتظل شاهدة على تميزها وإخلاصها في خدمة العلم.
كما رأى رئيس جامعة الأزهر أن هذه اللفتة الإنسانية تعكس التزام الجامعة بالقيم الإنسانية والعلمية، وتؤكد حرص الجامعة على تكريم جهود كل باحث يسهم في رفعة الوطن.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها جامعة الأزهر موقفًا إنسانيًا، فقد سبق أن ناقشت الجامعة العام الماضي أطروحة دكتوراه لمدرس مساعد في كلية التجارة للبنين في القاهرة في المستشفى خلال لحظاته الأخيرة، لتكريم جهوده العلمية.
