سجّل فريق بحثي، في جامعة ولاية ميشيغان، تحولا ملحوظا في مواقف الأمريكيين تجاه الإنجاب، فيما وصفه إيلون ماسك بـ"أكبر خطر على مستقبل الحضارة".
لقد أظهرت الدراسة، والتي نشرت في مجلة الزواج والأسرة استندت إلى بيانات "المسح الوطني لنمو الأسرة" وشملت نحو 80 ألف شخص دون سن 45 عاما، أن نسبة البالغين الذين ليس لديهم أطفال ولا يرغبون في الإنجاب ارتفعت من 14% في العام 2002 إلى 29% في العام 2023.
هذا؛ وقالت جينيفر واتلينغ نيل، وهي أستاذة علم النفس، إنه: "خلال المرحلة نفسها، انخفضت نسبة غير الآباء/الأمهات الذين يخططون لإنجاب أطفال في المستقبل من 79% إلى 59%". ووفقا للبيانات، غالبية من يفضلون البقاء من دون أطفال هم من النساء (51%) والبيض (72%)، ويعيش معظمهم في مناطق حضرية (حتى 99%) ويعملون بدوام كامل أو جزئي (72%).
كما صنّف الفريق المشاركين إلى 6 فئات: من لا يرغبون في الإنجاب، ومن لا يستطيعون الإنجاب بيولوجيا، ومن يواجهون عوائق اجتماعية أو اقتصادية تمنعهم، ومن لم يُرزقوا بأطفال بعد، بالإضافة إلى المترددين، وأولئك الذين لم يتخذوا قرارهم بعد.
بيّنت النتائج أن الفئتين الأصغر سنا – ممن تتراوح أعمارهم بين 23 و24 عاما – هم الأكثر ترددا أو لم يقرروا بعد موقفهم من الإنجاب. كما أشار 36% من المشاركين الذين لم يُرزقوا بأطفال إلى انتمائهم لــ"مجتمع الميم"، أي المثليين، ما يعكس تنوع المواقف تجاه مفهوم الأسرة.
يأتي هذا التحول في وقت تتراجع فيه معدلات المواليد في الولايات المتحدة، إذ أظهرت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) انخفاضا بنسبة 3% في عدد المواليد العام الماضي مقارنة بالعام 2022، ليصل العدد إلى أقل من 3.6 مليون ولادة حية – وهو أدنى مستوى تاريخي.
كما انخفض معدل الخصوبة إلى 54.5 ولادة لكل 1000 امرأة في سن الإنجاب (15–44 عاما)، ما يثير قلق الخبراء بشأن مستقبل القوى العاملة ونظام الرعاية الاجتماعية.
كذلك حذر محللون من أن استمرار هذا التراجع قد يؤدي إلى أزمة سكانية بحلول العام 2050، حين يصبح عدد السكان الجدد غير كاف لدعم النظام الاقتصادي، مع توقعات بأن ينفد صندوق الضمان الاجتماعي خلال عشر سنوات، يليه صندوق الرعاية الصحية "ميديكير" بحلول العام 2031.
يذكر أن الملياردير إيلون ماسك قد دق ناقوس الخطر مرارا، محذرا من أن انخفاض معدلات المواليد يمثل تهديدا أكبر من التغير المناخي. وقال في تغريدة في العام 2022: "انهيار السكان بسبب انخفاض المواليد يشكل خطرا أعظم بكثير على الحضارة من الاحتباس الحراري... تذكروا هذه الكلمات".
مع ذلك، يرى بعض الديموغرافيين أن مخاوف ماسك مبالغ فيها، مشيرين إلى أن عدد سكان العالم سيستمر في النمو حتى يبلغ ذروته في منتصف ثمانينيات هذا القرن، قبل أن يبدأ بالتراجع الطفيف بحلول العام 2100. وقال جوزيف شامي، وهو المدير السابق لشعبة السكان في الأمم المتحدة: "انخفاض السكان واقع في بعض الدول، لكنه لا ينطبق على العالم بأسره". وأضاف: "هذا الاتجاه مستمر في الدول المتقدمة منذ 20 أو 30 عاما".
من جانبه، رأى كين جونسون، أستاذ علم الاجتماع بجامعة نيو هامبشاير، أن انخفاض الولادات – لا سيما بين المراهقين – أمر إيجابي، إذ يعكس تغيّرا في الثقافة والتخطيط الأسري".