سفير الشمال
سقط التوافق البلدي في بلدة أنفه الكورانية، وسرعان ما تحول الى أم المعارك بين لائحتين بخلفيات سياسية واضحة، بعدما انقلبت القوات اللبنانية على كل التعهدات والالتزامات، وتجاوزت الخط الأحمر في محاولة إضعاف دور أنفه السياسي المنبثق عن بيت الرئيس الراحل فريد مكاري الذي يحمل نجله نبيل أمانته.
تشير المعلومات الى أن أنفه بكل مكوناتها السياسية كانت على وشك التوافق على الدكتور ميشال نخول وهو مرشح غير حزبي ومقرب من كل عائلات ومكونات البلدة الساحلية، على أن تتشكل اللائحة وفقا للعرف المتبع منذ سنوات كل طرف سياسي أو عائلي بحسب تمثيله وحضوره، وقد تعهد المرشح نخول بالتصويت الى جانب القوات اللبنانية في معركة رئاسة اتحاد بلديات الكورة لإعطائها دفعا إضافيا في السير بهذا التحالف الذي أراد نبيل فريد مكاري من خلاله تجنيب أنفه معركة انتخابية قد تمتد تداعياتها السلبية الى ست سنوات مقبلة.
بدا واضحا، أن القوات التي تسعى بعد التغييرات التي شهدتها البلاد أن تكرس زعامتها على الساحة المسيحية في مختلف المناطق، كانت ترسم سيناريو جهنمي يبدأ في أنفه وينتهي بحصولها على مقعدين نيابيين في الكورة، خصوصا أن نبيل فريد مكاري هو مرشح محتمل لا بل طبيعي في الاستحقاق النيابي في العام 2026، وله تحالفاته بعيدا عن القوات.
وقد عمل مكاري ما بوسعه من أجل تجنيب أنفه أي معركة والخروج بتوافق يرضي الجميع، لكن هذه الجهود لم ترق للقوات خشية أن يعطي مزيدا من القوة والحضور لمكاري قد يمتدان من أنفه الى سائر الكورة في انتخابات العام 2026، فأرادت ضرب عصفورين بحجر واحد لجهة إسقاط التوافق وإضعاف نبيل فريد مكاري وإظهاره بأنه غير قادر على تأمين التوافق في بلدته.
وقد عملت القوات قبل ساعات من إقفال باب الترشيح على تقديم طلبات ترشيح لنحو 15 شخصا جدد، ما أظهر نيتها بأنها تسعى الى حشر كل مكونات البلدة ووضعهم أمام خيارين فإما الالتزام بتوجهاتها برئيس تختاره وأغلبية الأعضاء أو فرط عقد التوافق، وهذا ما حصل، حيث آثر مكاري الانكفاء التزاما بقراره بأن يكون على مسافة واحدة من الجميع، في حين سارعت القوات الى تشكيل لائحة برئاسة فؤاد واكيم وهو بحسب أهالي أنفه “ليس من البلدة بل نقل نفوسه من كوسبا إليها قبل أربع سنوات وقد أثار ترشيحه حفيظة القواتيين كونه نزل عليهم بالباراشوت، ما دفع منسق القوات رشاد نقولا الى الترشح لتسجيل حالة اعتراضية على واكيم قبل أن ينسحب بناء لضغط من معراب”.
هذا الواقع، جعل من أنفه أم المعارك التي بدأت قبل فتح صناديق الاقتراع سواء في الضغط من القوات لتفشيل تشكيل لائحة منافسة، واعتماد الترهيب والترغيب لسحب مرشحين لمصلحتهم، لكن كل ذلك باء بالفشل، وتشكلت لائحة حملت إسم “أنفه أمانة” برئاسة المحامي جورج دعبول، وتضم التيار الوطني الحر والحزب القومي والمردة والشيوعي وتحظى بدعم من النائب أديب عبد المسيح، في حين يفترض أن تعلن القوات اللبنانية اليوم لائحتها التي تحمل اسم “بيتي بيئتي بلدتي”، برئاسة فؤاد واكيم، وذلك بانتظار يوم الحسم الأحد المقبل.