عبد الكافي الصمد (سفير الشمال)
يُنتظر أن يشهد اليوم الجمعة، قبل 48 ساعة من موعد فتح الصّناديق بعد غدٍ الأحد في الجولة الثانية من الإنتخابات البلدية والإختيارية التي ستشهدها محافظتي الشّمال وعكّار معاً، حماوة لافتة في المواقف والتصريحات والمهرجانات وإعلان اللوائح، فضلاً عن حملات التراشق الإعلامي وخصوصاً على منصّات مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك قبل 24 ساعة من دخول الإنتخابات مرحلة الصّمت الإنتخابي يوم غدٍ السّبت.
وسبق ذلك في السّاعات الـ48 الماضية إرتفاعاً ملحوظاً في إعلان تشكيل اللوائح الإنتخابية في أغلب البلديات الشّمالية والعكّارية، كان لافتاً فيها إنسحاب أعضاء من لوائح والتحاقهم بأخرى في آخر لحظة، ما أدّى إلى حصول إرباك كبير في اللوائح المعنية، ورسم علامات إستفهام حول مدى التماسك بين أعضائها، ما جعل كثيرين يتوقعون أن يكون التشطيب سيّد الموقف، وأن تُسفر الإنتخابات المحلية عن نتائج مفاجئة وغير متوقعة.
كما شهدت السّاعات نفسها إعلان عدد لافت من المرشّحين إنسحابهم من الإنتخابات وعدم خوضهم إيّاها، بعدما لم يجدوا لوائح تضمّهم إليها، وإنْ كان البعض منهم قد آثر الإستمرار في التنافس منفرداً، بشكل بدا هذا الإصرار بمثابة عنادٍ غير مبرر ولن يُقدّم أو يؤخّر في نتائج الإنتخابات شيئاً.
ولم يقتصر هذا الإنسحاب على مرشّحين لم يجدوا أمكنة لهم في اللوائح المتنافسة، إنّما امتد الأمر أيضاً إلى رؤساء بلديات أعلنوا سلفاً عدم ترشّحهم مجدّداً للإنتخابات، معلنين أنّ التجارب السّابقة التي خاضوها لم تكن على مستوى النّجاح المأمول، وبأنّ مستقبل البلديات وواقعها لا يبشر بخير، في ضوء الأزمات المالية التي تعانيها لجهة عجزها مالياً وخواء صناديقها، ما سيجعلها غير قادرة على القيام بالحدّ الأدنى من المهام المطلوبة منها.
ولعلّ أصدق تعبير على ذلك هو أنّ العديد من البلديات المستحدثة منذ سنوات ولم يتسنَ لها تنظيم إنتخابات بلدية لا فرعية ولا أصلية منذ العام 2016 قد فضّلت التوافق والفوز بالتزكية، وعدم خوض إنتخابات لن يجنوا منها سوى وجع الرأس، في ضوء العجز المالي الكبير الذي تعانيه معظم بلديات لبنان.
في غضون ذلك، شهدت الأيّام القلية الماضية قدوماً لافتاً للمغتربين للمشاركة في العملية الإنتخابية، خصوصاً في البلديات التي تشهد تنافساً حامياً بين مرشحيها ولوائحها، الأمر الذي سيجعل مجيء المغتربين للإقتراع حاسماً في تحديد نتائج الكثير من البلديات، في مدن وقرى وبلدات شمالية وعكارية يوجد فيها نسبة كبيرة بين أبنائها في بلاد الإغتراب.
وفي هذا السّياق، شهدت مناطق شمالية وعكّارية إزدحاماً ملحوظاً في حركة المغتربين الذين وفدوا ما رفع منسوب حماوة التنافس في بلديات كثيرة، كما أعطى إشارة واضحة إلى أنّ مقولة لبنان يعيش بحناحين مقيم ومغترب تُطبّق فعلياً على أرض الواقع في هذا الإستحقاق البلدي والإختياري.