اوراق مختارة

انتخابات عكّار: معارك كرّ وفرّ... والتيار يكرّس سيطرته

post-img

نجلة حمود (الأخبار)

استحقّت بلدة فنيدق لقب "أمّ المعارك" بجدارة، فخطفت الأضواء بأبعادها السياسية والأمنية، وبالأحداث الحامية التي شهدتها، ومعارك الكر والفر بين المقترعين والقوى الأمنية والتي كان بنتيجتها طعن أحد الأشخاص بسكين، إضافة إلى تجاوزات علنية، من تهديدات ودفع رشاوى واقتحام أقلام اقتراع، وتصريحات نارية للنائب وليد البعريني الذي أكّد أنه يخوض المعركة شخصيًا، ويعتبر أن المعركة النيابية قد بدأت، ولا هوادة فيها.

التجاوزات التي ارتكبها البعريني الداعم للائحة "فنيدق أولًا" دفعت اللائحة المضادّة، "فنيدق تستحق"، المدعومة من منسّق عام تيار المستقبل ورئيس اتحاد جرد القيطع عبد الإله زكريا والمرشح محمد عجاج، والنائب السابق خالد زهرمان، ومن خلفهم مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، إلى مناشدة وزير الداخلية ووزير العدل التدخل لمنع ما يجري من تجاوزات. ودعا عجاج إلى وقف "مشاهد الفوضى التي تعوّد البعض على صناعتها عند كلّ استحقاق".

ما جرى في فنيدق انسحب على غالبية بلدات جرد وساحل القيطع، حيث مُدّدت فترة الاقتراع حتّى العاشرة ليلًا، وشهدت معارك حامية في غالبية مراكز الاقتراع، كبلدات برقايل ومارتوما وقبعيت التي شهدت مواجهات مع القوى الأمنية، ما أدّى إلى إغلاق مراكز الاقتراع لبعض الوقت قبل استئناف العملية الانتخابية. وحتّى وقت متأخر لم تكن النتائج قد ظهرت بعد.

أما بلدة ببنين (كبرى البلدات العكارية - 21 عضوًا) فقد شهدت منافسة سلسة رغم حماوتها بين لائحتين، الأولى تجمع تحالف المختار زاهر الكسار ورئيس البلدية الحالي محمود جوهر وآل الرفاعي، وتضم الثانية تحالف الجماعة الإسلامية برئاسة غسان السبسبي والمحامي خالد المصري مسؤول المحامين في تيار المستقبل. وأظهرت النتائج الأولية فوز تحالف الجماعة الإسلامية مع المصري، الأمر الذي يكرّس حيثية الجماعة الإسلامية في ببنين.

وتمكّنت بلدة مشمش من تثبيت الوفاق الذي سعت إليه الفاعليات العائلية والسياسية عبر لائحة "التوافق والإنقاذ" بدعم من المغتربين، والتي فازت بفارق كبير جدًا، ما أفشل مخطّط البعريني الذي دفع رئيس البلدية السابق محمد بري إلى الترشح خارقًا الوفاق.

الحماوة انسحبت على بلدية حلبا مركز محافظة عكار. فمنذ ما قبل فتح أقلام الاقتراع، سعى المرشح عبدو الحلبي إلى تكريس فوزه بمعركة الصورة، فنفّذ منذ الصباح الباكر "انتشارًا" واسعًا أمام مركز الاقتراع وسط تواجد كثيف للمندوبين. ورغم حماوة المعركة بين القطبين الأساسيين داخل عائلة الحلبي، أي رئيس البلدية السابق سعيد الحلبي وابن شقيقه عبدو الحلبي، "طبشت" النتائج لمصلحة عبدو الحلبي الذي أعلن الفوز ليلًا.

الجماعة الإسلامية تفوز بكبرى البلدات العكارية

وشهدت بلدة البيرة معارك كرّ وفرّ، إلا أن الأمور حُسمت للائحة المراعبة التي تشكّل 50% من مكوّنات البلدة، والتي فازت بفارق شاسع على لائحة ابن رئيس البلدية الحالي أحمد وهبي الذي كان يمثّل تحالف الفلاحين في مواجهة المراعبة.

والنتيجة المدوّية جاءت في بلدة مارتوما بين رئيس البلدية الحالي رئيس اتحاد وسط وساحل القيطع أحمد المير، وعشيرة آل حمد التي تمكّنت من مواجهته والتحالف في وجهه وبالتالي إسقاطه بعدما ترأّس المجلس لـ 27 سنة، وفاز مرشحها عمر المير المدعوم من أحمد سموح بتسعة أعضاء والمختار.

وفي بلدة الكويخات خاض رئيس البلدية ورئيس اتحاد نهر أسطوان عمر الحايك معركة ديمقراطية فاز بنتيجتها على خصمه خالد الحايك المدعوم من النائب وليد البعريني.
وخاضت بلدة عكار العتيقة كبرى بلدات الجومة معركة حامية جدًا بين رئيس البلدية السابق خالد بحري، ولائحة التغيير التي يرأسها محمد الشعار، وشهدت الطرق العامة زحمة سير خانقة بسبب نسبة الإقبال الكثيفة، الأمر الذي دفع إلى تمديد فترة الانتخاب.

وفي غالبية البلدات المسيحية، أعاد التيار الوطني الحر تكريس فوزه عقب نسجه تحالفات مع شخصيات سياسية وعائلية كما هي الحال في بلدات: رحبة، بينو، بزبينا (مختلطة، فازت اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر)، تلعباس الغربي، شدرا، منجز، الجديدة، الزواريب، كرم عصفور ــ بيت غطاس.... في المحصّلة أثبت التيار الوطني الحر حضوره في البلدات المسيحية.

الفوز دفع بالنائب جبران باسيل إلى زيارة بلدة رحبة يرافقه النائب أسعد درغام، حيث أكّد "أننا دعمنا التوافق في كلّ مكان ونجحنا في أمكنة كثيرة منها القبيات، أما من اعتبروا أنهم أمام فرصة للانقضاض على التيار وإلغائه فلم يتسنّ لهم ذلك، ونحن موجودون في أكثر من 45 بلدية في عكار".
في بلدة القبيات حال وجود القوى الأساسية في البلدة ضمن التحالف الرباعي (التيار، القوات، حبيش، حيثية آل عبدو) دون صرف أي طرف الربح سياسيًا، بل عمدت الفاعليات السياسية إلى تثبيت الوفاق ومنع الخرق في اللائحة التي ترأّسها ميشال عبدو نجل رئيس البلدية السابق عبدو عبدو.

وفي بلدة عندقت المارونية حُسمت المعركة التي شهدت كثيرًا من الشائعات، وتراشقًا بين التياريين الذين توزّعوا على اللائحتين، حيث عمدت لائحة "عندقت هوية" التي يرأسها كامل الدرزي، إلى محاولة الإيحاء بأن التيار الوطني الحر يدعم لائحته، في ما فازت لائحة "كرمال عندقت" التي يرأسها طاني حنا بفارق كبير.

أما في تلعباس الغربي التي شهدت تنافسًا بين التيار والقوات، فقد فاز التيار الوطني الحر بكامل المجلس البلدي. وفي بلدة بينو، فقد فازت لائحة المرشحة شانتال فارس المدعومة من التيار الوطني الحر والحزب القومي من الفوز على لائحة رئيس البلدية السابق فايز الشاعر المدعوم من القوات اللبنانية، والذي تمكّن من تحقيق خرق بثلاثة أعضاء.

وفي البلدات المحسوبة على القوات اللبنانية، تمّ تجديد البيعة لرؤساء البلديات الحاليين. ففي بلدة بيت ملات فازت لائحة رئيس البلدية الحالي شاهين شاهين والرئيس السابق ألبير الحاج، وفي ممنع (البلدة المارونية في أعالي جرد عكار، وتضم 1,300 ناخب)، فاز رئيس البلدية الحالي جوزيف يوسف على لائحة شبابية محسوبة أيضًا على القوات اللبنانية.

وشهدت البلدات العلوية معارك هادئة كليًا من الناحية الأمنية في بلدات: تلبيرة، الحيصة، تلعباس الشرقي، الكنيسة، وشهدت بلدة هيتلا معركة محتدمة بسبب الانقسام الطائفي، وفازت لائحة العلويين بستة أعضاء مقابل ثلاثة أعضاء للائحة المسيحيين المدعومة من النائب أسعد درغام الذي كان أجرى محاولات عدة لإحلال التوافق من دون نتيجة.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد