خسين كوراني/ خاص أوراق
تتجه الأنظار قبل أقل من 48 ساعة على اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة البقاع وبيروت، وتحديدًا الى مدينتي زحلة وبيروت؛ الأولى لجهة ضراوة المعركة والاصطفافات بعد خروج رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف من تحالفها مع "القوات"، والثانية لجهة ما تحمله من تداعيات سياسية.
زحلة: 977 مرشحاً وبلديتان تحسمان بالتزكية
وإذ ستجري الانتخابات يوم الأحد في 18 أيار الحالي، بلغ عدد المرشحين في قضاء زحلة 977 مرشحاً للانتخابات البلدية و341 للانتخابات الاختيارية، وأعضاء هيئة اختيارية 66 عضواً لأعضاء الهيئة الاختيارية.
وفي مدينة زحلة وحدها يتنافس 72 مرشحاً على 21 مقعداً بلدياً، فيما ترشح العدد المطلوب قانوناً في بلديتي دير الغزال وشهابية الفاعور ما يسمح لهم الفوز بالتزكية لاحقاً.
ومن منزل الوزير والنائب السابق إلياس سكاف، أعلن المرشح لانتخابات البلدية المهندس أسعد زغيب دعم الكتلة الشعبية للائحة "زحلة رؤية وقرار" مدعومة من عائلات المدينة وعدد كبير من أحزابها وتياراتها والمجتمع المدني.
وقد زار زغيب دارة سكاف والتقى رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، معلناً أنه ابن هذه الدار وعاصر رجالها الأولين وتخرج منها إلى العمل البلدي والإنمائي لخدمة المدينة.
ورفض زغيب كل أضاليل الفريق المنافس الذي يصوّر المعركة على أنها سياسية وحزبية، مكرراً بأن زحلة لا يختصرها حزب، ومستشهداً بألوان الطيف العائلي والحزبي والسياسي الذي أصبح منضماً إلى لائحة “زحلة رؤية وقرار”، التي لا تستثني أحداً إلا أولئك الذين قلبوا المدينة على المسيرة وحاولوا تسييس معركة إنمائية بلدية وأخذها إلى الميدان الحزبي.
ورحبت رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف برئيس البلدية والحضور، واعتبرت أن انتخابات الأحد المقبل لن تكون آخر الدنيا، وأننا سوف نبدأ في اليوم التالي يوماً جديداً لا خصومة فيه مع أحد. وأيا كان الفائز، سوف نكون معه وأمامه لأن البلد للجميع والبلدية للكل.
الهرمل: تنافس محدود في 8 بلديات
أما في قضاء الهرمل، فبلغ عدد المرشحين إلى المقاعد البلدية 225 في 8 بلديات يتنافسون على 114 مقعداً بلدياً.
فيما بلغ عدد المرشحين للانتخابات الاختيارية 151 مرشحاً يتنافسون على 63 مقعداً، في مختلف بلدات وأحياء قضاء الهرمل، في حين بلغ عدد المخاتير الفائزين بالتزكية 16 مختاراً و14 عضواً في المجالس الاختيارية.
بعلبك: أكثر من 1800 مرشح
إلى ذلك، يتنافس 1858 مرشحاً لعضوية المجالس البلدية في قضاء بعلبك، لملء 965 مقعداً في 76 بلدية ضمن قضاء بعلبك الذي يتألف من 104 قرى، علماً بأن عدداً من المجالس البلدية تضم في عضويتها ممثلي أكثر من بلدة، في حين أن 22 قرية لا يوجد فيها بلديات.
أما عدد الذين تقدموا بطلبات ترشحهم للهيئات الاختيارية والمختارين، فقد بلغ 665 مرشحاً، على أن يُنتخب 293 مختاراً منهم في 18 أيار الحالي.
وفي مدينة بعلبك، ترشح لعضوية المجلس البلدي 53 مرشحاً، يتنافسون للفوز بعضوية المجلس البلدي المؤلف من 21 عضواً، و86 مرشحاً للمختارين يتنافسون على 35 مقعداً.
بيروت: ست لوائح وتشطيب قد يطيح بالمناصفة
إنتقلت عدوى الترشيحات والمنافسة البلدية من طرابلس إلى بيروت حيث ترشح للإنتخابات فيها 178 مرشحا توزع أكثرهم على ست لوائح كما كان الحال الانتخابي في الفيحاء، وهي:
“بيروت بتجمعنا” برئاسة المهندس إبراهيم زيدان وتضم 24 مرشحا وتحمل صبغة توافقية بين الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) التقدمي الاشتراكي، النائب فؤاد مخزومي، جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) والقوات اللبنانية وحزب الكتائب والتيار الوطني الحر وحزب الطاشناق، فضلا عن دعم مستتر من الرئيسين نواف سلام وفؤاد السنيورة.
“بيروت مدينتي” وتضم 24 مرشحًا برئاسة فادي درويش، مدعومة من النواب: إبراهيم منيمنة ومارك ضو ووضاح الصادق وبولا يعقوبيان وحليمة قعقور وملحم خلف وفراس حمدان والكتلة الوطنية وبعض ما كان يسمى بالمعارضة.
"بيروت بتحبك" وتضم 22 مرشحا برئاسة العميد محمد الجمل، مدعومة من الجماعة الاسلامية والنائب نبيل بدر وبعض الجمعيات والعائلات البيروتية.
"ولاد البلد" وتضم 24 مرشحًا برئاسة رولا العجوز مدعومة من جمعية المقاصد.
"مواطنون ومواطنات عاصمة لدولة" وتضم 15 مرشحًا من دون رئيس مدعومة من الوزير السابق شربل نحاس.
"بيروت عاصمتنا" وتضم تسعة مرشحين من ناشطي المجتمع المدني وغير مدعومة من أي جهة سياسية.
ويفترض أن تخوض اللوائح الست يوم بعد غد الأحد منافسة شرسة تحمل طابعًا طائفيًا، خصوصًا أن العنوان الرئيسي للمعركة الكبرى هي المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي (12 مقابل 12).
ويبدو من سير المعركة أن هذا الأمر ما يزال صعب المنال، خصوصًا في ظل المناخ الشعبي الإسلامي العام سنيًا وشيعيًا والذي ينادي قسم كبير منه بأن يعكس مجلس بلدية بيروت التمثيل الحقيقي بحسب النِسَب لكل مكونات العاصمة.
ويبدو واضحا أن التيارات المسيحية تنتظر أن تفضي الانتخابات البلدية في بيروت إلى ضرب المناصفة وعدم انتخاب 12 مسيحيًا لمجلس بلدية العاصمة حيث سيكون لديها مادة سياسية وطائفية دسمة على مسافة سنة كاملة في التحريض وإثارة الغرائز والمطالبة بتقسيم بيروت بين بلدية مسيحية وأخرى إسلامية وذلك لاستمالة الشارع المسيحي واستعادة شعبية تسعى للاستفادة منها في الاستحقاق النيابي المقبل.
إذا، هي معركة إثبات وجود وتصفية حسابات بعد تنامي الخطاب الطائفي حول التمثيل في بلدية بيروت، في ظل غياب تيار المستقبل عنها وهو الذي كان يشكل ضابط إيقاع لأي معركة انتخابية، في حين يسعى نواب التغيير إلى تأكيد نفوذهم في ظل المتغيرات السياسية التي شهدتها البلاد بما يعطيهم دفعا في الانتخابات النيابية المقبلة للتأكيد بأن التصويت لهم كان عن قناعة وليس مجرد ردة فعل متعاطفة مع الثورة.
وتصطدم لائحة نواب التغيير "بيروت مدينتي" مع لائحة الوزير السابق شربل نحاس الذي يسعى لإحداث خروقات في اللائحتين الأساسيتين من باب التأكيد على حضور تيار مواطنين ومواطنات.
ويتوقع مراقبون أن يكون التشطيب سيد الموقف وأن لا يقيم وزنا للتحالفات الكبرى خصوصا أن الحركة الجارية على الأرض بعيدة كل البعد عما يحصل في الاجتماعات وضمن المراكز، حيث ستكون الكلمة الفصل في صناديق الاقتراع لأهالي بيروت وبعد ذلك لكل حادث حديث.