اوراق خاصة

الحاج رمضان جسر الثورة من أجل فلسطين 

post-img

حمزة البشتاوي ـ كاتب وإعلامي فلسطيني

عُرف الشهيد القائد محمد سعيد إزادي (الحاج رمضان) بذكائه الحاد وعقله الإستراتيجي، وشخصيته الفذة والصلبة وطاقته القوية، والأبرز من ذلك كله تواضعه الشديد وإيمانه العميق بالثورة وفلسطين.

بسبب دوره الكبير في دعم المقاومة في فلسطين؛ ارتكب الإسرائيليون جريمة اغتياله، وفقًا لما أعلنه وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي قال: "إنه قائد خطة تدمير إسرائيل".

يقول قادة من المقاومة في فلسطين بأن الشهيد الحاج رمضان كان بمثابة الجسر في العلاقة ما بين الثورة المنتصرة في إيران والمقاومة الثائرة على طريق النصر في فلسطين. وذلك منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي. وبعد نجاحه في مختلف مجالات العمل من أجل فلسطين؛ عين رئيسًا لوحدة فلسطين في قوة القدس، في العام 2014، وقد حاول الإسرائيليون مرارًا اغتياله وفشلوا إلى أن أستشهد في مدينة قم الإيرانية خلال العدوان الإسرائيلي- الأمريكي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
يتذكر كثيرون من الفلسطينيين الحاج رمضان الذي بذل عمره مجاهدًا على طريق القدس وفلسطين، وما قدمه من دعم وخبرات على هذا الطريق، وما له من بصمات لا تمحى على صعيد العمل المقاوم بأشكاله كافة. هذا إضافة إلى بصماته التي سيحكى عنها لاحقًا على صعيد العمل الثقافي والإعلامي، استنادًا إلى قناعاته الكاملة وإيمانه المطلق بحتمية الانتصار والخلاص من الاحتلال.

مما قيل عن الشهيد الحاج رمضان بأنه كان صاحب شخصية هادئة، ويملك معرفة كبيرة جدًا بجغرافيا فلسطين وتاريخها، وقريب جدا من المجتمع الفلسطيني، ويقدره تقديرًا عاليًا مع أن الاحتكاك المباشر والعلني لم يتوفر له؛ وذلك بسبب ملاحقة أعداء فلسطين له في كل زمان ومكان.
يقول من عرف الشهيد الحاج رمضان عن قرب بأنه كان قائدًا وحدويًا، بوصلته واضحة باتجاه فلسطين، وقد رسم في هذا الاتجاه صدق اعتقاده بدمه وبكثير من التضحيات.

بعد جريمة الاغتيال الجبانة؛ رأى قادة الاحتلال بأن كيانهم سوف يكون أكثر أمنًا بعد استشهاد الحاج رمضان. لكن الوقائع، في أكثر من ميدان، تشير إلى أنهم يجب أن يكونوا أكثر قلقًا، بسبب ما تركه من أثر جهادي وسيرة ومسيرة كفاحية ملهمة للشباب الفلسطيني الذي كان الحاج رمضان يراهم جيشًا من المناضلين والثوار دفاعًا عن فلسطين.

في سيرته ومسيرته كثير من الأعمال الجهادية، ومنها الاهتمام بعوائل شهداء فلسطين، وكان مؤمنًا زاهدًا ينتظر صلاة الفجر ويوم الفرح والشهادة التي تليق به مجاهدًا حمل راية الثورة وفلسطين ونشيدها الثوري العالي، في المدن والعواصم كلها، مؤكدًا نصرتها ونصرها الأكيد.
في المجاز الأكيد؛ سيبقى الحاج رمضان الذي كان خير رسول لإيران وثورتها، حاضرًا كشمس دافئة في نهار ممطر وبارد، وسنبقى نقول له : أيها الصادق المشتاق؛ سوف نراك قنديلًا في ساحة العشاق، في القدس بعد حين أو بعد جيل".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد