علي ضاحي (جريدة الديار)
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، ولا سيما القرى الجنوبية وفي ظل تمادي العدو في اغتيالاته واستهدافاته للمدنيين في الجنوب، تتصاعد الحاجة إلى جهود إنسانية وإغاثية مستدامة. وتأثرت البنية التحتية بشكل واسع، وتدهورت الخدمات الأساسية، لا سيما في البلدات الحدودية التي كانت عرضة للقصف والدمار.
وفي ظل هذا الواقع، برز دور الجمعيات المحلية والدولية كفاعل أساسي في محاولة تخفيف المعاناة، وتوفير الحد الأدنى من مقومات الصمود للأهالي.
وتعتمد المجتمعات الجنوبية على مبادرات المجتمع المدني المحلي والاحزاب، خاصة في ظل غياب خطط إنمائية واضحة من الدولة المركزية. وقد برزت عدة جمعيات محلية كان لها دور محوري بعد الحرب.
وتملك "الهيئة الصحية" التابعة لخزب الله سلسلة مراكز صحية وتقدم خدمات صحية وفيها صيدليات ومختبرات ومراكز اشعة بأسعار مدروسة. كما تهتم بعوائل الشهداء واصحاب الاوضاع الاجتماعية الصعبة. كما تمتلك الهيئة الصحية جهازاً اسعافياً وصحياً واسعاً في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية بالاضافة الى جهاز للدفاع المدني والحرائق.
ومن الجمعيات غير الحزبية تبرز "جمعية عامل الدولية"، التي تأسست عام 1979 وتعمل في مجال الصحة، والتعليم، والإغاثة، والتنمية المستدامة. وتنتشر مراكزها في مختلف المناطق اللبنانية، من ضمنها الجنوب، حيث تواصل تقديم الرعاية الصحية الأولية والدعم النفسي الاجتماعي في المناطق المتضررة.
وكذلك تمتلك كشافة الرسالة الاسلامية التابعة لحركة أمل جهازاً اسعافياً ومراكز للدفاع المدني والطوارىء وسلسلة مستوصفات تقدم خدمات طبية وصحية وادوية باسعار رمزية.
كذلك تعمل جمعية "وتعاونوا" في المناطق الجنوبية، لا سيما القرى الحدودية. وتُعنى هذه الجمعية بتوزيع المساعدات الغذائية والطبية، وترميم المنازل المتضررة. وهي ناشطة حالياً ايضاً في المجال الدراسي وتهتم بتأمين القرطاسية لتلامذة القرى الحدودية المدمرة.
النبطية
اما في النبطية، فتشير جهات معنية لـ"الديار"، الى دور بارز لجمعية "إسعاف النبطية" التابعة للنادي الحسيني في المدينة وبإشراف إمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق. حيث قدمت في الايام الماضية 1000 حصة من القرطاسية لألف طالب من اهالي القرى المهجرة والممرة في الجنوب.
كما يبرز دور جمعية "تقدم المرأة" وهي جمعية نسائية غير حزبية وتعنى بتقديم المساعدات الطبية والصحية. كما يبرز دور لجمعيتين تابعتين لجمعية تجار النبطية (هناك جمعيتان لتجار النبطية ايضاً).
كما تكشف الجهات عن دور لجمعية afsa و "شيلد" الدوليتين في النبطية وفي المجال الانمائي والاغاثي.
قضاء صور
وفي قضاء صور يكشف رئيس بلدية برج رحال قضاء صور المهندس داوود عزالدين لـ"الديار"، عن وجود خفيف للجمعيات المحلية. وهناك جمعيات محلية تدعم بجلسات نقاش او توعية مع تواجد للصليب الاحمر بإطلالات صحية بالاضافة للتعاون مع جمعية نساء جبل عامل بالملف الصحي والمستوصف في البلدة.
ويشير الى توقف بعض المشاريع لأسباب تمويلية، وكانت تقوم بها جمعيتا "انيرا" و"شيلد".
المنظمات الدولية
وتشير اوساط جنوبية معنية لـ"الديار"، الى توقف عمل جمعيات دولية عدة بعد " الهدنة النظرية" في 27 تشرين الثاني، ورغم عودة قسم من الاهالي الى القرى الجنوبية الامامية ومن هذه الجمعية "انيرا" و "شيلد" والundp.
وتلفت الى ان برنامج الأغذية العالمي استأنف (WFP) نشاطه في الجنوب بعد الحرب، مركزًا على توفير السلال الغذائية والمساعدات النقدية للأسر الفقيرة والنازحة ولكن تقديماته لا تزال دون الحاجة الفعلية والمطلوبة.
أما المنظمات الأممية الأخرى، مثل اليونيسف والصليب الأحمر الدولي، فقد كانت لها مساهمات محورية خلال وبعد الحرب مباشرة، من خلال تأمين مياه الشرب، ورعاية الأطفال، ودعم المستشفيات والمراكز الصحية التي تعمل بأدنى الإمكانات.